كنت أحسب أن حج الخمسة نجوم لا يزيد على استقبال فردي والتنقل بسيارة صغيرة والسكن في فندق حتى قرأت عن حملة حج خليجية تبدأ خدماتها من نقل الحاج من بيته إلى الطائرة الخاصة بسيارة BMW ثم تستقبله عند وصوله جدة بسيارة من نفس الطراز عند باب الطائرة و تظل معه في جميع تنقلاته بين فندق النجوم الخمسة والمشاعر المقدسة، يضاف إلى ذلك التمتع بجميع خدمات الرفاهية الفندقية بما فيها تقديم خدمات التدليك والمساج!! عندما حججت قبل بضع سنوات انشغل معظم حجاج الحملة في مجادلة القائمين عليها في مستوى الخدمات والطعام والسكن رغم أنها كانت جيدة لكنها ثقافة الشكوى التي تنبت في أرض الإنسان العربي دون سقيا، ونسي هؤلاء الحجاج أنهم جاءوا للتفرغ للعبادة في أيام معدودة يمكن تحمل شظف عيشها كما يتحمل الإنسان شظف عيش الحياة البرية عند التخييم في الصحراء!! بل إن أحد الحجاج طارد منظمي الحملة في كل مناسبة شاكيا من عدم توفر خدمة الإنترنت ولم أفهم حتى اليوم ما حاجته لخدمة الإنترنت، فالحاج يبحث عن كل دقيقة ليملأها بالتعبد أو على أقل استشعار روحانية الزمان والمكان؟! لا أدري كيف سيكون حج الخمسة نجوم غدا، فلم يعد يفاجئني شيء، ربما يعرضون إحضار الشياطين إلى غرف الفنادق لرجمها!! [email protected]