64.5% من القروض الزراعية للشركات الكبرى    11.8 مليار ريال حجم سوق التصنيع بالأحساء    وزارة النفط الإيرانية تعلن إصابة خزانين للوقود بضربات إسرائيلية    الأردن يعلق حركة الطيران في أجواء البلاد حتى إشعار آخر    الهلال يصل واشنطن ويبدأ التحضير للملكي    جهود سعودية حثيثة لوقف الحرب    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه فرنسا في نهائي بطولة تولون الدولية    مختار علي يُعدد مكاسب الكأس الذهبية    الأخضر يكمل إعداده لمواجهة هايتي    ثول تحتفل بالاتحاد بحضور نخبة من نجوم الرياضة والإعلام    الرقابة النووية: لا يوجد تلوث إشعاعي في أجواء الخليج    ضبط 9639 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود    14998 شخصا ملزما بدفع النفقة    أغنية النخيل    منظومة متكاملة    أنفاسك تحدد هويتك بدقة    طهران: لا حوار مع واشنطن في ظل العدوان    سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية    المملكة توزع (1.500) سلة غذائية في محلية أبوحجار بولاية سنار في السودان    مفارقة صحيّة لافتة    ولي العهد يعزي الرئيس الإيراني ويجدد إدانة المملكة للاعتداءات الإسرائيلية    فيلم «Memento» يطلق في المملكةط للمرة الأولى    هيئة الأفلام تشارك في مهرجان شنغهاي السينمائي    النقوش والخطوط على جدران المسجد النبوي تجسدان إرثاً حضارياً    من النفط إلى الغاز: إسرائيل توسع مسرح عملياتها    نجاح استثنائي.. حلول مبتكرة ومستدامة    البنك الدولي: الإصلاحات السعودية تدعم التعافي الاقتصادي    الدولار يهبط مع تراجع التضخم واليورو عند ذروته    3 كراتين مياه زمزم للفرد عبر تطبيق نسك    غدًا.. تعليم جازان يستقبل أكثر من 257 ألف طالب وطالبة لأداء اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثالث لعام 1446ه    مشاريع تطويرية للجسور والأنفاق    دعوات سعودية بريطانية تركية: خفض التصعيد وحل الخلافات بالحوار    القبض على يمني في جدة لترويجه 194 ألف قرص من مادة الإمفيتامين المخدر    إسرائيل تقتل 12 فلسطينيا في موقع لتوزيع المساعدات    بالصور مدينة الأخدود الأثرية بمنطقة نجران تاريخ من الآثار والتراث العريق    الأهلي يُعلن برنامج معسكره الإعدادي للموسم الجديد    المملكة تنشئ غرفة عمليات خاصة وخطة متكاملة لخدمة حجاج إيران    حاج سوداني أول القادمين وآخر المغادرين عبر منفذ الرقعي    صوت العصر السعودي الجديد    التوتر اضطراب طبيعي واستمراره لفترة طويلة دون تدخل يكون ضارًا    خادم الحرمين يوجه وزارة الحج بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين    توصيات طبية: تجنب الشاشات قبل النوم بساعتين لحماية النظر    خادم الحرمين يوجه بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم سالمين    توديع حجاج البحرين بهدية خادم الحرمين من المصحف عبر جسر الملك فهد    عائلة الحمد يشكرون المعزين في وفاة فقيدهم الشيخ حمد    المملكة تعزي الهند إثر الحادث الأليم بسقوط طائرة مدنية    وزير الشؤون الإسلامية يوجّه خطباء الجوامع بتخصيص خطبة الجمعة لشكر الله على نعمة نجاح موسم حج 1446ه    نجاح أول عملية تصغير معدة بالمنظار لزارع كلى على مستوى المنطقة    بمتابعة وإشراف أمير منطقة تبوك مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار تودع ضيوف الرحمن بخدمات نوعية    فعاليات عيد إثراء تستقطب أكثر