للنفس البشرية قوة وجمال تمكنانها من قهر اعتى القوى التي تحاول تحطيمها او تركيعها.. فجمال النفس البشريةوقوتها يكمنان في كونها انها لايمكن ان تحدها الحدود ولا تحيطها الحوائط فهي دائما متمردة على الواقع نافرة عنه ساعية بأن يكون لها حظا وافرا من الحياة يمكنها من تسنم امورها وامتلاك ناصية قراراتها ولذلك هذه النفس وصفت في القرآن الكريم بانها لوامة أمارة.. حتى في حالة العجز عن تبديل الواقع البائس تجد الشخص يستلقي ثم يبدأ في ترتيب اموره والتحليق في سماء احلام اليقضة ليقوم كل اعوجاج في حياته اليومية ويؤتي نفسه الحكمة التي ضلت منه في واقعه فيرضى شيئا من غرورها, ولعله يغلبه النعاس فتتحول احلام اليقضة الى منامات يرتبها ويجملها ويزينها عقله الباطن تجعله يتمنى ان لا تنتهي وفي لحظات يستيقظ فإذا به وقد عاد يتمرغ في واقعه البائس ويصدمه ان الواقع ليس كالحلم وان تناساه . الاحلام لايمكن لاحد ان يحجرها فهي متنفس النفس ولو تملك الاخرون واقعنا فاننا ملوك احلامنا فاحلامنا تجعل ما اضمحل من واقعنا يتوهج من جديد وترقع ما تمزق منه فاحلموا فليس عيبا ولا حراما ان يحلم كل منا بواقع مشرق !! واحلموا فاحلامكم تدل على هممكم ولو كان البؤس واليأس يملآن جنبات صدوركم ، واحلموا وانتشوا واستبشروا واقهروا الواقع فليس الاستسلام للواقع دينا ولا ولاءا , احلموا واستيقظوا على واقعكم وباشروه حتى يقضي الله امرا كان مفعولا؛؛؛