في أجواء من التوتر التجاري والسياسي الشديد مع الصين، قضيت أخيرا ساعة أحدق في أفاعيل جامحة لمراهق على جهازه الجوال من جيل الذكاء الاصطناعي والتقنيات بتأثيراتها السلبية والإيجابية على السلوك البشري والصحي، رغم كونها مفيدة، وأفادت في جائحة المستجدة وساعدت على فرض إجراءات صارمة من الاحترازات وغيرها، إلا أنها أحد "المؤثرين" الأكثر نجاحاً على عقولنا ونمطه الصحي، كتطبيق "تيك توك" ومنصة "ويتشات" التي تملكها المجموعة الصينية العملاقة "تينسنت" وتشغل حيزاً كبيراً في حياة الصينيين في خدمات الرسائل ودفع الأموال عن بُعد والقيام بحجوزات، حتى فرضت هيمنتها على العالم وأرجفت البيت الأبيض، بسبب مخاوف "الأمن القومي"، لأنها تجسسية مؤثرة، وهذا لا يعنينا، بل ما يهمنا ما ينشر عليها عليها من مقاطع فيديو قصيرة لأنفسهم، غالبا يرقصون أو يحركون شفاههم بالتزامن مع مقطع صوتي مسجل مسبقا، قد يُشاركهم رفقائهم فيها، ويا حبذا الزملاء المؤثرين، المعروفين ب"منزل التأثير".. لقد اكتسب تطبيق "تيك توك" شعبية هائلة على مدار فترة زمنية قصيرة جدًا، ليعبر خلالها جميع الحدود الجسدية والعقلية والنفسية حتى المجتمعية وصولاً بالاقتصادية، فأساء الكثير استخدامه، رغم فوائده كغيره من التطبيقات، لكن الأسوأ رصد عدد من المصحات النفسية سلبيات ومخاطر تهدد الحياة والأخلاق والمعايير الإنسانية، فضلاً عن الآثار النفسية الخطيرة له، ليس على حياة مستخدميه فقط وإنما علي المجتمع مثل: (العزلة الاجتماعية رغم أن التطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، وهدر الوقت والطاقة والمال بلا نتيجة ورغم أن البعض قد يجني من ورائه المال وصولاً بالأنانية، ثم العُري والدعارة أثناء الرقص لإرضاء الجمهور في بعض الأحيان، مما يُعد مصدراً للتحرش (اللفظي والجسدي) ومن ثَمَ ابتزاز الأفراد حتى لو لم يكونوا مشتركين فيها بشكل مباشر، والأدهى النرجسية والهوس أثناء قيامهم بكل تلك الأعمال المجنونة التي يعتقدون أنها تجعلهم يبدون جذابين، وما أن يتجاوزون حد إيذاء النفس يكون الألم الذاتي فالاكتئاب والتوتر والضغط لتنتهي باحدى المأساتين، إما الانتحار أو السجن نتيجة المشاهد الفاضحة والتي تؤدي إلى قضايا مخلة بالشرف أو الدعوة إلى الفسق والأمثلة دامغة بالمجتمعات التي تحاول جكوماتها حمايتهم ووضع الحقائق أمام أعين كل أسره تخشي علي أبنائها من تركهم بمفردهم بدون رقابة علي هذا التطبيق أو غيره.