بكل الواقعية تحدث معي الوجه الأهلاوي المعروف أحمد عيد فاختصر لي مسافات السؤال ودائرة الالتفاف بحثا عن إجابة واضحة وصريحة لشخص اشتهر أنه بلا أعداء .. قال عن الأهلي فأصاب في مقتل (تفرقت القلوب فتفرقت اللحمة). شعرت بحسرته بعد ثمان هزائم وهو يقول: كسرة الرأس توجع وأشعر بالحسرة .. أحمد عيد الحارس والإداري ورجل الأعمال والشاعر والراوية والحافظ والمتيم بشعر عبدالله الفيصل ضرب فأوجع على غير عادته .. وصف إقالة كارلوس البرتو في مونديال 98 في فرنسا بأنها غير صائبة، واتهم بعض اللاعبين بسوء فهمهم لثقافة الإجازة خارج المعسكر. اعترف بضعف التهيئة الفكرية والإدارية في الاتحاد السعودي لكرة القدم مما أبعدنا عن مواقع اللجان في الاتحاد الآسيوي، وطالب في الوقت نفسه ببقاء فكر ابن همام لسنوات مقبلة. تحسر على إيقاف دورة الصداقة الدولية بعد حصولها على اعتراف الاتحاد الدولي، وطالب بوجود لجنة فنية استشارية في كل ناد سعودي لإيقاف رؤساء الأندية عند حدودهم. حوار فيه ثنايا وإسقاطات ورسائل لم تستوعبها المساحة وحاولت قدر المستطاع أن يستوعبها الحوار الذي جاء على موعد مع أفضل حارس مرمى في أول دورتين خليجيتين تزامنا مع خليجي 20 التي تستضيفها اليمن حاليا. • لماذا لم نرك على رأس إحدى لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم في التشكيل الأخير؟ أولا العمل في الاتحاد لا يرتبط بمركز معين، لكنني أنا أرى أن تواجدي في لجنة من أهم اللجان وهي لجنة الاحتراف كنائب للرئيس يمنحني الفرصة لتقديم خدمة جيدة وفي نفس الوقت فأنا أعتقد أن الفترة التي قضيتها مع المنتخب السعودي من بداية تكريمي وتواجدي مع المجموعة الأولى ثم الثانية من أعضاء الاتحاد أكبر تكريم ولا أعتقد أن هناك أعلى تكريم من أن أكون عضوا في الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم وإن رأست لجنة أو كنت نائبا لرئيس لجنة فالعمل واحد والهدف واحد، فأتشرف بأن أكون تحت لجنة يرأسها الدكتور صالح أحمد بن ناصر بما لديه الشيء الكثير من الخبرة الرياضية. • أليس لديك طموح أكبر من هذا الدور؟ طموحي كبير، طموحي أن أقدم خدمات لرياضة كرة القدم على أوسع نطاق ليس على نطاق الاتحاد السعودي فقط وإنما أيضا على نطاقات الاتحادات الأخرى، ولكن ثقة المسؤولين وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وجميع الإخوة في أعضاء الاتحاد كفيلة بأن تعطي أحمد عيد التوهج العملي في الاتحاد السعودي في أي مجال وهي ليست مقتصرة على رئاسة لجنة من اللجان. • في ظل مشاغل الدكتور صالح بن ناصر في أكثر من لجنة وموقع، ألم يحن الوقت لتسليم واحدة من أهم لجان الاتحاد لشخص متفرغ؟ وأنا أيضا لدي مهام غير اللجنة ولست متفرغا للرياضة فقط فلدي أعمالي، أنا رجل أدير بعض الأعمال وملاك الشركة التي أديرها أيضا لديهم الحق في اتخاذ قرار استمراريتي أو عدمه، ولكن من منظور خدمة الوطن أعطيت الفرصة من قبلهم، ويعلم الجميع بعدم تفرغي، أقوم بما أقوم به في الاتحاد السعودي من منظور الخدمة ومن منظور أيضا الولاء للوطن في المقام الأول ثم الولاء لرياضة كرة القدم فكما للآخرين أيضا مشاغل مثل الدكتور صالح أيضا أنا لي مشاغل لكن أحرص أن أقدم في مجال أستطيع أن أقدم فيه. • لكن يقال إنك مازلت تلبس ثوب الدكتور صالح «إن شرق شرقت وإن غرب غربت»! الحمد لله جمالية العمل مع الدكتور صالح في هضم ومعرفة كل ما يدور في اللجنة نفسها، جميع الإخوان الموجودين في اللجنة أهدافهم موحدة وآراؤهم تقريبا موحدة وتطبيقنا للوائح والأنظمة من منظور النظام ومجال اجتهادنا في اللجنة محدود، ويكفي أن تكون لجنة الاحتراف هي اللجنة الوحيدة التي لم يتغير فيها أي عضو وإنما أضيف لها عضو واحد في اللجنة القانونية هو الدكتور ماجد قاروب فيما تغيرت جميع اللجان وأحدثت فيها تغييرات واسعة بسبب أن المجموعة التي تعمل في لجنة الاحتراف قريبة من بعضها واستفادت من الأخطاء السابقة وتحاول قدر المستطاع أنها تطور وتعمل لخدمة اللاعب والنادي السعودي. • توقع الكثيرون بعد وفاة عبد الله الدبل (رحمه الله) أن يكون أحمد عيد بعلاقاته وخبرته الرياضية بديلا له أوعلى الأقل مرشحا في إحدى لجان الاتحاد الآسيوي؟ المسألة تعود للترشيح أما الطموح فموجود وأنا أتمنى أن أكون عضوا في الاتحاد الآسيوي وأطمح أن أكون عضوا في الاتحاد الدولي وعلاقتي بجميع المسؤولين في الاتحاد الآسيوي علاقة متميزة لكن تظل هذه العلاقة مرتبطة بأنظمة وقوانين، وتظل هذه العلاقة أيضا مرهونة بمدى الاستفادة من الشخص في إحداث هذه اللجان. • حتى الاتحاد الآسيوي خسرنا مكتسباتنا فيه! للأسف أن مقاعدنا تقلصت في لجان الاتحاد الآسيوي بسبب غياب التهيئة المناسبة لأشخاص أصحاب كفاءة لخوض العمل الفكري الإداري من خلال الاتحاد القاري وهذا ما دعا الاتحاد الآسيوي للتوجه في الفترة الأخيرة إلى الاستفادة من الكفاءات في شرق آسيا أكثر من غربها، ونحن نحتاج إلى كفاءات أكثر تمرسا واطلاعا وخبرة، والموضوع يحتاج إلى دعم أيضا من الاتحاد السعودي لكرة القدم لوضع دراسة مستفيضة عن كل عطاءات أعضاء الاتحاد وبالتالي يتم ترشيح الكفاءة التي تخدم الغرض. • بصراحة.. أين وصلنا في تطبيق الاحتراف؟ وصلنا إلى مرحلة جيدة ولكنها ليست مرحلة الكمال المطلوب، نحتاج إلى كفاءات تدير الاحتراف في الأندية خلاف الكفاءات الموجودة وما زال هذا الجانب ضعيفا، نحتاج إلى دورات مكثفة لتهيئة اللاعب السعودي في سن مبكر كالجانب التثقيفي والجانب الاحترافي والنظام الأسري، ما زلنا نعاني من قلة الخبرات القانونية من جانب وكلاء اللاعبين كما أن معظم اللاعبين مع الأسف يحتاجون إلى إعادة تثقيف وإعادة دراسة إمكانياتهم الاحترافية ليس على الاحتراف السعودي فقط ولكن على الاحتراف بصفة عامة، نحتاج إلى ندوات وورش عمل على نطاق أوسع، بفتح المجال للقطاع الخاص بأن يساهم في ندوات مكثفة، في دولة دبي الشقيقة هناك مجال لتثقيف