أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن العلة في عدم الوصول إلى حلول في عملية السلام هي المعاملة المميزة لإسرائيل، مطالبا المجتمع الدولي بوقفة حازمة وجادة بوضع حد لسياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، وفي مدينة القدس خصوصا. ورأى سمو وزير الخارجية في مؤتمر صحافي عقده مع معالي وزير خارجية تركيا أحمد اوغلو في الرياض اليوم أن المطلوب حتى يتغير أسلوب معاملة إسرائيل وضع مقترح محدد يعلن المسائل الأساسية التي هي الحدود، والقدس، واللاجئين، وغيرها من المشكلات الأساسية، ودعوة الأطراف للمفاوضة للوصول إلى نتيجة. وتابع قائلا: "إذا وصلوا لنتيجة كان ذلك جيدا، وإذا لم يصلوا لنتيجة تذهب القضية إلى المحكمة الدولية، هذا هو أسلوب التعامل مع القضايا المشابهة للقضية الفلسطينية". وشدد سمو وزير الخارجية على أن رفض إسرائيل للسلام ليس في صالحها، موضحا أنها أول من تهدد بعدم الاستقرار الذي يحصل في منطقة الشرق الأوسط. ووصف سمو الأمير سعود الفيصل إسرائيل ب"الطفل المدلل" في المجتمع الدولي يفعل ما يشاء دونما مساءلة أو عقاب. وقال " غيرها من الدول عندما تخرق القانون الدولي تلقى جزاؤها إلا إسرائيل، وإذا ارتكبت دولة أخرى جرائم حرب تأخذ جزاءها إلا إسرائيل ". وجدد سموه دعم المملكة لاستقرار ووحدة اليمن. وقال "المملكة كانت من أشد الداعين إلى أن يكون لمجلس التعاون موقفا حاسما في موضوع تطوير اليمن ورفع مستوى المعيشة فيه إلى أن يصل إلى المستويات الموجودة في بلدان الجزيرة العربية، وهناك برنامج ضخم تقوم به المملكة في هذا الإطار، وهذا من الأسباب التي تجعلنا نتألم عندما نرى القتال في اليمن والخروج عن التعايش السلمي بين أطياف القبائل اليمنية، لأن هذا يفسد ويبدد الموارد ويضيع الفرص، والبرنامج كان يمضي على أحسن ما يرام إلى أن قامت الحرب في اليمن التي عطلت التنمية". وأشار سموه إلى أن المملكة تتفاوض مع إيران لنقل "إيمان بن لادن " من سفارة المملكة في طهران ، وقال " نحن في مفاوضات مع الحكومة الإيرانية للتعامل مع الموضوع على نفس المستوى وترك خيار المغادرة للبنت نفسها ولا نرغب في الدخول في مواضيع سياسية ربما تعطل سفر الفتاة من طهران، ونحن نعتبر هذه المسألة إنسانية الطابع". وعن الدور المطلوب من إيران لتحسين علاقتها مع دول الخليج، أكد سمو الأمير سعود الفيصل أنه لا يطلب من إيران شيئا خاصا لا ينطبق على جميع الدول، إنما التعامل على أسس القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وحسن الجوار، مؤكدا أن تلك هي صفة العلاقات الطبيعية بين الدول. ووصف سموه مباحثاته مع وزير خارجية تركيا بالعمق والشمولية والبناءة للغاية ، مبينا أنهما استعرضنا خلال الاجتماع العلاقات المتميزة بين البلدين التي تستند على الأخوة، ووحدة العقيدة، والمصير المشترك. وأكد نوه سمو وزير الخارجية بالدور الكبير لتركيا ومشاركتها الإيجابية في جهود حل المشكلات التي تزخر بها المنطقة وعلى رأسها المشكلة الفلسطينية، وكذلك مكافحة الإرهاب، ومكافحة الفكر الضال والمنحرف الذي يعصف بالمنطقة، ويهدف إلى إشاعة الفتنة ، وإثارة النزعات العرقية والطائفية فيها. . وبشأن الملف النووي الإيراني قال سموه " بحثنا أيضا أزمة الملف النووي الإيراني، ونتفق على حق إيران ودول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، وندعم في ذات الوقت الجهود الدولية المخلصة والجادة لحل أزمة الملف بالحوار وعبر الطرق السلمية ". وأكد سمو الأمير سعود الفيصل في هذا الصدد أن استجابة إيران لهذه الجهود، من شأنه نزع فتيل الأزمة، وإزالة الشكوك والمخاوف الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي مشددا على أهمية تركيز الجهود على خلو منطقة الخليج والشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ، والأسلحة النووية، وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.. وفيما يتعلق بالعراق قال سموه " إننا نأمل أن تحقق الانتخابات المقبلة طموحات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والازدهار ، والتعايش السلمي بين كافة أبنائه بمختلف أعراقهم وطوائفهم ومعتقداتهم وأطيافهم السياسية، والحفاظ على استقلاله وسيادته بمنأى عن التدخلات الخارجية. كما أشار سموه إلى أن محادثاته مع الوزير التركي تناولت الوضع في اليمن الشقيق، معبرا عن أمله في نجاح جهود الحكومة اليمنية في توفير الأمن والاستقرار في ربوع اليمن ، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسلامته الإقليمية. وفي الشأن الأفغاني ، نوه بأهمية السعي دائما إلى تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأفغاني، حفاظا على وحدته الوطنية، ودعم أمنه واستقراره ونمائه. وبين سموه أنه اتفق مع وزير خارجية تركيا على أن يكون هناك تعاون قنصلي بين البلدين ليسهل عملية الاستثمار المتبادل لرجال الأعمال بين البلدين وقال " بحثنا العلاقات الثنائية واتفقنا أن نستعرض الاتفاقيات التي وقعت لنرى كيف نستطيع أن نفعلها واتفقنا كذلك على مشاروات بين تركيا والمملكة العربية السعودية وسنضع برنامج وجدول زمني لها ".