اعتماد أسماء الفائزين بجائزة أمير تبوك للمزرعة النموذجية في عامها ال 34    الصندوق العقاري يعلن آلية جديدة لصرف الدفعات التمويلية لمستفيدي "البناء الذاتي" و"أرض وقرض"    "زين السعودية" تدعم شبكتها للجيل الخامس بالذكاء الاصطناعي في المشاعر المقدسة    المحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء يوم الثلاثاء ال 29 من شهر ذي القعدة لهذا العام 1446    حملات توعوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الحزام الناري وتعزيز التوعية بطرق الوقاية منه    وصول 961,903 حاجاً من الخارج حتى نهاية السبت    بحث نماذج الأعمال في منصات الإعلام الرقمي بهيئة الصحفيين بمكة    الإحصاء: ارتفاع حصة الاقتصاد الرقمي 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي    الطلبة السعوديون في جامعة هارفارد يحتفلون بتخريج 50 مبتعثًا من جامعات أمريكي    استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة    وصف المدن في قوافي الشعراء حنين أم أنين أبها وجدة مثالاً    انطلاق النسخة الثامنة من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري    وزير الأوقاف اليمني ل "الرياض": تجاوزنا صعوبات التعاملات الرقمية والمالية بتفهم وتعاون الأشقاء في المملكة    التدريب التقني والمهني يشارك بأكثر من (1000) مشارك ومشاركة في الحج    قصر النظر.. مشكلة متنامية تستدعي تحركًا صحيًا ومجتمعيًا    رياح نشطة وأتربة على الساحل الجنوبي وسحب رعدية على مرتفعات عسير وجازان اليوم    ميزات جديدة لحواسب Apple    8654 طلبا جديدا للنفقة المستقبلية باستقطاع شهري    إدمان المنصات علامة للنرجسية    كواكب تزين السماء الشهر المقبل    النوم المتقطع يمرض القلب    مكمل غذائي يبطئ الشيخوخة    6 إرشادات لصحة نفسية جيدة    الأمير عبدالعزيز بن تركي رئيسًا فخريًا للاتحاد الدولي لرفع الأثقال    1140 حالة ضبط في المنافذ الجمركية خلال أسبوع    ترحيل 11.5 ألف مخالف وإحالة 16 ألفاً لبعثاتهم    قصف متواصل وإعاقة جهود الإنقاذ.. 79 شهيداً فلسطينياً خلال 24 ساعة    مدينة الحجاج ب "حالة عمار ".. خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    جولة الحسم في ال "بريميرليغ".. صراع أوروبا يشعل اليوم الأخير    التوازن بين الطموح والنجاح    رابح صقر يشدو بجلسات "ثنايا في العُلا"    الثقافة تطلق 6 منح لتعزيز الإبداع السعودي    تتويج أبطال المملكة في الجولة الماسية للمبارزة    بتواجد ميديا عالمية.. وتيفو تاريخي.. حضور جماهيري قياسي في ليلة تتويج العميد    50 موقعًا بالمدينة لإثراء تجارب ضيوف الرحمن    معرض لتوثيق تطور وسائل نقل الحجاج    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل أهالي جازان المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    "الأسفلت المطاطي" .. ابتكار هندسي لراحة الحجيج    اجتماع تحضيري برئاسة مشتركة مع فرنسا لتنفيذ حل الدولتين.. السعودية: إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة    الجرام ب 49 تريليون إسترليني.. أغلى «مادة» في الكون    طائرات "درون" لتعقب مخالفي أنظمة الحج    تتويج نادي القادسية ببطولة دوري الدرجة الأولى تحت 18 عاماً    ختام مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة في الرياض..    المخرج يسد فراغ غياب ممثل بمسرحية الأحساء    أمير الرياض يرعى حفل الذكرى ال 44 لتأسيس مجلس التعاون    «رابطة» : الموسم المقبل ينطلق في 28 أغسطس    خادم الحرمين يستضيف 1300 حاج وحاجة من 100 دولة    الريادة السعودية    "الجوازات": قدوم 890,883 حاجّاً من خارج المملكة    مجسمات فنية تفتتح معرض "داون تاون ديزاين الرياض"    اللجنة الوزارية العربية تبحث في باريس إنهاء حرب غزة    نائب أمير الرياض يعزّي في وفاة محمد أبو نيان    الأمير محمد بن عبدالعزيز يصل إلى جازان بعد تعيينه أميرًا للمنطقة    تهنئة إريتريا بذكرى الاستقلال    محمد بن عبدالرحمن.. قيادة هادئة ووقار حاضر    سوريا ترحب بقرار الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات عنها    أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العراق.. مأزق الانسحاب..
