مجتمع جازان هو الواقع الحقيقي الذي ساهم كذلك في رفع مستوى ثقافة المجتمع السعودي سواء كانت تلك الثقافة دينية أو أدبية أو تاريخية ، وما تلك الأسماء التي خلّدها التاريخ على صفحاته مثل الشيخ ناصر خلوفة والشيخ حافظ الحكمي و الشيخ أحمد النجمي والشيخ عمر احمد جردي رحمهم الله والشيخ زيد المدخلي وكذلك محمد أحمد العقيلي ومحمد علي السنوسي وعلي بن قاسم الفيفي ، هم خير من يرمز لهم في الفتاوى وعلوم الدين والأدب بجميع أنواعه ، حيث أن المحافل التي تحتضن رجال الدين والأدب على المستوى السعودي أو العالم العربي بشكل عام تكاد لا تخلوا من حضور بارز لأحد وجوه جازان. الجانب الأبرز في الحديث هو أنني كنت من المتابعين لما عُرض على شاشة قناة الإخبارية في الإسبوع الماضي وهو برنامج يُناقش قضية التسوَل في مدينة جده حينما سأل مقدم البرنامج ضيف الحلقة الدكتور سعود الضحيان عن أسباب دخول المجهولين من جهة الحدود الجنوبية فاجاب سامحه الله بإتهامه المُباشر لمشايخ الحدود الجنوبية بوجود علاقة بينهم وبين قبائل اليمن الحدودية وتسهيلهم لدخول المجهولين لأرض الوطن إثر تلك العلاقات بينهم ، وحيث الإتهام ذلك ينص على إشارة صريحة لإتهامهم بخيانة وطنهم .!وللأسف أن نرى مثل ذلك على قناة رسمية بحجم الإخبارية ..! هنا نقول للدكتور سعود الضحيان بأن جازان تقع على الحدود السعودية اليمينة ولهذا فقد تجد بعض أفراد مجتمع جازان متأثراَ بشيء من ثقافة العادات والتقاليد القادمة أو يكون على علاقات مع المجتمع اليمني سواء في مصاهرة وغيرها ولكن هل لك يعطيك الحق في إتهامهم بخيانة الوطن ؟! من له إطلاع على تاريخ جازان قديماَ حتماً سيجد بان ذلك سيقف خلف ذلك الإختلاط الفكري نوعاً مَا ، وهو الحال نفسه لماحدث للمجتمع في مناطق المملكة الحدودية الأخرى سواء في الشمال وكذلك في الغرب والشمال سواء في إختلاط الثقافات أو حتى وجود نسب ومصاهرة بينهم ، ولكن لا أعتقد بأن ذلك قد يعيب أي من تلك القبائل للمناطق الحدودية ، وللعلم بأن الإختلاط الذي حدث بين ثقافة مجتمع جازان ومجتمع اليمن نعتبره إختلاط لثقافة مع ثقافة مجتمع عربي أصيل لأن قبائل اليمن هي " منبع القبائل العربية الأصيلة " الشاهد في الحديث عن جازان أنها تواجه بعض الأحقاد الدفينة سواء من قبل أشخاص هم في الحقيقة بعيدين كل البعد عن مفهوم مجتمع جازان وكذلك لا يملك إلحق في الحديث عن أمور تتعلق بحدود الدولة أو إتهام مشايخ الحدود بخيانة الوطن بغض النظر عن النية والهدف من وراء ذلك التصريح الذي يسيء لمشايخ وقبائل الحدود الجنوبية مع العلم بأننا لا ندري عن سبب توجيه مثل هذا السؤال وعلى الهواء مباشرة لضيف ليس من إختصاصه مثل هذه الأمور بل ان تخصصه لا يتعدى تخصص في الخدمة الإجتماعية .! جازان البحر والسهل والجبل هي الواقع المصنع الذي كان له دور كبير في التغذية لوسائل الإعلام السعودية حيث ويقف ذلك خلف النجاح الذي نشاهده للكثير من وسائل الإعلام السعودية سواء كان الإعلام المرئي أو المقروء ولا أعتقد بان وزارة الإعلام لا تملك الوسيلة والإثباتات لتأكيد ذلك ، حيث الفرق الكبير في المشاركات الإعلامية لإنتاج رسالة إعلامية مبنية وبشكل واضح ومتميز " دون تنقيص لأحد " لأنه وبشكل منطقي نعلم بأن الإعلاميين من أبناء جازان يدركوا بأن الإعلام يعني أن يتولي الرجل الإعلامي فكرة إنتاج رسائل إعلامية صحيحة لا تخرج عن الأمانة المهنية ، وكذلك إدارتها وفق رؤية ثاقبة وهدف إيجابي بعيداً عن أي عنصرية بهدف الإساءة لأي من المجتمع المتلقي لتلك الرسالة الإعلامية حتى تصل للمُتلقي بهدف إيجابي كي تُسهم في صناعة فكر اجتماعي و تساهم في نشر ثقافة حميدة هدفها التلاحم بين قبائل الوطن دون تفرقة ، ونشر ما يكون لائقاً من أجل المساهمة في توعية المواطن او حل قضايا الوطن أو المجتمع السعودي بالإضافة إلى سياسة الفكر والتي تقف في الخط الأمامي مع سياسة الوطن من النهج ومسيرة كل يندرج تحت مضلة وزارة الإعلام وتلك هي صفات الرجل الإعلامي القيادي المتمكن والذي يدرك معنى الإيمان بالوطنية والتي نرى بأنها هي المبدأ الصحيح الذي من الواجب أن تكون من أولى صفات القيادات الإعلامية في هذا الوطن . 1