من 50 ألف زائر    أمانة الشرقية تختتم فعاليات عيد الأضحى بفرحة الأهالي والزوار    مغادرة أولى رحلات ضيوف الرحمن عبر مطار المدينة    القاضي والفلاتة يحتفلان بزفاف أنس    العقوبات والتخصيب في الميزان.. عراقجي: الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران يقترب    الحبشي يحتفي بإصداره "الاستخلاف وعمارة الأرض"    الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة "المثلث"    "سدايا" تؤمن سلاسة مغادر ضيوف الرحمن عبر المنافذ    بموجب اتفاق سعودي – هولندي.. 428 مليون ريال استثمارات لتوطين التقنيات البيئية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشرق الأوسط وحرب الأعصاب.. لحظة الانتظار.. الثلاثاء الأكبر
نشر في عكاظ يوم 30 - 10 - 2020

هناك آراء متباينة بين أوساط المراقبين أن جون بايدن المرشح الديمقراطي لن يولي الشرق الأوسط الاهتمام الذي كان يحظى به من قِبل إدارة ترمب في حالة فوزه في الانتخابات الأمريكية؛ بسبب تراجع أهمية النفط، وموقف بايدن المؤيد للحد من التغيير المناخي، والتوجه الى مصادر طاقة نظيفة، وبسبب التحديات الأخرى التي يرى بايدن أنها تمثل مصدر تهديد مباشر لمصالح ومكانة وموقع الولايات المتحدة على الصعيد العالمي. بينما يرى مراقبون آخرون أن بايدن مضطر لعدم ترك منطقة الشرق الأوسط كونها جزءا أساسيا من التأثير والنفوذ الأمريكي، ولا يمكن رهن المنطقة للنفوذ الروسي الذي يسيطر حاليا على الملعب السوري.. وبالنسبة للكثير من صناع القرار الأمريكيين يرون أن الشرق الأوسط منطقة يسودها العنف المستمر والمشكلات التي تبدو مستعصية على الحل، مما قد يجعل قرار الانسحاب من المنطقة خيارًا جذابًا. في هذا العصر المتجدد من المنافسة بين القوى العظمى.
لقد اقتربت ساعة الصفر في الانتخابات الأمريكية التي لا ينتظر نتيجتها فقط الأمريكيون، بل العالم أجمع، لأسباب ليست خافية على أحد؛ فهناك حسابات لكل دولة مع المرشح الجديد الذي سيحظى بمقعد الرئيس؛ ويطرح المراقبون التساؤلات أيضا حول إن كان الكرملين سيدعم صاحب شعار «إبقاء أمريكا عظيمة»؟ وهل تؤيد بكين جون بايدن؟ بينما تحلم طهران بفوز المرشح الديمقراطي. ولم تحتل إيران مكانة بارزة في الانتخابات الأمريكية مثل روسيا أو الصين، سواء من ناحية كسب النفوذ أو التأثير في السياسة، حيث انتهج الرئيس ترمب سياسة صارمة ضد إيران، فانسحب من الاتفاق النووي ونجح في خلاص العالم من الجنرال القوي قاسم سليماني. فيما يرى جون بايدن
أن هناك «طريقة ذكية للتعامل بقوة مع إيران»، وتعهد بصد «أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار» مع توفير «طريقة لفتح قناة للدبلوماسية».
ولم تشكل السياسة الخارجية الأمريكية عاملا مهما فى حملة الانتخابات الرئاسية التي تركزت على وباء كورونا، إلا أن ترمب وظف قراراته بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة لكسب أصوات الإنجيليين، وكذلك اتفاقات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، إضافة إلى موقفه المتشدد تجاه النظام الإيراني وممارسة سياسة أقصى الضغوط عليه بسبب دعمه للإرهاب وتطوير برنامجه النووي والصاروخي الباليستي.
ترقب.. تأهب
وتترقب منطقة الخليج والدول العربية أكثر من غيرها نتائج ما تنتهي إليه الانتخابات، نتيجة تأثيرالسياسة الخارجية الأمريكية على معادلات المنطقة التي تشهد تحولات جيو إستراتيجبة غير مسبوقة.