الرأي العام الإماراتي والخليجي والعربي من خلال منتدى يسمى قلوقلسكل كل سنة يقام وأنا عضو فيه، السنة الماضية كانت النقاشات حول وكلاء اللاعبين وتراخيص الأندية والصرف العام على اللاعبين والترشيد، كانت الندوة خلال ثلاثة أيام تتحدث على مستوى العالم ككل، هناك مندوبون من الاتحادات الدولية والاتحاد الأوروبي واتحاد جنوب أمريكا.. أتمنى من الأندية أيضا أن تبعث مندوبيها لحضور مثل هذه الندوات والمؤتمرات وبالتالي تعطي فكرة شاملة عن وضع النادي كمؤسسة، فالنادي لا يدار بفردية ولكن مؤسساتيا حيث إن المسؤول عن الاحتراف مرتبط ارتباطا كبيرا بمسؤول الاستثمار ومدرب الفريق، فكل ما يدور في النادي من عقود لاعبين لا بد أن تدار من خلال منظومة تبدأ بالمدرب وتنتهي باللجنة المالية التي تصرف، مع الأسف في أنديتنا لم نصل إلى هذه المرحلة ولكن في طور الوصول. نحتاج إلى هضم المواد الملزمة إلى المواد غير الملزمة وعمل تطوير عام لها حتى تصبح في متناول أيدي الجميع. • توليت رئاسة الأهلي لفترة لم تحقق فيها إلا تسمية ستاد الأهلي فقط مع أنك تملك خبرة فنية وإدارية ثم استقلت.. لماذا؟ قدمت استقالتي استجابة لرغبة الأمير خالد في رئاسة النادي في تلك الفترة، وأعتقد أن نجاحي كلاعب كان من الإمكانيات التي كنت أملكها وعندما رأست النادي الأهلي كنت عديم الخبرة وفي ريعان الشباب لم يمض على اعتزالي أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات ورأست النادي الأهلي، أنا أعتقد أني تسرعت في رئاستي للنادي الأهلي في تلك الفترة ولو أعيدت إلي الرئاسة اليوم لفعلت أشياء كثيرة لم أكن سأفعلها كرئيس في تلك الفترة خصوصا في الهيكل التنظيمي العام للنادي ويكفيني فخرا شرف تسمية ستاد النادي الأهلي باسم الأمير عبدالله الفيصل كعمل أوحد قمت به في تلك الفترة. • كنت مدعوما بشكل قوي من الأميرين محمد العبدالله وخالد بن عبدالله؟ وقبلهما كنت مدعوما أيضا من قبل الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله وخضت التجربة بعد موافقة سموه ورغم قصرها كانت تجربة ثرية بالنسبة لي. • لماذا يثار دائما موضوع الخلاف بينك ود. عبدالرزاق أبوداود والذي بدأ كما يقال على شارة القيادة في الأهلي؟ لا يوجد خلاف بيني والدكتور عبدالرزاق بل على العكس تماما فعندما أوقف في فترة من الفترات وأنا كنت كابتن النادي وفي دخولنا إلى الملعب قمت بتسليمه شارة القيادة دون الرجوع إلى مجلس الإدارة احتراما وتقديرا مني لدوره القيادي وعبدالرزاق منح الكبتنية من رجل قيادي في وجود لاعبين كبار وفي وجود مجلس إدارة فيه الكثير من الدراية والفهم والإدراك ويكفيه فخرا أنه كابتن الأهلي في عهد الأمير عبد الله الفيصل ويكفيني فخرا أني أيضا تسلمت قيادة الكبتنية في نفس الفترة بقرار من مجلس الإدارة وبمباركة من الأمير عبدالله الفيصل التي أحمل خطابها حتى الآن ففكرة الكبتنية بيني وبين عبدالرزاق محسومة ما فيها مجال للمناقشة وقد عملنا سويا وحصلنا على آخر دوري عام 1404ه ثم استلمت بعده رئاسة النادي وطبعا لازم نكون مختلفين في الفكر حتى عندما كنت نائبه اختلفنا في بعض الأفكار ولكن كمنظومة فنية وإدارية كنا مكملين لبعضنا. • كنت عضوا في لجنة اختيار عبد العزيز العنقري لرئاسة النادي، ويؤخذ عليكم أن الرجل انسحب بسرعة من مسؤولياته مما أحرجكم؟ الاختيار جاء بناء على متطلبات المركز الذي وضعت له ثلاثة محاور رئيسة هي المحور التنظيمي والفني والمالي، ووضعنا لكل محور أسسا على ضوئها يتم ترشيح رئيس المجلس وأعضاء إدارته فكان ملف عبد العزيز العنقري أفضل الملفات المطابقة لجميع مواصفات الرئيس في المحاور الثلاثة، وبعثنا الأوراق إلى الجمعية العمومية فتم اختياره بعد ذلك، وللأمانة كان ملفه جيدا وما زلت أحتفظ به وهو واحد من الملفات الجيدة جدا ولو طبق بما في ملفه لأصبح النادي الأهلي من أفضل الأندية الموجودة في المملكة. • كأنك تشير الى وجود عقبات أحبطت الرجل فغادر سريعا؟ هذه تسأل فيها اللجنة التنفيذية في إدارة النادي الأهلي والمسؤولين عنه. • لكنك عضو في لجنة اختيار الرئيس؟ صلاحيات اختيار رئيس مجلس الإدارة من الجمعية العمومية وهي التي أخذت برأي هيئة أعضاء الشرف، وهيئة أعضاء الشرف طبقت الأنظمة والقوانين الموجودة في لائحة الاختيار، وأنا أعتقد أنهم المخولون الأول في دراسة اخفاقات الرئيس من عدمه. • ربما خذلته قلة تجربته الرياضية؟ ليس بالضرورة، فرئيس مجلس إدارة نادي ريال مدريد لا توجد لديه خلفيه رياضية. • لكن لديه جهاز فني يقوده فالدانو وزيدان وغيرهما؟ هذا ما أردت الوصول إليه، فأنا أتمنى أن تكون هناك لجنة رياضية استشارية تنير لرئيس مجلس الإدارة في النواحي الفنية لا أن يتولى الرئيس نفسه اتخاذ قرار جلب لاعب أو الغاء عقده، بحيث يرأس هذه اللجنة الاستشارية مدرب الفريق الأول وأعضاء آخرون معه من ضمنهم أصحاب الخبرة وأصحاب الدراية والفهم. وللأسف أن هناك خللا كبيرا في المنظومة الفنية في الأندية، ولو وجدت هذه اللجنة الاستشارية في كل ناد سعودي لتغير مسارالكرة السعودية إلى الأفضل. • ثم بدأ صراع الأجنحة في الأهلي بعد اليوبيل الذهبي وزيارة مارادونا ولم تروا خيرا بعدها؟ لم يجرؤ أحد في حياة الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله على أن يعمل في النادي الأهلي إلا لمصلحة النادي الأهلي وإن حدث شيء فحدث بعد ذلك، وكان سموه حريصا على أن يكون النادي الأهلي مرآة تعكس دائما الإيجابيات في الرياضة السعودية، وكان سموه يشرف على النادي الأهلي حتى وهو بعيد ويعرف كل صغيرة وكبيرة في النادي من خلال ما يصله من أخبار. والنادي الأهلي مر بمراحل صعبة ومر بظروف ليست أخطاء ولكن اللحمة الأهلاوية كانت أقوى ونكران الذات كان يصب في مصلحة النادي وعندما تفرقت القلوب تفرقت هذه اللحمة، وفي كل أندية في العالم توجد أجنحة وتظل أجنحة النادي الأهلي قوية ويظل الجناح الأقوى في النادي جناح المحبة والعشق لهذا الكيان. • لكنها الأجنحة المختلفة تتعاون في الأندية الأخرى؟ حتى في النادي الأهلي الأجنحة تتعاون، قد يكون التعاون غير مرئي لكن التعاون موجود. • كمثال أنت محسوب على جناح محمد العبد الله في النادي؟ إذا طلبني الأمير خالد في خدمة النادي فلن أتوانى ولن أتردد، ولعلمك أحمد عيد رجل نذر على نفسه خدمة النادي الأهلي في جميع مراحل حياته، ولن أتوانى عن خدمته في أي وقت من الأوقات، وما زلت حتى هذه اللحظة أخدم النادي الأهلي بما يسند لي من مهمات. • لم تتحدث عن أسباب إقالتك كمدير منتخب مع المدرب البرازيلي كالوس البرتو في كأس العالم 98 في فرنسا، رغم ما قيل عن وجود عدم انضباط في معسكر المنتخب؟ قرار الإقالة شمل الجهاز الإداري أيضا، وأنا أعتقد أن موضوع تسيب اللاعبين ليس مسؤولية الجهاز الإداري، وإنما يعود لثقافة وفكر كل لاعب، وماحدث أن كل اللاعبين أعطوا إجازة حرة وتمتع بها لاعبو كل المنتخبات، لدرجة أن لاعبينا كانوا يقابلون لاعبي المنتخبات الأخرى في الشانزليزيه، فعندما يخطئ لاعب خارج المعسكر وفي إجازة حرة فهذه مسؤوليته وهذا مستوى ثقافته وليست مسؤوليتي لأنه ليس من المفروض أن أعمل رقيبا على كل لاعب. أما كارلوس البرتو فلاشك أنه واحد من أفضل وأخلص المدربين الذين عملت معهم، ولوكنت صاحب القرار لما أقلت الرجل؛ لأن النتائج لم تكن سيئة فالهزيمة من فرنسا كانت طبيعية بعد طرد الخليوي، وفي المجمل العام كان أداء المنتخب مقبولا ولكن ليس بمستوى منتخب 94م. • لماذا توقفت دورة الصداقة الدولية بعد حصولها على الاعتراف الدولي الذي لم تحظ به دورة الخليج العربي؟ لا علم لي بأسباب التوقف ولكن يسأل عنها الاتحاد السعودي لكرة القدم، فاللجنة المنظمة أعطيت تعليمات بإيقاف الدورة والتعليمات عن طريق الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومما يحز في النفس أن البطولة قطعت مدى واسعا ورحبا وقدمت الشيء الكثير للرياضة السعودية والرياضة العربية والخليجية وتخطت إلى الجهة الثانية من العالم، ولا أخفيك أن الحلم كان استقطاب أندية عالمية ومنتخبات وطنية للعب في المملكة العربية السعودية تحت هذه المظلة كما فعلت قطر قبل أسبوع بمباراة البرازيل والأرجنتين وكما فعلت أبو ظبي في كأس العالم للأندية. كان حلم المسؤولين عن دور الصداقة وضع أسس بعيدة المدى لمستقبل الرياضة السعودية في كرة القدم ليس في مدينة أبها فقط ولكن كان الفكر أنها تتوسع وتخدم أغراض المنطقة ككل، وللأسف أنها وئدت مع أنها ساهمت في وصول منتخب العراق إلى أثينا وساهمت في صقل لاعبين في المملكة مثل ياسر القحطاني والمنتشري وأسامة المولد، كما أسهمت في ظهور منتخب الأشقاء في الكويت من خلال ناديي السالمية والقادسية، كما أسهمت في ظهورمنتخب عمان الذي حقق بطولة الخليج السابقة، فلم تكن الدورة مجرد منظومة كرة القدم ولكن كانت منظومة عمل لخدمة منظومة رياضة المملكة. • هل تعتبر بطولة النخبة الدولية اعادة احياء لدورة الصداقة؟ لا أعتقد. فليست لها أية صلة إطلاقا بدورة الصداقة ولكن القيمة الاعترافية بدورة الصداقة قيمة اعترافية بمنظومة اتحاد عربي سعودي لكرة القدم وما يطبق في كأس العالم يطبق على دور الصداقة من ناحية اللوائح والأنظمة والقوانين ماتراه اليوم في البطولات القارية والإقليمية كان يطبق على دور الصداقة ويكفي أنها الدورة الوحيدة التي أقيمت في المنطقة يرفع فيها أربعة أعلام لأربعة اتحادات، الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد العربي والاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي لكرة القدم. • وما زال الاعتراف بها قائما؟ ما زال موجودا تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم. • يقال إنك من مؤيدي محمد بن همام من أيام دورة الصداقة الدولية رغم وجود أشخاص لا يرغبون في بقائه في رئاسة الاتحاد الآسيوي؟ أولا، أنا أتكلم بصفتي الرياضية، فعلاقتي مع محمد بن همام تعود إلى عام 1982م عندما كان رئيسا لنادي الريان وكان الأمير محمد رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي فعمدني سموه لتوقيع اتفاقيات مع أندية في الكويت والبحرين وقطر ومن ذلك الوقت وعلاقتي بالرجل تتطور إلى أبعد حدود التطور، والشهادة التي أدلي بها الآن عن كفاءة محمد بن همام ليست وليدة دور الصداقة بالعكس فالرجل يسعى إلى تطوير الفكر الرياضي في رياضة كرة القدم في الاتحاد الآسيوي على أوسع نطاق والمنطقة بحاجة لرجل في مثل كفاءته الرياضية لفترة أطول، وكل ما عمل من تطوير وإثبات الوجود للاتحاد الآسيوي من خلال دوري هيئة المحترفين أو استضافة كأس العالم في كوريا واليابان والآن أيضا قطر تسعى لاستضافتها وكوريا أيضا دليل للتطوير الفكري والتنظيمي والمالي للاتحاد الآسيوي وكل ما نشاهد اليوم من مشاركات آسيوية في كرة القدم لمحمد بن همام دور فيه، وأعتقد أن الاتحاد السعودي ومعظم الاتحادات في غرب آسيا ترشح محمد بن همام للاستمرارية؛ لأنه مطلب لخدمة الرياضة الآسيوية، والرجل يعمل فلماذا لا نعطيه الفرصة لأن يعمل، وسبق أن أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد دعمه لترشيح ابن همام في المرحلة المقبلة. • لماذا يتهم الأهلي بأنه خليط دائم من الأندية وليس له مصب من القاعدة رغم وجود الأكاديمية حاليا؟ الأهلي الذي حقق كأس سمو ولي العهد عام 77 لم يكن خليطا، والأهلي الذي حقق كأس الملك عام 82 أيضا لم يكن خليطا، الأهلي الذي حقق كأس الملك عام 85 أيضا، واسمح لي أن مسألة الخلط من كل الأندية حق مشروع رغم أن القاعدة موجودة وليس بالضرورة أن تكون الأكاديمية لتفريخ فريق. أولا، فهذه ليست القاعدة وتخيل كم اللاعبين الموجودين في نادي مانشستر يونايتد من القاعدة وكذلك ريال مدريد وهلم جرا .. وما دام الشيء بالشيء يذكر فأنا عضو في لجنة فريق عمل الأكاديميات السعودية التي يرأسها الأمير نواف ويرأس عضويتها الأستاذ محمد القناس وأنا نائبه وتسعى هذه اللجنة إلى وضع الأسس والأنظمة والقوانين لبناء الأكاديميات الرياضية في المملكة سواء الأكاديميات التي لها علاقة بالأندية أو الأكاديميات الخاصة؛ فالدراسات التي قدمت من أندية عريقة في أوروبا وفي بريطانيا بالذات أن الأندية صاحبة الإمكانات الكبيرة في الأكاديميات يتبقى لها من ثلاثة أو أربعة لاعبين بالكثير في الوقت الذي يبدأ فيه تصفية اللاعبين من أربعة آلاف إلى خمسة آلاف طفل، فالأكاديميات ما هي إلا وسيلة تفريخ وليست دعما، الدعم يأتي من جهات أخرى، فأنت تظلم النادي الأهلي وأكاديميته تحتاج إلى وقت وإن أعطت ربما تعطي لاعبا أو لاعبين لكنها لن تعطي فريقا بأكمله. • لماذا توقفت عن إكمال رسالة الدكتوراة؟ لا أخفيك أن الأمير عبدالله الفيصل تبناني كابن ورعاني وغير مفاهيم فكرية كبيرة في حياتي وأصبحت واحدا من أبنائه وكان يسعى إلى تطوير مفاهيمي وخاصة التعليمية هو الذي أسهم في دخولي جامعة الملك عبدالعزيز، هو الذي أسهم في ابتعاثي إلى أمريكا لتحضير الماجستير والدكتوراة حضرت الماجستير وإلى أن توفي الأمير عبدالله هو ينعتني بالكسول لعدم إكمالي درجة الدكتوراة لظروفي؛ والحقيقة كنت أفكر في أن أعود إلى المملكة وأرتاح سنة أو سنتين ثم أعود لأحضر الدكتوراة لكن العمل والرياضة والأسرة أعاقتني عن ذلك وأنا نادم لأني لم أكمل مع أنه لم يتبق لي إلا 25 ساعة في الجامعة تقريبا. • لكنك لم تمارس العمل في تخصصك كثيرا؟ بدأت في قسم المطبوعات والخرائط في وزارة البترول والثروة المعدنية وكنت واحدا من أوائل الخريجين في المملكة العربية السعودية وساهمت في كثير من الأعمال في الخرائط الطبوغرافية لمدينة جدة وللمملكة بصفة عامة، ثم تركت العمل في وزارة البترول بعد 12 سنة من عملي في الوزارة نزولا عند ثقة أبناء الأمير عبدالله الفيصل في شخصي أسهمت في تركي لمجال الخرائط واتجاهي لمجال العمل الحر، وأحمد الله سبحانه وتعالى على هذا، وأدين للفضل للأمير سلطان بن عبدالله الفيصل الذي ساهم في تطويري التجاري مع الأمير سعود أيضا الذي ساهم في تطوير علاقتي مع التجارة ومع البواخر ومع الطيران. • يقال بأنك هلالي. لماذا؟ في بداية التنافس لم يكن هناك منافس لنا إلا النصر وكل النهائيات كانت معه في الرياض فوجدنا مساندة قوية من جمهور الهلال بحكم رئاسة عبدالرحمن بن سعيد لنادي الثغر عام 1366م، ثم انتقل إلى الرياض وأسس نادي الهلال وكان يستعين بمعظم لاعبي النادي الأهلي من الجنسيات المختلفة لدعم الهلال، ومعظم اللاعبين اللي كانوا يلعبون في النادي الأهلي واستعان بهم في الرياض كانوا يلعبون في نادي الهلال فتكونت هذه العلاقة ونشأنا في حب الهلال كصنو للنادي الأهلي. • بصراحة هل أخذت ماتستحقه من الأهلي كنجم كبير خدمته على مدى سنوات طويلة أسوة بنجوم عالميين خدموا أنديتهم مثل أوزيبيو في بنفيكا وديستيفانو في ريال مدريد وبيكنباور في بايرن ميونيخ؟ اختلاف الثقافات له دور، والثقافة الموجودة في أوروبا ثقافة لها جذور وبالذات الثقافة الرياضية، فاللاعب أو المسؤول أو المدرب أو الإداري عندما يعمل في مكان ما ويضع بصمة إيجابية فإنه يضع موروثا يستمر، خصوصا إذا كان اللاعب في حجم أوزيبيو أو بيليه أو باكنباور ممن حققوا أغلى وأعلى الطموحات بالنسبة لأنديتهم وأعلى الطموحات بالنسبة لدولهم، فالاحتفائية مستمرة بهم، أما في عالمنا العربي وفي مجتمعنا فللأسف أننا لم نرتق بلاعب كرة القدم أو بلاعب الرياضي إلى مستوى أكبر من كونه لاعبا فيما هو يمثل حقبة من الزمن وكفاءة يجب الاعتناء فيها، ومثال على ذلك دورة الخليج المقامة اليوم في اليمن فلم نشاهد سعيد غراب من ضمن وفد المملكة العربية السعودية أو سلطان بن مناحي كابتن المنتخب في دورة الخليج الثانية أو إبراهيم تحسين أو محسن بخيت وخلافه إلى أن وصلنا إلى الدورة العشرين، فيما كان من المفترض أن يعتنى بهؤلاء النجوم ويعطوا حقهم وأنا شاهدت إعلاميين وشاهدت إداريين ومع الأسف لكنني شاهدت القلة من اللاعبين الذين بدأوا في بناء التاريخ ولم يأخذوا حقهم. • ربما شغلتهم الحياة وأصبح من الصعب تجمعهم؟ الحمد لله هناك أناس أمورهم سالكة مثلي، لكن يوجد نجوم في الشارع الرياضي، لو عدنا بالذاكرة إلى دورة الخليج الأولى لا أحد يذكرهم مثل عبدالله علام ولو سألت أي واحد من المارة في الشارع لا أحد يعرفه مع أنه كان واحدا من حراس دورة الخليج الأولى وكان حارس فريق العلمين، لا أحد يذكر زميلا وصديقا اسمه عبدالإله نكش أو أسعد ردنة من نادي الوحدة ومجموعة كبيرة من اللاعبين الذين لا يذكرهم الجمهور الرياضي الآن فإذا أعطوا الفرصة في المشاركة في مثل هذه التجمعات أعتقد أن التوهج سيستمر والعطاءات ستزيد وبالتالي حققنا منظومة استمرارية توهج النجم سواء محليا أو دوليا أو عالميا فهذا الفرق. • هل هي مسؤولية الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ الموضوع يجب أن يناقش من خلال أجهزة أخرى كالأجهزة الإعلامية والمهتمين بالتاريخ الرياضي والأندية أيضا، أما الاتحاد السعودي لكرة القدم فلا يستطيع أن يغطي كل الاحتياجات الرياضية ولكن يساهم إسهامات إيجابية في تحقيق الرغبات الإيجابية وأيضا الأخذ بالمبادرات الجيدة. • لو خيرت بين محمد الدعيع وأحمد الطرابلسي وحمود سلطان وأحمد عيد فمن تختار كأحسن حارس في الخليج؟ محمد الدعيع أفضل من كل الذين ذكرتهم؛ لأنه حظي بفرصة المشاركة في كل البطولات ومنها ثلاث بطولات في كأس العالم ولاشك أن المشاركات تصقل الموهبة وهذا ما أعطى محمد الدعيع التميز. • كيف ترى أوضاع الأهلي حاليا؟ كسرة الرأس صعبة وأنا أعطيت رأيي في الاجتماع الأخير وأتمنى أن يوفق الفريق في استغلال فترة التوقف للعودة من جديد. • هل تتخوف من مسألة الهبوط؟ لا. لن يهبط الأهلي. • هل يمكن أن تعود لرئاسة النادي الأهلي مستقبلا؟ لا. أنا في مرحلة الآن لا أستطيع أن أعطي أكثر مما أعطيت للنادي الأهلي.
