ليس من الضروري أن يحدث شيء سيئ؛ حتى نشعر بالخوف أحيانًا، يكفي مجرد احتمال فكرة عابرة أو تخيل لموقف لم يقع، حتى يدخل الإنسان في دوامة من القلق. هذا ما يُعرف بالقلق التوقعي؛ حيث يعيش العقل في المستقبل يتوقع الأسوأ، ويُحمّل القلب أعباء لم تأتِ (...)
في أعماق النفس البشرية، هناك نظام دقيق أشبه بجهاز مناعة نفسي، يعمل على حماية الفرد من الجروح المعنوية، لكن عندما يتعرّض الإنسان بشكل مستمر لضغط نفسي ناتج عن"التلقيح بالكلام"، ومحاولات التقليل من شأنه، والاتهامات المباشرة؛ تبدأ تلك المنظومة في (...)
لطالما اعتُبرت المشاعر أمرًا قلبيًّا، لكن الأبحاث الحديثة في علم النفس والجهاز العصبي أثبتت أن البطن هي الأخرى تحمل نصيبًا كبيرًا من هذا العبء العاطفي؛ فالجهاز الهضمي لا يقوم فقط بوظائفه الحيوية، بل يُعد أيضًا مركزًا حساسًا يتأثر مباشرة بالحالة (...)
قد ينشأ في عمق الإنسان صراع خفي؛ بين ما يعتقده وما يفعله، وبين ما يعرف أنه صواب، وما يمارسه على أرض الواقع. هذا التناقض ليس دائمًا ظاهرًا، لكنه يترك أثرًا داخليًا يشبه التذبذب النفسي، الذي يصعب تهدئته، ويُعرف هذا الاضطراب الداخلي بالتنافر المعرفي، (...)
قد يعيش الإنسان عمره كاملاً، ويتقن كل شيء حوله.. العمل والعلاقات الواجبة، لكنه يعجز عن فهم نفسه. يركض خلف الإنجاز. يرضي الجميع، ويتكيّف مع الضغوط، لكنه لا يسأل من أنا؟ وماذا أريد حقًا؟ الجهل بالذات ليس نقصًا في المعرفة؛ بل غياب عن الذات وانفصال مؤلم (...)
التفكير ميزة الإنسان الكبرى، ومن خلاله استطاع أن يطوِّر الحضارات ويبتكر العلوم، لكنه في الوقت ذاته، قد يتحول إلى مصدر معاناة وارتباك، عندما يخرج عن مساره الطبيعي، وهنا يظهر ما يسمى ب "مفارقة التفكير"؛ أي عندما يصبح التفكير المفرط عائقًا بدل أن يكون (...)
أحيانًا قد نظن أن التقطيم أو التقليل من الآخرين مجرد كلمات عابرة لا تترك أثرًا، لكنه في الحقيقة سلوك يؤذي بشكل عميق، ويؤثر على النفس البشرية بطرق لا تُرى بالعين، بل تُشعر في القلب، وتُرسخ في العقل. وكثيرون يتعرضون يوميًا لجمل مثل: "ما منك فايدة" أو (...)
في زمن تعلو فيه الأصوات، وتتزاحم فيه التفاصيل، يصبح صمت العقل ضرورة روحية قبل أن يكون خيارًا ذهنيًا. وهي تلك الحالة العميقة من السكون الداخلي التي لا تُقاس بالهدوء الخارجي، بل الإدراك حين يتوقف التفكير المضطرب، وغياب ضوضاء المقارنات والتوقعات، ليبقى (...)
قد يفقد القلب شيئًا من دفئه دون أن ننتبه.
ولا يحدثُ هذا فجأةً، بل بهدوء يشبه انسحاب الضوء آخر النهار. وتتسرب البرودة إلى الداخل على شكل لامبالاة: صمت طويل، أو نظرة عابرة لا ترى الألم. تمرّ اللحظات، والمواقف، وتُغلق الأبواب في وجه الشعور. شيئًا (...)
نحن نعيش في ثقافة تمجّد "عدم الاستسلام"، وتربط بين الصمود والنجاح، ولكن ماذا لو كان الإستسلام في بعض المواقف، هو أقصر الطرق إلى الشفاء؟ يجب أن يعلم المرء، أن ليس كل تراجع هزيمة، وليس كل انسحاب ضعفًا، بل أحيانًا يكون التوقف عن القتال، هو أول خطوة نحو (...)
في بعض العلاقات، يظهر شخص يضع نفسه في موقع "المرشد الأوحد"، ذلك الذي يصرّ على أن يعود إليه الآخرون في كل قرار صغيرًا كان أم كبيرًا، يتحدث بثقة زائدة، وينسج حول نفسه هالة من الفهم المطلق والخبرة التي لا يُشق لها غبار، حتى يظن السامع أنه لا طريق (...)
في عصرٍ أصبح فيه العالم بين أيدينا بلمسة شاشة برزت "العزلة الرقمية". ورغم أن التكنولوجيا قد قرّبت المسافات، ويسّرت التواصل، إلا أنها حملت معها جانبًا خفيًا من الوحدة والانفصال الاجتماعي.
العزلة الرقمية هي حالة انسحاب الأفراد من التفاعل الاجتماعي (...)
