عندما تقرأ القصة الخيالية «الجوهرة» للكاتبة ياسمين الفردان، فإنك تخرج بنتيجة حقيقية؛ هي أن «الحب والعاطفة بداخلك تجاه مساعدة الآخرين ستجذب لك طاقات الكون لتحقيق هدفك في الحياة». وما يمكن استخلاصه من قصة «الجوهرة» باختصار: أن القصة تحمل خياليات بطاقة روحية نحو القيم، ومعركة حِراك نحو القوة.. الحق لا يموت، وأن طاقات الكون تستجلب بالحب والعاطفة، والحياة معركة حِراك نحو القوة واسترجاع المفقود، وأن طاقات الكون تستجلب «الحب» والقوة الروحية تسترجع «المفقود»، وأن صدق مشاعر «العميان» لا يرحم «المبصرين»، والأعمى الحقيقي هو من لا يحقق هدفه ولو كان مبصرا. وبتلك المفاهيم، فإن المؤلفة تحاول ترسيخ أمر ربما غاب عن الكثيرين؛ وهو أن كل قصة أو رواية تختلف بحسب نوعها وأسلوب كاتبها، ويستطيع قارئها أن ينمي خياله لا ليتسلى بها فقط. وما يشد انتباه القارئ لقصة «الجوهرة»، هو أن الأحداث تسير في حبكتها من الهدوء إلى الصخب الروائي، وتجمع بين الانبهار والدهشة في سرد القصة، وبذلك ترد المؤلفة بهذه القصة على القائلين بعدم جدوى قراءة القصص، ولتؤكد لهم أن القصص خيال يمنح طاقة روحية لامتلاك القيم. ولعل القاصة ياسمين الفردان، أرادت بقصتها «الجوهرة» أن يكتب التاريخ مكانا في القصص الخالدة للفتى المحب الذي أراد استعادة كنوز الأعرابي المنهوبة (والد الجوهرة)، وأن تصل الجوهرة وعائلتها إلى خصمهم، فيقتلعون حقهم الضائع من الرجل الذي استولى عليها أثناء مرض الأعرابي ولم تستطع زوجته وبناته استعادتها، ويقتلعونها كما تقلع الشجرة من جذورها، وهي معجزة لم تكتب للفتى أو الجوهرة (بطلي القصة) في التاريخ من قبل، وبما كتبه القدر لهما، خصوصا مع صعوبة تجاوز «البحور السبعة» وصولا للحق المغتصب، وذلك ما يؤهل القصة لتحويلها إلى فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني.