من داخل جمعية مرضى الأيدز، تحدث عدد من الذين انتقل إليهم الفيروس، في ظروف كانت أقوى منهم، جعلتهم يعيشون في عزلة ويعانون النظرة القاسية من المجتمع. بداية وفي جنوبي جدة تسكن أم يوسف (44 عاما) مع والديها المقعدين، تروي حكايتها، إذ تقول: تغيرت أحوالي بعد إصابتي بالمرض، وتضيف اكتشفت المرض حينما كنت حاملا في شهري التاسع، بعد شعوري بأعراض اعتقدت أنها من الولادة، فمع التحاليل تبين أنني مصابة بمرض الأيدز، وتشير أم يوسف: تحدثنا كثيرا عن معاناتنا مع المرض، وتبقى مساعدتنا، فأنا المسؤولة عن أسرتي، وظروف والدي الصحية جعلتني أبحث عن عمل، لكن دون جدوى فلا أحد يريدنا، والمجتمع لا يرحم. وبمرارة تتذكر أم ريان (40 عاما)، ما حدث لها: أنا مطلقة، ولدي خمسة أطفال، أكبرهم عمره 14، تزوجت ثم انفصلت، ثم تزوجت من رجل من جنسية عربية، ويا ليتني لم أفعل!!، لأن المرض انتقل عن طريقه، وتضيف: شعرت بآلام وتعب صاحبها ارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد، وعدم الوقوف كانت أشبه بشلل، فراجعت المستشفى، وكانت الطامة حين أبلغوني بأنني مصابة، ومن هنا بدأت المعاناة، تركت أبنائي مع زوجي الأول حتى لا يشعروا بشيء، وشعوري بأنني لن أستطيع تربيتهم، لأنني في حالة نفسية لا يمكن وصفها، فعشت مع والدي اللذين تقبلا الوضع، وتذكر أم ريان «زوجي الذي نقل إلي المرض لا أدري أين هو حتى الآن، وسمعت أنه تزوج من أخرى، ونقل إليها المرض». وتعايشت المصابة، أم علي (43 عاما) مع المرض منذ عشرة أعوام، تقول: أنا مطلقة ولدي بنتان وولد، اكتشفت المرض بعد أن تقدمت لإحدى المستشفيات الخاصة، بطلب وظيفة، وطلبوا كشف الفحوصات المطلوبة، التي اتضح أنني مصابة، وتضيف تغيرت أحوالي منذ اكتشاف المرض مع أسرتي، شعرت بنظراتهم التي كانوا يوجهونها إلي أنني ارتكبت خطأ، خاصة من شقيقي، الذي بدأت الشكوك تراوده، وعشت سنينا في عزلة حاولت التعايش مع المرض دون أن يعلم أحد، وتقول أم علي: ساعدونا نحن المتعايشين مع المرض بإيصال صوتنا إلى المسؤولين لإيجاد فرص وظيفية، والنظر في أوضاع من لا يملكون منازل يقيهم متاعب الإيجار.