سيطر السماسرة وتجار الماء على صنابير تعبئة ماء زمزم في كل من الغزة وكدي بمكة المكرمة، الأمر الذي يضطر معه حملة الجوالين الصغيرة من السكان والزوار والمعتمرين إلى العودة خائبين خاصة بعد نهايات الأسبوع، حيث يكثر المعتمرون والزوار. ذكر هيثم سندي أن موقع تعبئة ماء زمزم يشهد زحاما كثيفا وسوءا في التنظيم وفوضى كبيرة، خاصة في موقف كدي بسبب غياب الرقابة على هذه المواقع، وهو ما جعل الباعة والتجار يفرضون سطوتهم على المكان، ويمنعون غيرهم من تعبئة جوالينهم، رغم استجداء البعض لهم، وهو ما يضطرهم أحيانا إلى البقاء لساعات طويلة على أمل الحصول على حصتهم، وأحيانا يغادرون دون الحصول على قطرة واحدة. وأضاف رائد السهلي أنه قدم من جدة عطلة نهاية الأسبوع لكي يجلب كمية من ماء زمزم، وكان يظن أن الأمر لن يستغرق منه إلا دقائق معدودة، لكن ما شاهده أكد له أن المهمة مستحيلة، فمنذ الفجر وحتى الساعة ال11 ظهرا، أي أكثر من 7 ساعات، وهو عاجز تماما عن الوصول إلى صنابير الماء، مشيرا إلى أنه فكر في الشراء من باعة زمزم الموجودين في الشوارع والطرق السريعة، ولكنه فوجئ بأسعارهم المرتفعة جدا، فسعر الجالون سعة عشرة لترات فى السوق السوداء وصل إلى 20 ريالا، أما الجالون سعة 20 لترا فوصل إلى 30 ريالا. أما تركي الهذلي فذكر أنه توجه إلى موقع تعبئة ماء زمزم في الغزة فوجده شديد الازدحام من قبل المواطنين والزوار والمعتمرين وكذلك التجار، مما اضطره للذهاب إلى موقع كدي، الذي يتم فتحه يوميا من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة ال12 ظهرا. وناشد المسؤولين بفتح موقع كدي على مدار الساعة، لكي يخفف الضغط والزحام، خاصة في هذه الأيام، فكثيرون عاجزون عن ملء جالون واحد للاستخدام الشخصي في ظل سيطرة التجار والباعة على الصنابير وعدم إعطائهم الفرصة للآخرين. من جهة أخرى أوضح مصدر بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام أن دور الرئاسة يتمثل في توفير ماء زمزم فقط، أما عملية التنظيم فتتولاها جهات أخرى