أكد مدير فرع وزراه الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة نجران الدكتور صالح الدسيماني، أن الوزارة تراقب خطباء الجمع عبر لجان شرعية لضمان عدم تطرقهم لمواضيع تخرج عن نطاق الوعظ . وأبان الدسيماني في حوار مع "عكاظ" أن الفرع أزال مكبرات صوت ثبت علوها على نحو مخالف للتعليمات . وأوضح مدير فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في نجران أن الأنظمة تمنع توكيل غير المواطنين في الإمامة والأذان ومن يثبت مخالفة ذلك يعاقب. إلى تفاصيل الحوار • أبدت وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف قبل فترة استيائها من بعض خطباء الجمع الذين جنحوا في خطبهم فما هو دوركم في الحد من ذلك؟ - اعتلاء المنابر للخطابة مهمة صعبة لا يحسنها إلا من وفقه الله إلى ذلك وخطبة الجمعة توعية للمجتمع وتبصير للأمة وإرشاد لهم ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحرص كل الحرص على أن يكون الخطيب ذا علم وفقه وبصيرة يختار موضوعا مناسبا، وعملت الوزارة في إطار سعيها الحثيث للرفع من كفاءة خطب الجمعة بالرقابة على الخطباء ومستوى الخطبة والخطباء ولذلك شكلت لجان شرعية لاختيار هؤلاء الخطباء ومقابلتهم للتأكد من سلامة منهجهم و مناسبة اختيارهم لهذا العمل الجليل وفرع الوزارة في منطقة نجران ملتزم بهذا الشيء وإن حصل من أحد الخطباء ما هو خارج عن مفهوم الوعظ والإرشاد فإن الفرع لديه لجنة استشارية تتولى مقابلة المخالف ومناصحته واتخاذ المناسب من استمراره في الخطاب من عدمه وفق ما وردنا من أنظمة ولوائح ، كما أن الفرع خلال هذا العام فقط عقد أكثر من ست ندوات علمية شرعية في نجران وشروره حضرها جميع خطباء المنطقة وهي تهتم بترسيخ الوسطية ونبذ الغلو والتطرف كما عقدت دورة خاصة حول فقه الانتماء والمواطنة حضرها أكثر الأئمة والخطباء. • الوزارة لديها برامج لتأهيل الخطباء في طريقة إعداد الخطبة وخاصة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والدينية والسلبيات التي تظهر في مجتمعنا فما هو نصيب فرع نجران وخطبائها ؟ - إعداد الخطب هو من اعرق أدبيات الأمة الإسلامية ومهارة بحد ذاته والخطباء في كل بقاع العالم الإسلامي لا يستوون في ذلك فهناك خطباء تزدحم جوامعهم بالمصلين أكثر من غيرهم والوزارة حريصة على تأهيل خطبائها وتقدم لهم الكثير من البرامج واللقاءات مع المختصين في هذا المجال من المشايخ وطلبة العلم وأهل الاختصاص لينقلوا تجاربهم لاخوتهم الخطباء والفرع قد حظي خلال الأعوام الماضية ببرامج ولقاءات عديدة موجهة للائمة والخطباء مع كبار أهل العلم والمسؤلين في الوزارة كما أن الوزارة تتفاعل مع جميع القضايا التي تظهر في مجتمعنا من خلال تسليط الضوء عليها من قبل خطباء الجمع فلا تكاد تجد قضية إلا وتكون الوزارة في مقدمة من يتطرقون إليها في جميع مناشطهم من خطب ومحاضرات وكلمات وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة . • هي برأيك ابرز العوائق التي تواجهه المتحاورين في الدين ؟ - بلا شك أن ابرز العوائق التي تواجه المتحاورين هو عدم الإصغاء للحق وعدم البحث عنه والهوى فلو تحاورت مع شخص ما بقصد إيضاح الحق وإتباعه لسهل علينا التحاور والاستفادة ولكن للأسف فهناك الكثير ممن لو ظهرله الحق لتركه استكباراً أو استعلاء وهذا لا يكون إلا لجهله وعدم صفاء مقصده ونيته وانه يحاور لينتصر بغض النظر أمحق هو أم لا لذا فالحق أحق أن يتبع ولو كان من خصمك وليس أشد خطرا على من اتخذ القرآن الكريم والسنة النبوية دستورا من التطرف والغلو الذي خلف العديد من الدمار والخراب للمنجزات والتسبب في إزهاق أنفس بريئة حرم الله قتلها إلا بالحق، فالحوار الجاد والمثمر سوف يؤدي بإذن الله إلى تحقيق المصالح الوطنية. •كثيرا ما يقال أن هناك عدم التزام من بعض المؤذنين أو الأئمة المتعاقد معهم أو المتعاونين بأداء عملهم ويوكلون آخرين غالبيتهم من المقيمين ونطقهم غير سليم للعربية ، فبماذا ترد؟ - نعم قد يحصل مثل هذا الأمر ولكن لا يعد ظاهرة وإنما هي حالات نادرة تعالج في حينها وإن تكرر مثل هذا التجاوز فيتم استدعاء المسؤول واتخاذ الإجراء المناسب معه الذي يضمن عدم تكرار ما حصل منه .