• عمري 27 عاما، وأعمل في مجال الطب، وقراني معقود على ابن عمي الذي يصغرني بأحد عشر شهرا وهو محافظ على صلاته، ومع أني كنت أرفض في البداية فكرة الزواج ممن هو أصغر مني ولو بيوم واحد ولكن لا يخفى عليك كلام الأهل والأقارب، وأصررت أن تكلمه والدتي وتسأله عن موضوع فارق السن بالرغم من علمي أنه هو من تقدم لخطبتي وبمحض إرادته وباقتناع منه وليس رغبة من أهله ولا عادات أو تقاليد، وبالفعل كلمته والدتي وأبلغها برغبته في الزواج مني دون إجبار أو ضغط وتم عقد القران، وكان هو لا يزال في السنة الثالثة في كلية الطب، وأنا في سنة خامسة، وقالوا أنه ليس في مقدرته إتمام الزواج إلى أن يتخرج، ووافقنا ووقفت بجانبه وكنت أذاكر له، ومرت الأيام والسنوات بما فيها من مشاكل وأنا أعتبر كل ما يحدث طبيعيا وهو من قبيل ما يحدث بين الزوجين، ولكن مشكلتي معه أنه يرى أخطائي مصائب حتى لو كانت بسيطة علما بأني لو طلبت رأي أخي أو أحد إخوانه لكان رأي الجميع مطابقا لرأيي وأن الموضوع بسيط ولا توجد مشكلة، تحملت كل هذا وحاولت التعايش معه، والمشكلة الحقيقية أنه يزعل من كل مشكلة ومشاكله كثيرة وفي كل مرة يقول أرضني ولن تحدث بينا أية مشاكل، ومن أمثلة المشاكل أن يقول: غدا لا خروج من البيت ولا دوام، وفي كثير من الأحيان لا أستجيب لعقابه لي ومرة أتنازل وأنفذ له ما يريد حتى أرضيه، وفي السنتين الأخيرتين صار يهددني بأن أنهي المشكلة أو يتزوج علي بحجة أنني أكون في البيت تحت الطلب وعندي دوام ولست متفرغة له، وقد يبقى زعلانا مني شهرا أو شهرين إلى أن يتدخل أحد المقربين إليه ويحل المشكلة بيننا لكن سرعان ما يتكرر السيناريو وتتكرر القصة، علما بأني لو شعرت أني مخطئة أعتذر له، ولكنه يقابل ذلك الاعتذار بالقول: مثل ما جرحتني وزعلتني سأبحث عن شيء يجرحك ويزعلك. ولكثرة الخلافات التي تحصل بيننا لاحظت أن مشاكلنا لا تحل إلا بتدخل أحد المقربين إليه مهما بذلت من جهد لإرضائه، وهو يتبع معي أسلوب العقاب والانتقام رغم أنني نبهته إلى هذا الأمر مرارا ودائما يرى في نظره أنني لا أهتم به بسبب دوامي ودائما أسمعه يتحدث عن رغبته في الزواج من زوجة ثانية، وأعترف أنني أشعر أن تفكيره وعقله صغير ومحدود، وبسبب كثرة المشاكل والشعور بعدم الوفاق بيننا جلست معه عدة مرات للانفصال لكنه يرفض، انصحوني كيف أتصرف؟ سارة من جدة. بهذا الوصف نحن أمام زوج غير ناضج، واستمرار الحياة مع زوج من هذا القبيل هو استمرار للمشاكل والتعاسة، وعليك أن تلاحظي أن ما تقولينه يرفضه، وحين يأتيه نفس الكلام من أخيه يقبله، فأنت صرت الآن في موضع الند ولست في موضع الزوجة المحبة، وعلاج مثل هذه الحالة يتطلب أن تعرضي نفسك معه على استشاري أسري؛ ليقف على حالتكما وسيوجهكما التوجيه الأمثل والأفضل لاستمرار حياتكما بعيدا عن المشاكل، وسيضع الاستشاري وأنتما معه يده على العلة الحقيقية، ومع ذلك فإنني أنصحك بالتريث حتى تقدمي معه على هذه الخطوة، ولا بد من إقناعه بها قبل التفكير بالانفصال.