الإحصاء: ارتفاع حصة الاقتصاد الرقمي 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي    وصول 961,903 حاجاً من الخارج حتى نهاية السبت    بحث نماذج الأعمال في منصات الإعلام الرقمي بهيئة الصحفيين بمكة    استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة    التدريب التقني والمهني يشارك بأكثر من (1000) مشارك ومشاركة في الحج    الطلبة السعوديون في جامعة هارفارد يحتفلون بتخريج 50 مبتعثًا من جامعات أمريكي    وصف المدن في قوافي الشعراء حنين أم أنين أبها وجدة مثالاً    انطلاق النسخة الثامنة من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري    وزير الأوقاف اليمني ل "الرياض": تجاوزنا صعوبات التعاملات الرقمية والمالية بتفهم وتعاون الأشقاء في المملكة    قصر النظر.. مشكلة متنامية تستدعي تحركًا صحيًا ومجتمعيًا    رياح نشطة وأتربة على الساحل الجنوبي وسحب رعدية على مرتفعات عسير وجازان اليوم    كواكب تزين السماء الشهر المقبل    إدمان المنصات علامة للنرجسية    8654 طلبا جديدا للنفقة المستقبلية باستقطاع شهري    ميزات جديدة لحواسب Apple    النوم المتقطع يمرض القلب    مكمل غذائي يبطئ الشيخوخة    6 إرشادات لصحة نفسية جيدة    الأمير عبدالعزيز بن تركي رئيسًا فخريًا للاتحاد الدولي لرفع الأثقال    "الأسفلت المطاطي" .. ابتكار هندسي لراحة الحجيج    طائرات "درون" لتعقب مخالفي أنظمة الحج    1140 حالة ضبط في المنافذ الجمركية خلال أسبوع    ترحيل 11.5 ألف مخالف وإحالة 16 ألفاً لبعثاتهم    اجتماع تحضيري برئاسة مشتركة مع فرنسا لتنفيذ حل الدولتين.. السعودية: إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة    الجرام ب 49 تريليون إسترليني.. أغلى «مادة» في الكون    قصف متواصل وإعاقة جهود الإنقاذ.. 79 شهيداً فلسطينياً خلال 24 ساعة    التوازن بين الطموح والنجاح    رابح صقر يشدو بجلسات "ثنايا في العُلا"    الثقافة تطلق 6 منح لتعزيز الإبداع السعودي    أرامكو: أول بطارية تخزين ب "ميغاواط "    جولة الحسم في ال "بريميرليغ".. صراع أوروبا يشعل اليوم الأخير    50 موقعًا بالمدينة لإثراء تجارب ضيوف الرحمن    معرض لتوثيق تطور وسائل نقل الحجاج    تتويج أبطال المملكة في الجولة الماسية للمبارزة    بتواجد ميديا عالمية.. وتيفو تاريخي.. حضور جماهيري قياسي في ليلة تتويج العميد    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل أهالي جازان المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    مدينة الحجاج ب "حالة عمار ".. خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    المخرج يسد فراغ غياب ممثل بمسرحية الأحساء    ختام مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة في الرياض..    تتويج نادي القادسية ببطولة دوري الدرجة الأولى تحت 18 عاماً    «رابطة» : الموسم المقبل ينطلق في 28 أغسطس    الريادة السعودية    أمير الرياض يرعى حفل الذكرى ال 44 لتأسيس مجلس التعاون    خادم الحرمين يستضيف 1300 حاج وحاجة من 100 دولة    1.3 مليون برميل يوميا زيادة الطلب على النفط خلال 2025    "الجوازات": قدوم 890,883 حاجّاً من خارج المملكة    3 مليارات ريال قيمة القروض التنموية والاستثمارية    مجسمات فنية تفتتح معرض "داون تاون ديزاين الرياض"    اللجنة الوزارية العربية تبحث في باريس إنهاء حرب غزة    نائب أمير الرياض يعزّي في وفاة محمد أبو نيان    الأمير محمد بن عبدالعزيز يصل إلى جازان بعد تعيينه أميرًا للمنطقة    عيادات متنقلة لخدمة ضيوف الرحمن بالجوف    تهنئة إريتريا بذكرى الاستقلال    محمد بن عبدالرحمن.. قيادة هادئة ووقار حاضر    الداخلية: تأشيرات الزيارة باستثناء "تأشيرة الحج" لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج    سوريا ترحب بقرار الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات عنها    أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العراق وقمة جدة العربية
نشر في عكاظ يوم 12 - 05 - 2023

تعد قمة الجامعة العربية بدورتها العادية 32 التي ستعقد في المملكة العربية السعودية - جدة في 19 مايو 2023، استثنائية بكل المقاييس، فالقمة تتزامن مع الأجواء الإيجابية التي تمر بها المنظومة العربية والمنطقة، فسياسة السلام وخفض التوتر وتعدد الشراكات التي اعتمدتها الدبلوماسية السعودية، لها بالغ الأثر بتنسيق المواقف وفقاً لأولويات الدول العربية، فقمة «جدة للأمن والتنمية» 2022، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجمعت عدداً من زعماء الدول العربية مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية مروراً بالقمة العربية الصينية في الرياض، والشعور العربي المسؤول للسعودية بضرورة عودة سورية واستعادة مقعدها في الجامعة العربية، تجعل من قمة جدة استثنائية للبدء بمرحلة جديدة في العمل العربي.
