كشفت مصادر ل«عكاظ»، أسباب الجريمة التي هزت مركز طريب في محافظة أحد رفيدة مساء الجمعة، وراح ضحيتها قتيلان وثلاثة جرحى، بعد أن أطلق رجل، في السبعين من العمر، الرصاص على والد ووالدة زوجته وأصاب زوجته وأخاها وبنت أختها، بسبب خلافات أسرية. وبحسب المصادر فإن القاتل ارتكب فعلته بعدما رفضت زوجته العودة إلى منزله وفضلت البقاء مع أسرتها لأسباب غير معلومة. وأضافت المصادر أن الزوجة الجريحة تتلقى العلاج حاليا في المستشفى المدني في محافظة خميس مشيط مع أخيها وبنت أختها، اللذين تعرضا إلى إصابات متعددة، بعد أن أمطرهما السبعيني بالرصاص، في حادث هز أوساط مركز طريب. وقال الجيران إن الجاني اشتهر بالخلق الرفيع والسيرة الحسنة. إلى ذلك أصدر مدير شرطة منطقة عسير اللواء عبيد الخماش، تعليماته بالتحقيق المكثف لمعرفة ظروف وتداعيات الجريمة من كافة جوانبها، داعيا المجتمع إلى التحلي بالصبر وضبط النفس والتقدم إلى الجهات الأمنية والمحاكم الشرعية لحل أي خلافات عائلية أو غيرها. «عكاظ» التقت عددا من المختصين والعلماء للتعليق على مثل هذه الحوادث الماساوية. وذكر ل«عكاظ» الشيخ عبدالمحسن العبيكان أن الاعتداء على النفس البشرية بالقتل من أبشع الأمور، وهي من المحرمات، وجعل الشرع القتل حدا لها وعقوبة لمرتكبها. وأضاف أن الاعتداء على الأسر ازداد، فهناك من يعتدي بالضرب وهناك من تصل به الحال إلى الاغتصاب، وهذا يعود أولا إلى ضعف الوازع الديني ثم إلى المخدرات، وهذه ظاهرة يجب للمجتمع بأسره وبكافة مؤسساته أن يحاربها لما تسببه من مآس في الأوساط الاجتماعية، وعلى وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة أن تحارب هذا الوباء، الدكتور أحمد الغامدي المتخصص في الطب النفسي أشار إلى أن الإنسان الطبيعي في حالته الاعتيادية يكون أبعد ما يكون من روح الاعتداء أو إلحاق الضرر بالآخر، لكن الاضطرابات النفسية والضغوط الكبيرة قد تشكل عاملا مهما في تغيير سلوك الإنسان وتحويلها إلى شخص معتد، ويشير الباحث الاجتماعي محمد عوض إن أسباب الاعتداء على أحد أفراد الأسرة بالقتل تتعدد وتختلف باختلاف ثقافة المجتمع وتعتبر الخلافات الأسرية التي تفاقم وتتشعب من أهم الأساب التي قد تؤدي إلى توسع دائرة الخلاف وانتقال القضية من مجرد خلاف بين زوجين أو أب وابنه إلى أكثر من ذلك. الناطق الإعلامي في شرطة منطقة عسير العقيد عبدالله بن عائض القرني، علق بقوله: يعود السبب الرئيس في مثل هذه الجرائم في ذلك إلى ضعف الوازع الديني، ثم الاعتلال النفسي وفقدان السيطرة على النفس، ولكن هذه القضايا لاتزال في دائرة الانفعالات الفردية ولم تصل لحد الظاهرة.