! عبدالمحسن بن محمّد الحارثي إنَّها إسطوانات الفن الشعَّابي ، هذا الفن الواسع ، الذي انطفأ لِعقودٍ مضت ؛ بسبب عيون الناس الضيِّقة!! فإذا كان صديق النور العلم ، فإنَّ عدو الظلام الجهل ، والعلم والفن ، فهُما وجهان لِعملة الابداع الحقيقي ، فالفن نافذة تتنفَّس منها الروح .. فإذا كان الشِّعر فنّاً ؛ فروحهُ الشاعر ، والشِّعر هو السلوك الإنساني العظيم ؛ لأنَّ الشِّعر الضوء الأقوى ، والشُّعراء زِينة المحافل والمجالس ، فالشاعر إنسان يُدْهَش فيُدْهِش ، فبدون الشِّعر لا يكون للحفل معنىً. لقد نثر أبناء الشعاعيب – في حفلهم السابع عشر 1440ه- عِطْرٌ لا تعرِفْهُ حوانيت العطَّارين ، إنَّهُم الجيل الجديد ، الذي استنشق عِطْر الحُريَّة ، فذاب شوقاً في مشاعر الحضور ، بعد أنْ تسلَّحوا بِسلاح الأحرار ، واستمدُّوا ثقتهم ومهارتهم من أنفسهم ، فأصبحوا جيشاً لا يُقهر ، وصُفُوفاً لا تفتر . ما يلفتك في الزواج الجماعي : أنَّك تجدُ الآخرين إلى جانبك على الدوام ، وتلك طبيعة أولاد شعّاب ، الذين عرفوا أنَّ الحُريَّة الحقيقيّة لا تأتي إلا من بوابة النظام ، وإرضاء الجميع مهمّة مُستحيلة ، وحيثُما يوجد النظام تُوجد الرَّاحة والدِّقة والقُوَّة. ورغم وجود المداخلات ، بين حين وآخر ، وتتخللها ألفاظ غير دقيقة ، لا تتناسب ونظام الحفل ، فالكلمة الطيبة التي تُقال في الحفل بقصد التنظيم ، تدخلُ النفوس ، وتتعمّق في المشاعر ، ويتحقَّقُ الهدف المرجو ، بأقصر عِبارة ، وأوجز كلمة ، وهذا عُمر أبو ريشه ، يقول:( خيرٌ لك أنْ تقذف حجراً بِلا تروِّ ، مِنْ أنْ تقدف كلمة بلا تروِّ ). الحفلُ بكاملة صناعة شعابيّة بامتياز ، أثرى شُعراء الشيلات شِعرها ، بأسمى حُروف الضَّاد ، مولِّدةً كلمات وعبارات ، في مخامس القبيلة وسجاياها ، وحُبَّ الوطن ورجال أمنه الميامين ، وحُكام السعودية الشياهين . لقد صنعت اللجنة العامّة ، العديد من الصِناعات الدائمة ، ومنها : صِناعة الإنسان الشعّابي ، من شباب القبيلة ، شُعراء ، ومُنشدين ، وإعلاميين ، وقادة ، وذاك ما كُنّا نُدندن عليه في الفترة الماضية ، فوجدت آذان صاغية ، وعقول واعية ، ترجمت المعاني إلى مقومات سلوكيّة ،أبرزت لنا عملاً يُشار إليه بالبنان .. من يتمحّص الأعمال ؛ يجدها مرسومة ومعلومة ، ومُحقِّقة لأهداف مداها بعيد ، ويتجلّى ذلك ، في استقطاب ثلاثة من شُعراء القلطة ، وكما تعلمون لا بُدَّ وأنْ يكونوا أربعة ، فكان رابعهم شاعر القبيلة محمد بن حامد بن شدّاد ، الذي شارك فطاحلة الشعراء ، واحتكّ بهم عن قُرب ، وهذا العمل استراتيجي بحت. كما لا ننسى من أُعطِيت لهم الفُرصة من الشعراء الشباب ، أمثال : سامي بن سعيد بن عبدالله ، ومازن بن محمد بن محمود ، وغيرهم ممن لم تسعفنِ الذاكرة أنْ اذكرهم ، فلهُم مني الشكر ، ولي منهم العُذر. إنه العمل الجماعي الذي يتَّحِد ، ولا ننسى أصحاب الفضل ، ممّن لهم الفضل ، في تمرير الأفكار ، وتجيير الانجاز باسم قبيلة الشعاعيب ، فما زال عمل الفرد الشرارة التي تدفع البشريّة إلى الأمام ، ولا تزالُ أرضُ صادع تُخرج لنا رياحين ، أشبالها قصائد خضراء؛ لِتُريك شاعريّتها!! كما أنار الحفل ضوءٌ من آل سعود ، هو صاحب السمو الملكي الأمير العميد بندر بن فهد بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود ، والذي دعاه هو الأستاذ خالد بن محمد بن شايع الحارثي ، فالأمير سَمِي ابن خالد بن شايع ( بندر)، وهو أحد فُرسان العرس ، الذي ألقى كلمة العرسان ، بِكلمة مُقتضبة ارتجاليّة ، سِمتها الإيجاز ، والبلاغة والفصاحة ، فكان نِعْم النائب عن نفسه وعن العرسان الثمانية عشر!! [email protected]