والإمامة والآذان باعتبارهما تكليف لا تشريف لايكلف لها إلا من يجتاز الاختبار والمقابلة التي تجريها اللجان الاستشارية الشرعية في الفرع ، والأنظمة لدينا تنص على منع أي توكيل للمقيمين ولا يتم السماح بالتوكيل إلا في أضيق الحالات وفق ضوابط من أبرزها ان يكون الوكيل سعودي مؤهل لهذه الأمانة ولا نرتضي بأي تقصير وقد كلف الفرع العديد من مراقبي المساجد بنقل أي مخالفة ليتم معالجتها فورا ومحاسبة المقصرين وفق الأنظمة الخاصة بذلك. • ولكنكم تعاقدتم مع مؤذنين وأئمة من المعلمين والموظفين غير المتفرغين ؟ - نسعى جاهدين لتعيين من تنطبق عليه الشروط والمسوغات للتعيين ومن يثبت عدم أداء ما يوكل إليه فييتم التدرج معه ومحاولة اصلاحه وإن لم يحدث تجاوب نبحث عن غيره . • كيف تتعاملون مع من لا يتقيد بالتعليمات حول خفض مكبرات الصوت في المساجد؟ - من ثبت لدينا تجاوزه للتعليمات المبلغة له وخصوصا في هذا الشأن فان الفرع يتخذ الإجراء المناسب الذي يكفل بالتقيد بالتعلميات وقد شكلت لجان خاصة لهذا الأمر ونفذت جولات على مساجد نجران وأزالت أكثر من أربعة من مكبرات الصوت وكذلك خفض ما كان فوق الحاجة من الأصوات وقد وجدنا في الأئمة والخطباء التعاون فيما يخدم الصالح العام. • ماذا بشأن تفعيل دور فرعكم الرقابي على المساجد من حيث محتوى الصناديق من نشرات دعوية وخلافها؟ - التعليمات تمنع توزيع أي مواد مسموعة أومرئية في المساجد الا ما تمت الموافقة عليه من قبل الجهات ذات الاختصاص في الوزارة أما صناديق التبرعات فقد تمت إزالتها منذ فترة طويلة واللجان الميدانية ومراقبي المساجد يباشرون المتابعة والرفع عن أي مخالفة من هذا النوع في حينه ويتم معالجتها حسب النظام . • يلاحظ ضعف تفعيل دور المرأة الداعية في الفعاليات النسائية والمناسبات الدعوية فلماذا أنتم غائبون عن ذلك؟ - المرأة هي أهم دعائم الأسرة المسلمة الصالحة ، ودورها كبير في خدمة الدين والدعوة إلى الله تعالى والمرأة الداعية أصبحت تنافس إخوانها من الدعاة في نشر هذا الدين ، والفرع لديه مجموعة من الداعيات المحتسبات ولهن مناشط عديدة في الوسط النسائي في المدارس ودورالتحفيظ والمخيمات الدعوية وهناك تعاون مع إدارات تعليم البنات والكليات في المنطقة بهذا الخصوص وبرامج ومناشط متصلة على مدار العام الدراسي . • ما هي أهم الفعاليات والبرامج التي ينفذها الفرع من خلال لجانه وأقسامه المختلفة ؟ - هناك فعاليات للفرع ومن أهمها اللجنة الاستشارية التي تؤدي دور التقييم والتوجيه لمنسوبي المساجد والمناصحة للمخالف واتخاذ اللازم مع المتجاوز وكذلك يشرف الفرع على الجمعية الخيرية لتحقيق القرآن الكريم وحلقاتها وطلابهومعلميها وأيضا للفرع أنشطة دعوية • حظيتم بميزانية لهذا العام فما ابرز ما تضمنته من مشاريع للمنطقة ؟ - لقد تضمنت ميزانية هذا العام مشاريع عدة بلغت 21 مشروعا طالت 46 جامعا ومسجدا ما بين إنشاء وترميم تتراوح قيمتها لما يزيد عن 20 مليون ريال وقد بدأ العمل فيها جميعاً منذ فترة وعملية التنفيذ في مسارها الصحيح • عقدتم أخيراً دورات تأهيلية للخطباء والأئمة، فإلى أي مدى وصلتم في ذلك ؟ - عقد الفرع ما لا يقل عن أربع دورات تأهيلية خلال هذا العام وزعت بين محافظاتها لضمان الاستفادة والتسهيل على الأئمة والخطباء في الحضور وكانت النتائج جيدة لهذه الدورات كما عقدت العام الماضي الدورة الرابعة على مستوى المملكة في منطقة نجران والتي حملت اسم فقه الانتماء والمواطنة. • الوزارة توجهت إلى قضية ترشيد استخدام الكهرباء من إنارة ومكيفات تزيد عن طاقة المسجد لقلة المصلين فماذا عمل الفرع في ذلك ؟ - الترشيد دين وخلق يجب علينا إتباعه والعمل به وتطبيقه على أموالنا الخاصة والعامة ، وبهذا الخصوص قد تم التعميم على جميع شركات الصيانة ومنسوبينا بإتباع خطة الترشيد في استهلاك الماء واستعمال الوسائل المرشدة للاستهلاك والتي وزعت لنا من وزارة المياه وتم تركيبها فعلا في جميع المساجد والجوامع وهذا ما تم أيضا بالنسبة للكهرباء فالتكييف يضبط في حالة التشغيل على مؤقت الاستهلاك الكهربائي المنخفض ويشغل ما يكفي المصلين دون زيادة وتستعمل الانارة ذات الاستهلاك المنخفض في جميع المساجد والجوامع وهذا العمل حرصت الوزارة على تطبيقه في جميع فروعها وتحرص على التذكير به من وقت لآخر في كل عام .
