ثلاثية العلم والكفاءة وحب الوطن

سقط عمداً

التركيز على فريق العمل ثم فريق العمل هو الركن الأهم، فبدونه تبقى الخطط أحلاما على الورق، وأوهاما تحلق فوق هام السحب.. أو ربما مدنا تغرق في ساعة مطر دون رقيب أو حسيب!
مشكلاتنا التنموية المعطلة أحد أسبابها ضعف فريق العمل وعدم الاعتناء بالاختيار المناسب .. أحد أوجه الفساد هو عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب .. عدم وجود قائد الفريق الهمام الذي ينسف كل الموروثات الاجتماعية لتبقى خارج نطاق دائرة العمل، ويلغي كارت الواسطة للأبد، ويلعن في العلن كل يد غير كفء تتسلل لتخرب .. أحد أوجه الفساد أن نعطي للشركات المنفذة مناقصات لمشاريع أكبر منها حجما وخبرة، ليكون الاختيار بناء على العلاقات الشخصية أو المصلحة الفردية .. أحد أوجه الفساد القاتلة أن لا تكون اللجان الاستشارية والتي من المفترض أن تتأكد من مطابقة المواصفات الفنية مغيبة وهي تراقب جودة المخرج وقد أفقدتها المحسوبيات مفهوم الأمانة لتتهاوى مدننا الجميلة فوق رؤوسنا وتصبح أجساد أطفالنا أولى الضحايا لتجار الفساد وأصحاب الذمم الأستيك.. والقلوب البلاستيك!
أحد أوجه الفساد وأشدها فتكا، والذي جعل من مدن بدائية تتفوق على البنية التحتية لكثير من مدننا الكبيرة هو غياب قانون صارم لمحاسبة من ينهب المال العام! الرياض تغرق اليوم، وجدة قبل أشهر والله يستر على القادم .. لأننا لم نفعل آليات المراقبة والمحاسبة بالشكل المناسب.
أنه فريق العمل الكفء الغائب عن مشاريعنا التي لا تكتمل بالشكل المطلوب، وإن اكتملت ولدت باهتة، ليكون المشهد مدن عتيقة تتحول إلى برك ومستنقعات في لمح البصر!!
الربيعة، الطبيب المعروف أستطاع أن يكون نموذجا ناجحا لبطل صنع فرقا، لفرد قاد فريقا فرفع اسم بلده عاليا، كلمة الربيعة كانت رائعة حين تحدث عن نجاحه وقد نسبه لفريقه، مقراً أن هناك ثلاثة مفردات كانت وراء هذا الانتصار وتلك البصمة المميزة .. علمٌ وفريق عمل كفء وحب للوطن، فكان النجاح مدويا!
يقال إن أنجح صفات القائد المحنك هي قدرته على أن يحتفل بنجاح أفراد فريقه، بل يؤمن أن لكل واحد منهم مصدر قوة ودورا محددا، لذلك فحين تتوحد الرؤية تصغر المعوقات، وحين يسمو الهدف تعادل طاقات الصبر بداخلنا مفاعلات العالم النووية .. وحين تموت الأطماع في قلوبنا يولد الإنجاز عظيما وعظيما جدا لا يضاهيه عمل .. ترى متى يكون لدينا ألف ربيعة في إخلاصه وحبه لعمله واهتمامه بفريقه، عل مواسم الترهل والاهمال والفساد بصقيعها وبردها رحلت، فيبتسم الوطن فرحا برحيلها بلا رجعة.
دمتم ودامت أوطاننا بألف خير.