فاجأني الازدحام الشديد على صنابير ماء زمزم، وعلى الرغم من أن المكان واسع ويستوعب أعدادا كبيرة من الناس، إلا أن الزحام كان شديدا جدا، حيث أن منطقة الصنابير لا تستطيع أن تسير فيها بسهولة، أختلط فيها المواطنون بالزوار في طوابير وصفوف كثيرة أمام الصنابير، وبالرغم أيضا من التواجد الأمني الموجود هناك لضبط عملية التعبئة، إلا أن عدد البشر كان كبير جدا، والمحصلة النهائية لي أنني لم أستطع تعبئة حتى ولو جالون واحد من ماء زمزم من هذه المنطقة، وفكرت في الذهاب إلى منطقة (الغزة) القريبة من الحرم، حيث يوجد بها مكان ليس بالكبير؛ وذلك لتعبئة جالون واحد أو جالونين، ولا سيما أنني قطعت هذه المسافة وعز علي أن أعود خالي الوفاض من دون ماء زمزم، طبعا لا ننسى أننا في موسم العمرة وكثير من الزوار والمعتمرين يرغبون أيضا بشرب ماء زمزم. وصلت إلى منطقة الغزة وأيضا كانت الزحمة لا بأس بها، إلا أن ماء زمزم كان ضخه ضعيف جدا ولا أدري ما السبب، ويحتاج كل جالون سعة (20) لتر ما يقرب من عشر دقائق إلى 15 دقيقة للتعبئة، وهذا أيضا سبب الازدحام. عندها لجأت إلى أحد العمالة الوافدة الذي عرض علي تعبئة الجالون الواحد خمسة ريالات، وكان بحوزتي خمسة جوالين ووافقت على الفور نظرا أيضا لارتفاع درجة الحرارة ولقرب صلاة الظهر. من مطالعتي للموقف في منطقة كدي أقترح: 1 زيادة عدد صنابير التعبئة إلى 200 أو 300 صنبور، وأن توزع هذه الصنابير إلى مجموعتين، بحيث تجعل عددا منها (مثلا 100 صنبور) للأشخاص أمثالي ممن يحملون جالونا واحدا إلى عشرة جوالين، وبقية الصنابير تجعل لمن يحملون 20 جالونا وأكثر، حيث أن عددهم كبير جدا، ولا يحرم أحد من هذا الماء المبارك، ويتم مراقبتهم كما هو حاصل الآن. 2 لاحظت وهذا ربما السبب الأهم في هذا الأزدحام الشديد أن وقت التعبئة يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة ال 12 ظهرا، أي وردية واحدة فقط، أقترح لو عمل وردية أخرى من الساعة الخامسة عصرا إلى الساعة ال12مساء للتعبئة، أنا على يقين أنها ستخفف العبء على التعبئة صباحا وتمتص عددا كبيرا من هذا الازدحام، خصوصا أمثالي من الموظفين الذين لا يستطيعون الحضور صباحا في الأيام العادية. 3 لاحظت أيضا (وربما يتم هذا بالتنسيق مع إدارة المرور) وقوف باصات الزوار والمعتمرين (50 راكبا) القادمة من خارج المملكة بجوار منطقة التعبئة، ويلاحظ أن سائقيها يفترشون المكان بجوار الباصات للأكل والشرب والراحة ولتعبئة زمزم أيضا، وهذا لاشك يزيد من شدة الزحام، ويصعب التحرك في هذه المنطقة، ولا سيما أن هناك مواقف مخصصة لهذه الباصات في كدي كثيرة وموزعة على مساحات كبيرة وواسعة جدا، فأقترح أن تمنع هذه الباصات من الوقوف في هذه المنطقة (منطقة تعبئة زمزم)، وتوضع لوحات إرشادية لأماكن وقوفها وتحذرها من الوقوف في هذا المكان القريب من زمزم، أو توضع بعض المصدات (الصبات الأسمنتية) لمنعها من الدخول إلى هذه المنطقة. 4 وفي المستقبل أقترح عمل أماكن تعبئة أخرى للزمزم إن أمكن في منطقة سوق الحجاز في مخرج مكةجدة السريع أو في منطقة تفويج الحجاج على الخط السريع في جدة بجوار محطة بن بنيان، لأن غالبية المواطنين والزوار الذين يرغبون بماء زمزم هم من مدينة جدة. هاشم الصافي