هدفت حملة الحلاقة الصحية لنشر الوعي بأهمية الحلاقة الصحية وتثقيف مرتادي محلات الحلاقة بالأمراض التي تسببها أمواس الحلاقة غير المعقمة. وعلى الرغم من تحذيرات أخصائيي الأمراض الوبائية والمعدية من تكرار استعمال أدوات الحلاقة، كونها إحدى وسائل انتقال أمراض الدم الفيروسية المعدية كنقص المناعة والالتهاب الكبدي والزهري والالتهابات الجلدية وغيرها من الأمراض الخطيرة، إلا أن هذا لم يمنع بعض صالونات الحلاقة في بلجرشي في منطقة الباحة من تجاهل هذه المخاطر وعدم الاكتراث بها وإصرارها على استعمال أدوات مكررة لعدد من الزبائن ومنها أمواس الحلاقة، المناشف غير الصحية والبالية رغم تعميم البلدية بمنع تكرار استعمال هذه الأدوات واستبدالها بأدوات حلاقة صحية للاستعمال الواحد: (الموس، المريلة البلاستيك، فرشاة الدقن والمسحة الطبية)، فضلا عن عدم ارتداء الحلاقين للبالطو أثناء الحلاقة. عند بعض صالونات الحلاقة التي تفتح أبوابها في زوايا ومنعطفات الأزقة في الأحياء الشعبية، قال محمد خان (30 عاما)، أعرف كل السكان في هذه المنطقة الكثير منهم من زبائني. وقال محمد أرشد محمد أحد الزبائن لمحل حلاقة في بلجرشي نأتي إلى هنا ليس للحلاقة وإنما للالتقاء بالأقارب والأصدقاء، كما أننا نجدها فرصة للحديث عن همومنا ومشاكلنا في الوقت الذي نحلق فيه، ولأن صالون الحلاقة هو المكان المفضل لمقابلة بعض أصدقائنا وأقاربنا وقد تعودنا على اللقاء هنا. وفي هذا السياق. يشير كل من سعد روضه وعبدالله الغيلاني إلى أن بعض المحال تقيدت نسبيا بأنظمة البلدية باستخدام أدوات الحلاقة الصحية ذات الاستعمال الواحد، إلا أنها رفعت أسعار الحلاقة بحجة غلاء الأدوات الصحية، وقد رضخ الزبائن لها وسط غياب الرقابة، وإلزام المحال التقيد بالأنظمة التي تحمي الزبائن من الاستغلال. فيما طالب محمد الغيث الجهات المعنية بمتابعة ومراقبة محال الحلاقة، مشيرا إلى أن متابعة هذه المحال تحديدا من الأهمية بمكان، كونها تتعلق بصحة الإنسان وتحديدا في نقل أمراض خطيرة، عبر أمواس وأدوات ربما تكون ملوثة وغير معقمة، ويلاحظ أن كثيرا من العاملين في محال الحلاقة عدم الالتزام بالقواعد الصحية، والتهاون في نظافة الأدوات المستخدمة في الحلاقة، ولهذا نطالب بتكثيف أعمال المراقبة وفرض عقوبات على من يخالف التعلميات والاشتراطات الصحية. وإلى ذلك، يؤكد رئيس قسم الخدمات في بلدية بلجرشي الدكتور أنور علي الغامدي أن البلدية ألزمت جميع صالونات الحلاقة باستخدام الأدوات الصحية ذات الاستعمال الواحد، محذرة من تكرار استعمالها، مطالبا المواطنين بإبلاغ البلدية عن المحال التي لم تتقيد بهذا القرار لمعاقبتها.
