عندما قرأت، منذ أيام، الخبر الذي يصف متطلبات تعسفية حيال المسافرين السعوديين إلى الولاياتالمتحدة ظننتها خيالية أو مزحة من أحد الصحفيين الذين يميلون إلى تصور حدث غير معقول أو غير مقبول من أجل الإثارة. لكن يبدو أنني أحسنت الظن في السلوك الحكومي الحالي في أمريكا. خاصة أن حكومة أوباما أوحت في بداية تسلمها السلطة بأنها سوف تغير سلوكها الذي كان يمارسه اليمين الجمهوري الذي كان يمثله الرئيس بوش الذي لم يترجل عن السلطة حتى حظي بصفة أسوأ رئيس للولايات المتحدة. ترى لو أن إسرائيل أساء أحد مواطنيها الى أمريكا هل ستستطيع أن تحرك ساكنا؟ بل هل ستجرؤ أن تشير ولو همسا باتهام لصهيوني مهما كان خطؤه. تصوروا ياسادة: السعودي محروم من أن يتقي برد المكيف بالطيارة من خلال استخدام بطانية يضعها على قدميه أو على كتفيه، أو على كامل جسمه. كما أن ذهابه الى دورة المياه يحتاج إلى تصريح رسمي أخشى أن يصل الى أن يكون بتوقيع رئيس الدولة في نهاية الأمر. هذا في الطائرة، فماذا سوف يكون الوضع في مطار أمريكي خاصة نيويورك وأمثالها هل سيكفي التعري أمام رجال الجمرك ونسائه؟! أم سيكون أبشع؟. هل ستكفي التقنية الحديثة التي وصلت دقة تصويرها إلى جعل أي لباس لا قيمة له مهما كانت متانته أو ألوانه؟ طبعا، لا؛ لأن الأمر يبدو أكثر من تصوير واقع الشخص السعودي المعرض للتفتيش إلى مستوى يبدو أن هدفه هو الإهانة، والتحقير. إن صح ما ذكر في التغطيات الإعلامية حول القضية، فإن ذلك يعد انقلابا أمريكيا على علاقات متينة عمرها أكثر من سبعين عاما. فقد كانت علاقات البلدين مثالية ومتينة إلى أن جاء عهد المحافظين الجدد الذين غسل أدمغتهم أبناء صهيون لدرجة أنهم صاروا يسعون إلى ما يفيد الصهاينة حتى وإن كان مضرا بمصلحة بلادهم (أمريكا). فهل يتذكر أي منصف أن لوما مهما صغر حجمه قد صدر ضد أي صهيوني إسرائيلي منذ نشأتها وتجاوزاتها لحقوق الإنسان، وتحديها للقوانين الدولية؟ هل سمع أحد أن تحقيقا جرى لمعرفة سبب عدم تواجد اليهود في المباني التي هدمها الإرهابيون الذين كان عملهم الخسيس نقطة تحول ضد الإسلام والمسلمين عربا أو غير عرب؟ ففي ذلك اليوم المشؤوم (11 سبتمبر 2001) الذي كان منتصف الأسبوع (الثلاثاء) أثبتت الوقائع عدم وجود أي يهودي في ذلك المبنى الذي هدمه الإرهابيون أيا كانت جنسياتهم الحقيقية. ومع ذلك لم نسمع أن الحكومة الأمريكية (آنذاك) حاولت التحقيق لمعرفة سبب عدم تواجد اليهود في ذلك اليوم. ومن جانب آخر، فإن كل مجتمع لديه الصالح والطالح، والحسن والسيئ ومن ثم فلا يجب أن يؤاخذ المحسن بأخطاء المسيء. بل ربما كانت هناك اتجاهات مخطط لها لكي تسيء إلى المسيء ومن ينتسب إليهم أو ينتسبون إليه حتى وإن كانوا لا ناقة لهم ولا جمل في القاعدة أو من يسلكون سلوكها الذي صار سمة حقد وهدم للأديان بما فيها الإسلام نفسه والمسلمون أنفسهم. إذن، فإن ما صدر عن الإدارة الأمريكية هذه الأيام يعد إهانة للسعوديين كلهم، بل يعد إهانة للإسلام والمسلمين، وما هو إلا امتداد لاتجاه بوش الابن ومن كانوا أعوانا له وموجهين لتصرفاته. أملي كبير في تراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها وأن تستعين بأناس معتدلين قادرين على استبعاد النمطية والحقد، والانحياز للسلوك الصهيوني المعادي للعرب والمسلمين. ومن ثم تعود المياه إلى مجاريها. وإنني أؤكد أن السعوديين خاصة (والمسلمين عامة) ليسوا إرهابيين وليسوا أيادي هدم. وإنما هم أيادي عدل وبناء ووسطية إلا ما ندر ممن اتجه إلى الخروج عن النهج الإسلامي الوسطي. واتبع خطوات الشيطان مما جعلهم يجلبون لأمتهم ودينهم تحديا مضادا من الدول الكبرى. لهذا، أوجه نداء حارا إلى العرب والمسلمين أن يكونوا يدا واحدة ضد الانحراف الفردي أو الجماعي أينما حل وأثر على علاقاتنا بالدول والمجتمعات الدولية. كما أوجه النداء للدول الكبرى ألا تنساق في تيار التطرف الحزبي ضد الأطراف الأخرى دون التأكد من صدور تأييد من تلك الدول لأي انحراف يضر بالمصالح المشتركة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة