أهل القرآن أعلى الناس منزلة، وأرفعهم مكانة، وأعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، كيف لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم، فأبشروا يا أهل القرآن، وأملوا، فإن الذي يرفع المرء في أخراه، حري به أن يعلي منزلته في دنيا لا تساوي عند الله (...)
على الخطيب الذي يعتلي منبره أن لا يكون كسولًا في التحضير، فيعيد خطبته المكررة في كل مناسبة حتى كاد المصلون المعتادون سماعه أن يحفظوها، وهنا تكمن براعته في تجديد طريقة تذكيره بالمناسبة المتكررة كل عام، وليس رمضان المنفرد بالتكرار، فهناك مناسبات عديدة (...)
إني لأعلم أن من يقرأ مقالي هذا يعلم هذه الوصية ويحفظها، ولكنها تذكرة لي وله، لعلنا نعمل بها، إنها وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء إليه رجل فقال: أوصني. قال: لا تغضب. فردد مرارًا، قال: لا تغضب. وهي وصية وجيزة جامعة لخصال الخير، أن لا يغضب، (...)
رأيت فيلما عن حياة الملك فيصل رحمه الله، لكنه لم ينل من التسويق ما يليق به، وكل ملوك هذه البلاد سفر مليء بالشهامة والمروءة والفراسة والحكمة والسياسة الملفتة تستحق أن يتعلمها الأجيال، ويتم من خلالها تصحيح بعض المعلومات التاريخية المغلوطة، وترسخ في (...)
تصاحب الصدقة كاميراتٌ تصور وتنشر، في وقت انعكست فيه الآية فصار المتصدق المعطي يتعفف أو يظهر نفسه في حال فاعل الخير الذي لا يريد إلا وجه الله والدار الآخرة، ثم هو ينشر للناس صور الفقير أو المسكين أو المحتاج بطرق شتى، في طلب لإجابة عن سؤال تافه، أو (...)
فكرة تكريم الرواد قديمة جداً قدم البلاد نفسها، فقد كرم فيها أدباء وعلماء ومبرزون في فنون عديدة، وهناك جوائز متنوعة ساهمت في بث روح التنافس في الصناعة والتجارة وحفظ القرآن، والأذان، والأدب، والعلم والطب، وعدد إن شئت حتى تنقطع..
شيء ما يحدث في بلادي، (...)
قال النبي صلى الله عليه وسلم بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها فسقته، فغفر لها به . أخرجه الشيخان. وفي رواية لمسلم: أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له (...)
هؤلاء الثلاثة جمعتهم النزهة، والمصيبة، وأسباب النجاة منها، ففرج الله عنهم حين اجتمعت فيهم خصلة مهمة هي الإخلاص لله، وتقواه، والسعي لنيل مرضاته. ولا أشك أن للرفقة أثرها في توجه الشباب إما همة ونشاطا ونجاحا ونفعا وبرا، وإما إلى ما لا تحمد عقباه من (...)
رسالة الحبيب صلى الله عليه وسلم رسالة الجماعة، رسالة التأليف، والبناء، رسالة إعمار وإعلاء، رسالة تآلف وإخاء، تنشر الأمن، وتعبد الطرق للسالكين، فجاءت مليئة بالتعاليم الربانية، تبني مجتمعا إسلاميا مترابطا، متكاتفا، مثاليا في أخلاقه، متينة جذوره، (...)
لا يفرق كثيرون بين الأمانة والقوة عند متبوعيهم، ما يجعل أتباعهم يقلدونهم فيما يفعلون وفيما يذرون، دون تحقيق أو تمحيص، ودون وزن تلك الأفعال بميزان الشريعة الغراء، فتقودهم العواطف وتتحكم فيهم الأهواء..
القوة والأمانة، خصلتان لا بد من توفرهما في المرء (...)
لو قرأت هذه الكلمات وأنت معطل لأدوات الاستشعار عندك فلن تصل إليك معانيها، فافتح أبواب الخيال لعقلك على مصاريعها، بل لن تحتاج إلى الخيال، فعش الواقع الملموس الذي تراه ماثلاً أمام عينيك، وأنت ترى نفسك وتعلم من أنت، ثم اسأل نفسك سؤالاً: ما ظنك بربك؟ هل (...)
قال ابن رجب: وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل.. ولا فرق بين الطعن في رواة ألفاظ الحديث، ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم، ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة، وتأوّل شيئاً منها على غير تأويله، وتمسك (...)
فمن الخطأ أن تطلب من العباد أن يكونوا سواسية في الخير وطرقه، وليس هذا عدلا، فالناس فيهم القوي، والضعيف، ومنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، وكل منهم من أهل الوراثة للكتاب. وحجر واسعا من قصر الخير والنجاة من النار، والفوز (...)
ستقف معجبا بالنص القاطع في تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، ولحم الخنزير، والربا، والزنا، والفواحش، وأكل مال اليتيم، والظلم، بعمومه، وعقوق الوالدين، وما أشبه ذلك، إذ إنها لا تتغير بزمان ولا بمكان! فالشريعة الغراء جاءت بكل يسر وسهولة، تنظيما (...)
لعل أبرز المتغيرات في المدينة الجميلة المكناة بعروس الشمال ما افتتح في جبلها العتيق (السمراء) الذي كان في زيارتي السابقة أشبه ما يكون بخرابة، فكان التحدي الكبير أن قلبت تلك الخرابة إلى مقهى ومطعم وجلسات تطل على المدينة الساحرة من علو، لا يزيدها إلا (...)
إنّا بفضل الله وإن كنا نقتدي بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أننا لن نشبهه في تواضعه، بل سنقول للناس، خاصة للحاقدين: حاولوا أن تكونوا مثلنا، إن استطعتم، ولا أخالكم تستطيعون، وحتى ذلك الحين (لنا الفخر) وسنبقى بعزة من الله (فوق هام السحب) وأنتم في (...)
بعض من أبناء المسلمين زهدوا في الرجولة وأهلها، وغرتهم الدنيا بزخارفها ونجومها - زعموا - فعرفوا عن أقوام نكرات ما دق وخفي من المعلومات، وغابت عن عقولهم، وتوارت عن ذاكرتهم سيرة النجوم حقاً، من المهاجرين والأنصار والسابقين الأولين..
لنطو صفحات التاريخ، (...)
حين نعيش حياتنا المليئة بالسعادة والفرح والسرور فلا ملامة علينا شرعاً، ولا استدارك عقلاً، لأننا لا نظهر للناس خلاف ما نبطنه، فنحن ولله الحمد نرفل بأمن واستقرار، ورغد من العيش، وحالنا وإن نتعاطف مع كل مصاب فإن ذلك لا يعني أبداً أن نقيم للنياحة (...)
الحقيقة أنه قد تمت أرقمة التاريخ بحياة تكاملية، وأصبح العالم كله يتحدث بلغة أخرى هي لغة الأرقام، وليس هناك ما يمنع من أرقمة التاريخ مع الاحتفاظ برمزيته، وما كان من شعائر الله فلا يستطيع البشر أصلاً إدخال التعديلات الرقمية عليه..
الحديث عن التاريخ لا (...)
من أخطر الكلمات ما قد يفوه بها المرء في الأزمات ووقت الفتن، فإن الكلمة قد تشعل فتيلاً، أو تطفئ حماساً، أو تثبط مريداً للخير، فلعل السكوت في مثل تلك الأوقات خير وأبقى لدين المرء ولدنياه أيضاً.. ولذلك كانت حاجتنا إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (...)
إن في اتباع الشرع في إعلامنا في أسفارنا وإقامتنا سلامةً وسترًا لكثير من المحتويات المنشورة، والتي قد لا يحب صاحبها نشرها ولا بثها ولا تصويرها، ولكن لبعد كثير من أصحاب المحتوى الإعلامي والقنوات والصفحات الخاصة عن تعاليم الإسلام، ثم جهلهم بضوابط (...)
التعاليم النبوية واضحة في تغذية النفس بالعزيمة والإصرار على تحقيق الهدف المصنوع، ولكن كل ذلك منسوب إلى الله، وليس بحولنا وقوتنا نغذي عزائمنا ونحقق أمانينا وأهدافنا..
نسمع عن تغذية العقل الباطن بالمراد وتكراره حتى يصير يقيناً في نفسية صاحبه، فيراه (...)
في عصرنا هذا المشحون بموارد المعلومات في الفضاء والبر والبحر حري بالعاقل فضلًا عن المسلم أن ينتقي المورد قبل إعمال السمع والبصر لتنقية المعلومة، فليس كل مورد معلومة وكل منصة وكل قناة وكل موقع يجب أن تدخله لتعمل فيه نقدك وبصرك، لا، فكثير، بل والأكثر (...)
إن ديننا الذي نؤمن أنه دين ودولة، يوجب علينا السمع والطاعة لولاة أمرنا في غير معصية الله، ومعنى هذا طاعتهم في كل نظام أو أمر لا يخالف شرع الله، مهما كان صغيراً، أو كبيراً. ولا تعتذر بكثرة المخالفين، ولا بمخالفة المسؤول نفسه لو خالف..
في مدينة رسول (...)
من تشريف الله لهذه البلاد المملكة العربية السعودية نسبتها إلى الحرمين فهي بلاد الحرمين الشريفين، ويتفاخر قادتها وشعبها بخدمتهم للحرمين، ولا تذكر على ألسنة المسلمين إلا بالثناء وتمني زيارتها، ويكفي هذه البلاد عزًّا أن يهيئ الله لقياداتها ويسخر لهم (...)