ويؤكد الخبراء أنه «سواء فاز الجمهوري ترامب بولاية ثانية أم الديمقراطي بايدن، فإن هناك ثمة ثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية تتعلق أولاً بمفهوم الأمن القومي، وثانياً بالمصالح الاقتصادية، وكلاهما مفهومان قابلان للتأويل، وهذا ما يمنح الإدارات المختلفة هامشاً للتغيير أو الثبات على ما هو قائم». إلا أنهم يرون أنه من الصعوبة أن يتبنى بايدن نفس نهج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في تقوية النظام الإيراني باتفاق يشوبه الكثير من الخلل والنقص، وتعزيز انكسار المنطقة بتمكين جماعة الإخوان من حكم دول محورية مثل تركيا..
لقد حقق الرئيس ترمب خلال فترة رئاسته الأولى التي تميزت باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني وزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، استمرار انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، والاتفاق بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
وأكبر تحد سيواجه الرئيس الأمريكي الجديد يتمثل في كبح طموحات إيران النووية وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ودعم الحُلفاء في الخليج العربي ومصر والأردن، وفرض الاستقرار في ليبيا والعراق، ومحاولة إنهاء التحالف بين سوريا وروسيا وإيران.
ومن المتوقع أن تكون إيران محور السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية القادمة خصوصا أنه بعد توقيع إيران على الاتفاق النووي مع إدارة أوباما في سنة 2015، انسحب خلفه ترامب منها في مايو 2018، ولم يفرض عقوبات تجارية على إيران فحسب، بل هدد الدول التي وقّعت اتفاقيات مع طهران أيضا بالعقوبات.
أما بالنسبة لأفغانستان، فلقد أكد كل من ترمب وبايدن أنهما يريدان سحب القوات الأمريكية من مناطق الصراع، وعلى الرغم من أن لا أحد منهما يملك إستراتيجية محددة للقيام بذلك، إلا أنهما يختلفان في بعض النقاط لتنفيذ هذا الانسحاب؛ إذ أعلن ترمب منذ الحملة الانتخابية لسنة 2016 أنه يريد «إعادة الجنود الأمريكيين إلى أرض الوطن»، وبعد أن خفض باراك أوباما عدد القوات العسكرية وترك في أفغانستان 8400 جندي في عام 2015. خلال سنة واحدة من توليه مهامه، ارتفع عدد القوات في أفغانستان إلى حوالى 14 ألف جندي، أعاد منهم ترمب في سبتمبر 2019 حوالى 5 آلاف جندي إلى الولايات المتحدة مقررا إنهاء التواجد الأمريكي في أفغانستان في الربع الأول من 2021.
القوة الحازمة.. أمام القوة الناعمة
.. كمحصلة نهائية؛ هناك ثوابت عامة تنطلق منها السياسة الخارجية الأمريكية، ولا تختلف باختلاف انتماءات الرئيس، سواء كان ينتمي إلى الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، لكن آليات وأدوات تنفيذ هذه السياسة هي التي تختلف، فالواضح أن الإدارة الجمهورية تميل إلى استخدام القوة الصلبة والعقوبات في مواجهة خصومها في المنطقة، بينما تميل الإدارات الأمريكية التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي إلى المزاوجة بين أدوات القوة الصلبة والقوة الذكية والقوة الناعمة في تنفيذ أهدافها في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا فإنه في حال نجاح ترمب في السباق الانتخابي، فستستمر السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط كما هي بالأدوات نفسها، بينما قد تطرأ بعض التغيرات على هذه السياسة في حال نجاح بايدن الذي يسعى إلى استعادة زمام القيادة في منطقة الشرق الأوسط، والانخراط الفاعل في جهود تسوية الأزمات والصراعات الدائرة فيها.
وعليه.. يمكننا القول إن نتائج الانتخابات سوف تحدد خط سير الشرق الأوسط الجديد، فإما مزيد من سياسات ترمب الصارمة ضد إيران أو عودة لسياسات الديمقراطيين التي ترتكز على فكرة التعاون الدولي ونشر الديمقراطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.