قال الملك سلمان بن عبدالعزيز في ثنايا تعزيته هاتفيا للرئيس الأمريكي دونالد ترمب: إن القاتل لا يمثّل أخلاق المجتمع السعودي. المجتمعات السوية تنبذ قتل الأبرياء، وسفك الدماء، بل إن من عادات العرب أنها لا تقتل غافلاً، ولا تغدر بآمن، وهي من معائب السلوك لديهم ولدى آبائهم وأجدادهم كابراً عن كابر. عندما يكون الأمريكان أو غيرهم من الأوروبيين أو أي جنسية أخرى ضيوفاً وافدين لأي سببٍ كان، على أهل بلادنا سواء قبل تأسيس دولتنا الحديثة أو فيما سبق من عصور، نرى أن أهل البلاد يتسابقون على الضيافة والحماية والرعاية، بل إن السقاية والرفادة كانتا من أبرز ما تقوم به العرب لضيوفها، وكانت مفاخر لهم، لا يجرؤ أحدٌ على الإخلال بها، وإن حدث فهو منبوذ مذموم، وقد يصل الأمر إلى التبرؤ منه ونفيه عن البلاد أحيانا، وما يزال السعوديون على هذا حتى اليوم، وما ردة فعل المجتمع السعودي بعد الجريمة الشنعاء في القاعدة البحرية الأمريكية بفلوريدا، إلا دليل قاطع على ذلك، فما بالنا بمن يضيفنا ويعلمنا ويفتح لنا باب بلاده على مصراعيه ويستقبلنا أحسن استقبال، أمن المروءة أن نتعرّض له بأذى! لم يكن القاتل إلا مريضٌ أحمق دفعه مرضه وحماقته إلى فعله الشنيع، الذي أفضى إلى نهايته الوخيمة غير مأسوفٍ عليه. الروابط بين الشعبين السعودي والأمريكي هي الروابط الإنسانية الحقيقية المبنية على الأخلاق والمبادئ الرفيعة الأصيلة التي تقدّر وتجلّ كرامة النفس وإنسانيتها، وتجلّت في مواقف كثيرة، آخرها التضحية التي قدمها الطالبان السعوديان ذيب وجاسر لإنقاذ طفلين أمريكيين، تحدّثت عنهما الدنيا كلها ولم تسكت طويلا.