بسم الله الرحمن الرحيم ،والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد .. لقد تعارف الناس على أن مسمى المجاعة عندما يضرب الجفاف أحد الديار فيهلك الحرث والنسل ويموت الكبار والصغار والدواب ، وتنتشر الأمراض ، إلا أن هناك مجاعة يتغافل عنها الناس وللأسف هي المجاعة الحقيقية في نظري مجاعة العالم والثقافة وخاصة ما يتعلق بالعلم الشرعي الذي أوجب الله تعالى على المسلم طلبه والبحث عنه كما في الحديث الصحيح ( طلب العلم فرضة على كل مسلم ) فعامة الناس إلا من رحم الله ومع انتشار وسائل المعرفة وسهولة الوصول للمعلومة بشكل ميسر تجدهم يجهلون أقل المسائل الشرعية - وليس في العلم الشرعي قليل- [ مسائل الطهارة : من الاستنجاء والاستجمار إلى الغسل وأحكامه ، ومسائل الصلاة من شروطها وأركانها وواجباتها وسننها وأحكام سجود السهو ، وأحكام الصيام ومفطراته والواجبات.... ولو سألت أحداً من الناس ممن شابت لحاهم عن أركان الصلاة أو واجباتها وماذا يجب على من ترك ركناً أو واجباً لحارت به الأفكار وتلعثم ولم يجب ..وفي المقابل تجده يفتيك بأمور سطحية ويعرف عنها أدق التفاصيل ، وثقافة دينه عنها مشغول .. هذه هي المجاعة الحقيقة التي لا بد أن نسعى لإنقاذ الأمة منها وفتح باب التبرع والمساهمة لرفع الجهل عنهم ، وعلى المسلمين أن يسعوا جاهدين للبحث عن ما يجب عليهم معرفته ولا يعذرون بجهله . قال الله تعالى (يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) وقال عليه الصلاة والسلام ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) ومن المؤسف أنك تجد متعالماً ليس لديه من الثقافة إلا ثقافة الصحف والمجلات ويفتي ويتبجح ويرد على العلماء ، ويحزنك أن تجد من الناس من يصغي إليه ويرفع له يدا مصفقا ومكبرا ، والله لو تعلم الناس العلم وطلوبه ولو بما يجب عليهم في يومهم وليلتهم من مضانه المعتبرة ، لما اختلطت عليه الأمور ، واستقر الأمر واتضح . تسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .. محمد بن فرحان العنزي