من أكثر ما يهزّ الفرد ويقلقه، ليس دائماً صخب الأحداث، أو ضجيج المشاكل، بل في كثير من الأحيان يكون الصمت هو محرِّك العواصف التي بلا ملامح، وتعصف داخله. فالصمت الظاهري قد يخفي وراءه ضجيجاً داخلياً، وأسئلة مؤرقة لا إجابات لها .
يقلق الفرد حين لا يسمع (...)
يُعدّ انعدام الرغبة من أبرز الظواهر النفسية التي قد تصيب الأفراد في مختلف مراحل حياتهم، وقد يظهر فجأة دون مقدمات واضحة. لا يقتصر هذا الشعور على مجال معين، بل قد يشمل العمل، والعلاقات، أو حتَّى الهوايات التي كانت يومًا ما مصدراً للسعادة، وفي كثير من (...)
إن البدايات تشكِّل نقطة التحول في حياة الفرد فهي اللحظة التي يُعاد فيها ترتيب الأفكار والطموحات استعدادًا للانطلاق سواء كانت بداية مواسم جديدة او مشروع أو حتى عادة يومية، فإن الطريقة التي نبدأ بها تحدِّد إلى حدّ كبير مسارنا ونتائجنا. فكيف يمكننا (...)
تُعد ذكرى البيعة الثامنة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مناسبة وطنية تعكس روح التطور والطموح الذي يقوده سموه منذ توليه ولاية العهد في عام 2017 فقد شهدت المملكة العربية السعودية خلال هذه السنوات (...)
في عالمٍ يعجّ بالتحديات قد يجد بعض الأفراد أنفسهم محاصرين داخل إطارٍ ذهنيّ سوداوي يرون فيه العالم بمنظورٍ قاتم و مُظلم حيث تهيمن السلبية على أفكارهم وتصوراتهم. هذه النظرة السوداوية ليست مجرد شعور عابر بالتشاؤم بل هي نمط تفكير متجذر قد يؤثر على (...)
يطمح الإنسان دومًا لأن يكون ذا مكانة بارزة، ويحققها في كثير من الأحيان، و يعمل جاهدًا من أجل الوصول إلى هذا النجاح. و ممَّا لا يخفى علينا أن طريق النجاح محفوف بمخاطر و صعوبات كبيرة و كثيره، وتتطلب تعلم الأساليب التي من شأنها التغلب على هذه الصعوبات. (...)
تعدّ مجاهدة الذات، عملية صعبة، تتطلب الكثير من الجهد، والمثابرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتخلص من الكسل، و فقدان الرغبة. كما أن الكسل بحدّ ذاته يعدّ عدو الحماس والطاقة، وهو ما يجعلنا نتراخى عن تحقيق أهدافنا وأحلامنا. لذلك من المهم أن يكون لدينا (...)
من الذكريات الرمضانية قديمًا، عندما كانت الحياة بدائية، والأكلات شعبية ومعروفة ومحدودة، ولم تتنوع كما في وقتنا الذي نعيشه حالياً-ولله الحمد والفضل والمنة-، ظهر مايسمى بحلَى التطلي ( الكاسترد ) فهو يعدّ من أشهر أنواع الحلى الحديثة التي عرفت وكانت (...)
تتسيَّد الرغبات في حياة المرء بشكل كبير، والرغبة هي الدافع الخفي لتحقيق ما ترنو اليه الذات، وهي المحرك الرئيسي الذي يجعل الفرد في سعي مستمر لتحقيق طموحاته وأحلامه في شتى المراحل العمرية، وحتى بإختلاف الاحلام تظل الرغبة واحده و دافعة دائمًا
وقد يشير (...)
يكتسب الأفراد الخبرات من خلال التجارب المختلفة، والتي بشأنها صقل الشخصية، وتمنيتها. وفي هذه الرحلة، يواجه الأفراد الكثير من الاخطاء. ويجب وضع الأسباب التي أدت إلى الفشل، أو عدم اكتمال النتائج المرجوة، كما تم التخطيط لها سابقًا، وهذا الفشل بسبب (...)
تستند مشاعر الفرد على أسس كيميائية و عصبية تتكون في الدماغ من خلال الأحداث، ومن ثم تترجم إلى مشاعر مختلفة متناسبة مع الموقف النفسي، وليس هذا فحسب، بل تختزن المشاعر في الدماغ مع المرور بالمواقف ليتكَّون لدى الفرد ذكاء شعوري قوي بسبب الخبرة (...)
يوجد في حياة الأفراد العديد من العلاقات الاجتماعية الخاصة،
والمختلفة والهدف من هذه العلاقات يصب في مصلحة جميع الأطراف؛ حيث تبنى هذه العلاقات وتدوم بتبادل الخبرات في مختلف المجالات الاجتماعية، وكذلك تدوم العلاقات بتقديم الدعم والمساندة في جميع (...)
المسامحة هي فضيلة سامية تعكس قوة الشخصية والتعاطف مع الآخرين ومع ذلك هناك خط رفيع بين المسامحة الصحية والمبالغة في المسامحة قد يسبب الخلط بين بينهما كوارث في العلاقات الاجتماعية حيث انً المسامحة بإتزان تمنح الأفراد حقوقهم كما هو عكس الحال في النقيض (...)