في كل مرحلة من تاريخ الإعلام، هناك أصوات تجرأت على تجاوز المألوف وطرقت أبواب الاكتشاف، وواجهت التحديات في سبيل البحث عن الحقيقة ونشر الوعي رغم كل العوائق بكل مستوياتها.. بعض هذه الأصوات بقي في الذاكرة، وأخرى اختفت أو نسيناها، رغم أنهم جميعًا ساهموا (...)
يرفض نتنياهو الحديث عن "اليوم التالي" في غزة عمدًا، إذ يستبعد الحديث عن دولة فلسطينية، ويجرد السلطة الفلسطينية من أي دور، ويواصل فكرة السيطرة الأمنية المفتوحة لأنه يعلم أن السلام أخطر عليه من الحرب؛ إذ إن انقشاع دخان الحرب سيسمح للداخل الإسرائيلي أن (...)
في التسعينات الميلادية.. كنت قادماً من بيروت الباردة إلى مطار الملك خالد الدولي، أرتدي "جاكيت" من الجلد المبطن بالفرو.. ولم يكن موظف الجمارك بحاجة إلى أن ينهض من كرسيه، أو حتى ليعدل جلسته، إذ اكتفى بتلك النظرة، فاعترفت فوراً بأني أحمل أربعة دواوين (...)
من يتأمل مسار العلاقات السعودية - الأميركية سيدرك أنها لم تكن يومًا بسيطة أو واضحة تسير في خط واحد بلا تعرجات، بل كانت مليئة بالصعود والهبوط، وبالتوافق والخلاف، وبالمواقف المتقاربة حينًا والمتباعدة حينًا آخر.. وهي شأن العلاقات الدولية تُختبر (...)
في التاسع من أبريل 1948 وقعت مذبحة دير ياسين على يد عصابات صهيونية بقيادة مناحيم بيغن، الذي سيصبح لاحقًا رئيسًا لوزراء إسرائيل ويحصل على جائزة نوبل للسلام. لم تكن تلك الجريمة عابرة أو ردّ فعل أو دفاعًا عن النفس، بل كانت جريمة مخططة لإفراغ القرى (...)
لم يعد حلم الطفولة لدى جيل اليوم محصورًا في أن يكون طيّارًا أو طبيبًا أو رائد فضاء، بل بات كثير من الأطفال يحلمون ببراءة بأن يكونوا "يوتيوبرز" أو مدوّنين أو صنّاع محتوى، في انسجام طبيعي مع بيئتهم الرقمية التي وُلدوا وتربّوا فيها، وأصبحوا جزءًا منها (...)
ليس كل ما نشاهده يمرّ بسلام، ولا كل ما نسمعه يعبر بلا أثر؛ فنحنُ كائنات تتأثّر وتتلوّن -دون وعيٍ أحيانًا- بألوان من نُحاورهم، ونُتابعهم، ونُصغي إليهم، وقد تبدأ المتابعة بدافع الفضول، أو للضحك، أو لأن "الجميع يفعل ذلك"، ثم تجد نفسك لاحقًا تبتسم (...)
لا يزال النزيف الفلسطيني مستمرًا، ولا تزال أطراف التفاوض تُمعن في تجويعهم، وقتلهم، ودفنهم تحت الركام الذي بات وجه غزة الوحيد.. وفيما تواصل آلة القتل الإسرائيلية طحن أجساد الأبرياء، تُخاض معركة أخرى صامتة.. طويلة النفس.. وواسعة التأثير: إنها معركة (...)
لا توجد دولة على وجه الأرض تخلو من أقليات؛ فالتعددية جزء أصيل من التكوين البشري، والاختلاف لا يعني الانفصال، بل هو ما يصنع هوية الوطن الجامعة، والشواهد التاريخية تثبت أن الأقليات، مهما بدت صغيرة، لا يمكن تهميشها بسهولة؛ بل إنها كلما شعرت بالخطر، (...)
لطالما كانت المملكة حاضرة في المشهد العربي كداعمٍ أول، تسند المتعثر، وتُرمّم الانهيارات التي تخلّفها السياسات الفاشلة والمغامرات الجنونية.. وقد دفعت المملكة، خلال العقود الماضية، أثمانًا باهظة لدعم الاستقرار، حتى حين كانت بعض الدول تُقابل الدعم (...)
سيرة معالي الدكتور فهاد الحمد ليست مجرّد سرد لإنجازات وتجارب مهنية، بل قصة إنسانية تفيض بالعصامية والطموح؛ فلم يكن يومًا مجرد مسؤولٍ يمارس صلاحياته، بل إنسانٌ نبيلٌ في إنصاته، كريمٌ في تعامله، حاضرٌ بقلبه قبل مسؤوليته، ومبتكرٌ في رسم الحلول وتفجير (...)
مع كل اكتشاف جديد، واختراع جديد، وتقنية جديدة، تنكشف هشاشة بعض القناعات، ويتغيّر ترتيب الأولويات والمهام، بل وحتى بعض مفاهيم التفوّق والريادة.. فما نراه اليوم بديهيًّا وسهلًا، كان بالأمس صعبًا ومعقّدًا ومحلّ رهبة ودهشة ومقاومة شرسة.. فالكثير من (...)
حضرت ذات صباح إذاعة مدرسية، فكان المشهد باهتًا، أصوات خافتة، وارتباك ظاهر، ونصوص لا تشبه قائلها، ولا تلامس جمهورها.. لا حيوية، لا تفاعل، لا لغة جسد.. وتساءلت عن البرامج التي تُعنى بهذه المهارة الجوهرية التي لم تعد ترفًا، بل صارت ضرورة.
فن الخطابة (...)
البحث عن الكمال يشبه مطاردة السراب؛ فلا يوجد عمل كامل، ولا بداية مثالية.. فالكمال لم يكن يومًا شرطًا للانطلاق، ولا شرطًا للنجاح؛ بل إن هاجس الكمال هو أحد أشرس أعداء الإنجاز، وأكثر أسباب الفشل انتشارًا، وإنْ تنكّر بلباس الحذر أو غلّف نفسه بمبررات (...)
في كل موسم حج، تعود الأسطوانة المشروخة ذاتها: "دعوا الناس يحجّوا دون قيود!" في دعوة صريحة للفوضى في إدارة أعظم شعيرة دينية.. هؤلاء لا يعارضون "التصريح"، بل يعارضون التنظيم، إذ يرون في كل نظام خصمًا يهدد ما اعتادوه من فوضى، وهذه الفئة، لا في الحج ولا (...)
شئنا أم أبينا، تسيطر وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهيرها اليوم على معظم جوانب حياتنا؛ إنهم معك، ومع أولادك، وحديث جيرانك، وربما في صميم تخصصك وعملك؛ ليس بفضل مواهبهم أو إنجازاتهم، بل ربما بفضل قدرتهم على صياغة قصص مثيرة، حتى لو كانت بعض تلك القصص (...)
في المجالس، في بيئة العمل، وحتى بين الأقارب، دائمًا ما نصادف ذلك الشخص الذي تُوجَّه له الانتقادات، وتُملى عليه النصائح، ويُمارَس عليه التوجيه والاستعلاء، وكأن حياته مشاعة للجميع؛ ولا تكتمل إلا بموافقتهم وآرائهم؛ دون أي اعتراض منه، بل على العكس فهو (...)
لأكثر من عقدين، أنفقنا المليارات على حملات تحسين السمعة في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة، في محاولة لصدّ الهجمات الإعلامية المتكررة، ومواجهة الصورة النمطية التي تشكّلت ثم تغوّلت بعد أحداث 11 سبتمبر، وفيما كانت المملكة تبذل جهودًا مضنية لتصحيح (...)
في زمنٍ تتكئ فيه بعض الأمم على ماضيها وتتردد كثيرًا أمام استحقاقات التغيير، ظهر سمو الأمير محمد بن سلمان كاستثناء لا يُشبه سواه، قائدًا شابًا تجاوز حدود التكليف ليصير مشروعًا حيًّا للإلهام، لا في وطنه فحسب، بل في محيطه الإقليمي والعالمي... لم يكن (...)
بينما تتجه أنظار العالم نحو الرياض، حيث تحطّ الوفود السياسية، وتُطرح مبادرات الأمن والاقتصاد، وتُصاغ الاتفاقات الكبرى، يشعر كل سعودي أن وطنه لم يعد مجرد حضور جغرافي، بل محور تأثير، ومركز قرار، وصوت رشيد وسط عالم مضطرب.
من أول زيارة خارجية لرئيس (...)
قبل أن يدخل الهاتف الذكي حياتنا وربما أبعد، كنا نضطر لحفظ عشرات أرقام الهواتف.. كان ذلك سباقًا في مجال التباهي بالذاكرة القوية وربما مقياسًا للمحبة ومكانة الشخص لديك؛ أما اليوم، فإن مجرد محاولة حفظ رقم هاتف تبدو وكأنها مضيعة للوقت ومجهود لا مبرر له، (...)
البيوت ليست جدرانًا وأسقفًا وأثاثًا، بل أرواحٌ تتعانق خلف الأبواب، وأيادٍ تتشابك رغم تقلبات الأيام؛ لكن يظل «صبرُ الأم» هو الركيزة الأهم في كل بيت، والثابت الذي لا يتغير، والقصة التي لا تروى، والتضحية التي لا تحكى ضمن بطولات العائلة.
تتأمل قصص (...)
يُروى عن الممثل الأميركي كيفن سبيسي قوله: "إذا أردت أن يعمل أحدهم لصالحك دون أن يشعر، فلا تطلب مساعدته، بل اطلب نصيحته"؛ من منطلق أن الناس -بطبيعتهم- يحبون أن يظهروا حكمتهم، ويتباهون بتجاربهم، فيمنحونك خططًا جاهزة وهم يظنون أنهم فقط يُدلون برأي (...)
لم تعد السياحة مجرد رحلة عابرة للترفيه أو الاستكشاف، بل أصبحت تجربة متكاملة تُرسم في الذاكرة قبل أن تتم؛ حيث لا يذهب الناس إلى الأماكن السياحية عشوائيًا، بل لأنهم رأوا صورًا ألهمتهم، أو سمعوا قصصًا جعلتهم يتوقون إلى أن يكونوا جزءًا منها، فالسائح حين (...)
قرأت ليحيى بن أكثم (ت 280ه) قوله: "ليس يستقيم كتمان شيء إلا بإذاعة غيره، وإلا وقع الناس عليه"، وهي عبارة تختصر ببراعة أحد أكثر ممارسات توجيه الرأي العام دقة واحترافاً، وهو ما نُطلق عليه اليوم "فن التشتيت الإعلامي"، حيث لا يمكن إخفاء حدث أو قضية بشكل (...)