شهدت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً خطيراً خلال الساعات الماضية، حيث تبادل الجانبان القصف الصاروخي والمدفعي، بعد منتصف ليلة الاثنين/ الثلاثاء، دون أن ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا من كلا الجانبين. ففي بيروت، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "العدو الإسرائيلي أطلق أربعة صواريخ على منطقة الشحار، في خراج عيتا الشعب، وقد اقتصرت الأضرار على الماديات، وذلك رداً على إطلاق صاروخ من المنطقة الواقعة بين بلدة حنين ورميش، باتجاه الأراضي المحتلة." من جانبها، أوردت الإذاعة الإسرائيلية الثلاثاء، أن أربعة صواريخ "كاتيوشا" أُطلقت من الأراضي اللبنانية، سقطت في منطقة "الجليل الغربي" بعد منتصف الليلة الماضية، وقالت إنه لم يُصب أحد بأذى، نتيجة سقوط تلك الصواريخ في مناطق شمال الدولة العبرية. وأضافت أن أحد الصواريخ أصاب "قناً للدجاج" في أحد التجمعات السكنية القريبة من الحدود الشمالية للبلاد، كما أُصيب خزان كبير للغاز بالقرب من المكان، بشظايا الصاروخ، مما أدى إلى اشتعاله، وهرعت إلى المكان طواقم من قوات الإطفاء، وسيطرت على الحريق. وتابع راديو إسرائيل أن الجيش رد على "الاعتداء" الصاروخي بإطلاق نيران المدفعية، باتجاه مصادر النيران، كما نقل عن قيادة الجيش أنها "تنظر بخطورة إلى هذا الحادث"، و"تعتبر الجيش اللبناني، وحكومة لبنان، المسؤولين عن منع وقوع مثل هذه الاعتداءات." واستبعدت مصادر عسكرية وقوف "حزب الله"، الذي خاض مقاتلوه معارك طاحنة مع الجيش الإسرائيلي في صيف 2006، وراء إطلاق الصواريخ، كما لم توعز السلطات المختصة إلى سكان المنطقة الحدودية بملازمة الملاجئ أو المناطق المحصنة. وقبل قليل من وقوع القصف الصاروخي المتبادل، أصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً أكدت فيه أنه "عند الساعة 8:50 من صباح اليوم (الاثنين)، اخترقت طائرة استطلاع إسرائيلية معادية الأجواء اللبنانية، من فوق بلدة كفر كلا، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق رياق، بعلبك، الهرمل وطرابلس، ثم غادرت عند الساعة 13:20 من فوق بلدة علما الشعب." وتابع البيان، بحسب ما أوردت الوكالة الرسمية: "وعند الساعة 10:30 اخترقت 4 طائرات حربية إسرائيلية معادية الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفر كلا، حيث نفذت طيراناً دائرياً فوق المناطق اللبنانية كافة، وغادرت عند الساعة 12:10 من فوق بلدة علما الشعب."