نشر في عكاظ يوم 27 - 02 - 2024

لم يحمل شهر أكتوبر 2023، أخباراً مطمئنة لرئيس الوزراء العراقي، فقد شكّلت الهجمات على القوات الأمريكية واعتماد شعار وحدة الساحات الذي رفعته الفصائل المسلحة التي (تُسوّر حكومته)، كرد فعل لحرب غزة، بداية لمنعطف يهدد الاستقرار السياسي والأمني ويُسرّع من تدهور في العلاقة مع واشنطن في مستويات عدة.
لجأ السوداني لأكثر الخيارات كلفة تحت وقع ضغوط حلفاء إيران والمتمثل بالدخول بمفاوضات الانسحاب، فحكومة السوداني لا تستطيع أن تصارح الولايات المتحدة بحقيقة أنها لا بد أن تسحب قواتها من العراق، كما أنها لا تستطيع أن توقف هجمات الفصائل على القوات الأمريكية، كونها الحلقة الأضعف بين الطرفين، واستمرت بانتظار أي حلول قد تفرزها تسويات إيرانية وأمريكية من أجل استثمارها عراقياً، وتقدم حلولاً آنية لحكومة تبحث عن الخلاص من هذه المعضلة الأمنية.
يشكّل موضوع الانسحاب الأمريكي مأزقاً مركباً للأطراف المعنية فيه، فرئيس الوزراء السوداني سيجد أن الدخول بمفاوضات لوضع ترتيبات الانسحاب أو خفض حجم التواجد للقوات الأمريكية، سيقوّض تدريجياً مبدأ التوازن الذي اعتمدته حكومته، وتالياً ستخضع واشنطن علاقتها مع شخص السوداني لمزيد من التقييم مما قد ينعكس على فرص دعم أمريكي لمشروعه السياسي المتمثل بالولاية الثانية؛ فضلاً عن أن عدم قدرة السوداني بالوصول لاتفاق انسحاب يرضي الجماعات المسلحة سيجعله في زاوية حرجة مع بيئته السياسية التي قد تضطر لخفض مستوى الدعم له، لاستشعار هذه الجماعات بأنه اقترب أكثر لرؤية واشنطن على حساب عقيدتهم المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم وجود قرار مكوناتي عراقي موحد تجاه هذا الانسحاب.
الجماعات المسلحة العراقية والحليفة لإيران، ستكون بمأزق مزدوج، إذ يشكّل التأكيد الأمريكي المتكرر بعدم وجود بند الانسحاب ضمن مفاوضات اللجنة العسكرية العليا المشتركة، تحديّاً لشعارهم بطرد الأمريكان، مما يتطلب منهم العودة للمواجهة العسكرية غير المتناظرة مع القوات الأمريكية التي قد تكون ذات أثمان باهظة بعد اعتماد البنتاغون استراتيجية الردع العنيف، بمقابل ذلك فإن (فرضية) انسحاب سريع أو مجدول سيضع الجماعات المسلحة بمأزق التخلي عن السلاح وانتهاء مبرر وجوده، الأمر الذي سيضعف من عقيدة هذه الجماعات وكذلك تراجع لقوة أجنحتهم السياسية التي مازجت بين ثنائية السلاح والسلطة.
الولايات المتحدة الأمريكية ليست بمنأى عن مأزق الانسحاب لقواتها من العراق، ففي الوقت الذي أعلنت فيه أن بقاءها سيكون مستداماً من خلال الانتقال لاتفاق أمني جديد، إلا أن الضغط من الفصائل المسلحة والمدعوم من حكومة الإطار التنسيقي بطرد الأمريكان، تسبب لإدارة بايدن بتراجع الثقة بها في إدارة هذا الملف والتشكيك بعدم قدرة الديمقراطيين على ضبط العراق كحليف وتحوله إلى أرض عدائية ضد الوجود الأمريكي، مما يسهل على ترمب توظيفه بحملته الانتخابية، خصوصاً بعد أن أسفر الهجوم الذي شنّته الفصائل المسلحة باستهداف القاعدة الأمريكية «البرج 22» على الحدود الأردنية، إلى مقتل ثلاثة أمريكيين، الذي يُرجّح أن يؤدي هذا التطور إلى بقاء الوجود الأمريكي في العراق، حتى وإن تغير التوصيف أو شكل هذا الوجود، واعتماد مقاربة جديدة للتعامل مع حكومة السوداني.
إن سردية الانسحاب الأمريكي لم تعد حدثاً عراقياً عابراً أو شعاراً تطلقه الجماعات المسلحة، بقدر ما أصبح التعاطي معها ركن أساس من إستراتيجية أمريكية يرتبط بقاؤها بالأرض العراقية لوقف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة وحماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ومواجهة خطط إزاحتها التي تعمل عليها روسيا والصين، وهو يعد بالنسبة للعراق واحداً من أهم قرارات السياسة الخارجية، الذي سينتج عنه بالمستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ما يؤشر للمأزق المترتب على الانسحاب لكل هذه الأطراف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.