في سوق هوانان للأسماك والحيوانات البرية، وقفت بائعة الجمبري الصينية «وي ويكسيان» صاحبة ال57 عاماً، تبيع وتمازح الزبائن كعادتها منذ 20 عاماً، غير أنها شعرت صبيحة الثلاثاء 10 ديسمبر بأعراض مرضية، لم تهتم بها كثيرا، وخلال أسبوع أصبحت أول مصابة بفايروس كورونا المستجد، لتضم إليها خلال أيام، عشرات العاملين في أحد أكبر أسواق مدينة ووهان الصينية، والذين تم تشخيص إصابتهم ب«كوفيد-19». وكشفت وثيقة حكومية صينية، تسربت لوسائل الإعلام أمس (السبت)، أن «وي» التي توصف الآن ب«المريضة 1» واجهت وقتا صعبا في مكافحة المرض، وحين تمكنت من الحديث قالت لمجلة «ذا بيبر» الصينية: «ظننت أني مصابة بنزلة برد عادية كتلك التي تدهمني كل شتاء، فتناولت دوائي المعتاد، وعدت للعمل، لكنني فقدت وعيي بعد أسبوع، وأفقت على سرير مستشفى نقلوني إليه لتلقي العلاج، ثم خضعت لحجر صحي خلال الأسبوعين الأخيرين من ديسمبر الماضي»، وتابعت: «أصيب 10 بائعين مجاورين لي علاوة على 3 من أقاربي» واستدركت: «ربما أصبت بهذا الفايروس في الحمام الذي يتشاركه البائعون في السوق». وفي منتصف يناير، تعافت «وي»، وغادرت المستشفى، في وقت حاول فيه المسؤولون الصينيون قمع التقارير حول انتشار الفايروس الجديد. قبل أن يعترفوا في النهاية بالمرض، ويتخذوا خطوات جذرية لاحتواء تفشيه، وبالفعل أثبتت الإجراءات نجاحها، وانخفض عدد الحالات الجديدة بشكل كبير تدريجيا، بينما ظل «كورونا» ينتشر حول العالم، وأصبح مشكلة عالمية، إذ أصاب ما يزيد على نصف مليون، وقتل نحو 25000 حول العالم، فيما يواصل باحثو الصين العمل على تحديد مكان وكيفية ظهور الفايروس قبل أن يستقر في جسد أقدم بائعة جمبري في سوق هوانان.