العراق الحاضر في جدة يجب أن يكون تواجده مغايراً؛ بحكم الرصيد الدبلوماسي مع منظومته العربية، فهو يمتلك خزيناً من الثقة بفعل خطواته التي عملت عليها عدد من الحكومات العراقية السابقة، فعودة العلاقات بين بغداد والرياض، وفيما بعد دول الخليج العربية، مع تفاهمات واتفاقات عالية المستوى ارتقت لحلف عربي مع الأردن ومصر، وتنسيق متواصل مع بقية الدول العربية فيما يخص عدداً من القضايا العربية، فضلاً عن سياسة التوازن التي اتبعها العراق، يحتم عليه انتهاج سياسة نابعة من امتداده العربي خلال القمة، وأيضاً استثمار المنصة التي توفرها قمة جدة، خصوصاً أنها تُعقد في ظروف اقتصادية وأمنية وسياسية وبيئية صعبة ومعقدة بالنسبة للعراق، مما يتطلب تحديد الأولويات في إيجاد الحلول للأزمات وفي عدة مجالات:
المجال السياسي الدبلوماسي:
إذ إن هناك ضرورة عراقية لإقناع القادة المجتمعين في جدة باتخاذ موقف حازم موحد تجاه انتهاك السيادة العراقية ووقف التدخل في شؤونه الداخلية وحماية شعبه وتضمين ذلك في البيان الختامي للقمة، وتدعيم مبدأ الدبلوماسية الوقائية لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
المجال الاقتصادي:
ضرورة انخراط العراق بخطة التكامل الاقتصادي العربي والتركيز على تشبيك علاقاته مع دول الارتكاز الاقتصادي والمالي والاستثماري وبما يسهم بتفكيك الأزمة المتمثلة بانهيار قيمة الدينار وسوء إدارة الموارد وتضخم مستويات الفساد؛ مما يتطلب تقديم حزمة من الاتفاقات مع الدول والشركات العربية، سيما أن هناك حزمة خاصة أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للاستثمار بالعراق، فضلاً عن أهمية الربط الكهربائي مع الدول الخليجية، مع الأخذ بنظر الاعتبار الاتفاق التام حول السياسات النفطية للدول العربية المصدرة للنفط داخل منظمة أوبك.
المجال الأمني:
إن الحاجة العراقية لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ستسهم في دعم الاستقرار الأمني، خصوصاً وهو يواجه تحدي التنظيمات المتطرفة مما يتطلب منه التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، فضلاً عن أن العراق بحاجة لمواجهة خطر حرب المخدرات التي أصبحت تهدد أمن المجتمعات العربية، وأيضاً أهمية الاندماج في خطة عربية لتعزيز الأمن السيبراني الذي أصبح يعد من أولويات الأمن القومي لكل دول العالم.
مجال التحديات البيئية والأمن الغذائي:يتعرض العراق الى مخاطر التغييرات المناخية والتأثير على مستويات الحياة العامة خصوصاً، مما يتطلب جهداً عربياً مشتركاً لمواجهة هذه المخاطر، الأمر الذي يدفع العراق الى التأكيد على رسم السياسات العامة العربية وتنفيذها لمواجهة هذا التحدي، فضلاً عن ذلك؛ فإن العراق بأمسِّ الحاجة لموقف عربي موحد تجاه أزمة المياه التي يواجهها بسبب جفاف نهري دجلة والفرات، بتحفيز الدول العربية للضغط على دول المنبع (إيران وتركيا) لعقد اتفاقات تضمن إطلاقات عادلة من المياه وبما يؤمن احتياجاته الاستراتيجية.
تواجه حكومة محمد شياع السوداني في قمة جدة تحدياً بمستويين؛ الأول يتمثل بالحفاظ على ما تحقق للعراق من علاقات عربية، والثاني يتمثل بضرورة تطوير هذه العلاقات بما يتوافق مع المتغيرات الحاصلة على الساحة العربية، وفي كلا التحديين تبرز إمكانية السوداني على تحييد حاضنته السياسية من التأثير على قرار الاندماج مع المحيط العربي، مع ضرورة الحرص على تحييد دور القوى الإقليمية من التأثير على مسار هذه العلاقات وجدول الأعمال العراقي-العربي، بالشكل الذي يعيد العراق كدولة أكثر قوة وفاعلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.