على ما يبدو أن الأمانة اختارت الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع، فمنذ عام 2006م عندما أعلن أنه العام الموبوء لاكتشاف 1306 حالات مؤكدة لحمى الضنك في جدة ووفاة ست حالات منها وإلى اليوم؛ لم يترك مسؤولو الأمانة وسيلة أو حيلة إلا واستخدموها لتبرير فشلهم في مكافحة واستئصال حمى الضنك، بل وكل نجاح نسبي كانوا يدعون أنهم حققوه في هذا الملف يواجه بأعداد الحالات المتنامية في معظم الوقت. • كانت الأعذار في بادئ الأمر تتلخص في العموميات التالية والتي لا يمكن حلها في الأمد القصير أو المتوسط وتحتاج إدارات وسنوات للانتهاء منها، ومن أهم هذه الأعذار؛ الانتهاء من المشاريع، وترميم وتغطية مجرى السيل الشمالي، وإنشاء الغابة الشرقية، وتنفيذ شبكة تصريف المياه، ومعالجة تلوث بحيرتي الأربعين وشرق أبحر، والكورنيش الجنوبي والشمالي. • والرأي البسيط متواضع الاطلاع يعلم أنه مع مثل هذه الأعذار يتضح أنه لا توجد نية حقيقية مترجمة لخطة عمل علمية لمواجهة الضنك، لأنها أعذار تعجيزية بعضها لا يمكن أن تتجاوز الورق الذي تكتب عليه، فهي مجرد تنظير لا يغني ولا يسمن من جوع (وقد فندت هذه الأعذار في مقال تحت عنوان الشورى والضنك في هذه الصحيفة بتاريخ 7/3/1430ه). • واستمر تزايد الحالات في فضح فشل المسؤولين غير المختصين لاحتواء الضنك، وأكدت أن الدولة وفرت مبالغ كبيرة لمواجهة الضنك بلغت مليارا وأربعمائة مليون ريال، وكان من المفترض ألا يأتي عام 2009 إلا والوباء مسيطر عليه تماما، ولكننا كالعادة أمام أزمة ومشكلة كبيرة في إدارة الأمور، (كان هذا الطرح في مقالي «فشل احتواء الضنك» الذي نشر في هذه الصحيفة في تاريخ 5/4/1430ه). وردا على الطلب غير المقبول الذي تقدمت به الأمانة على لسان المسؤول الأول فيها عندما صرح لصحيفتنا يوم الأحد في تاريخ 2/4/1430ه «إن اللجنة التحضيرية المشكلة لمكافحة حمى الضنك رفعت طلبا للجهات المختصة لدعمها بميزانيات إضافية مالية لمواصلة أعمالها عقب تزايد الحالات»، ويعتبر هذا التصريح أكبر اعتراف بأن المليار والأربعمائة مليون ريال لم يكن لها أي أثر، ولم يستفد منها، وأن الحالات في تزايد بعد ثلاث سنوات من التطمينات وتقديم الأعذار غير المقنعة. • واليوم وفي «عكاظ» (عدد الاثنين الماضي) «يتهم وكيل الأمين للخدمات المواطنين بعدم التعاون مع الفرق الميدانية للمكافحة، وهو ما يعيق البرامج والخطط التي وضعتها الجهات المعنية للقضاء على نواقل المرض، وأكد أن الضنك من الأمراض التي ليس من السهل القضاء عليها، وأن الأمانة ليست وحدها المسؤولة عن مرض حمى الضنك ولا تتحمل كافة المسؤولية» النص. وفي رأيي هذا التصريح أيضا غير مقبول ويؤكد كما ذكرت سابقا أنه لا توجد نية صادقة وحقيقية وفعالة لمواجهة هذا الوباء، فإذا كانت الأمانة غير مسؤولة لوحدها عن هذا الوباء، فلماذا قبلت أن تتصدى لمكافحته وحدها واستلمت مقابل ذلك مليارا وأربعمائة مليون ريال لوحدها، أم أن هذا المبلغ الضخم انتهى وأصبح الوباء عبئا على ميزانيات وبنود أخرى للأمانة، وبطبيعة الحال لا يمكن لها أن تعترف بفشل إدارتها لهذا الملف المهم فقررت الهجوم كأقدم وأسهل وسيلة للدفاع.. وللحديث بقية. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبد أ بالرمز192مسافة ثم الرسالة