حضرت ذات صباح إذاعة مدرسية، فكان المشهد باهتًا، أصوات خافتة، وارتباك ظاهر، ونصوص لا تشبه قائلها، ولا تلامس جمهورها.. لا حيوية، لا تفاعل، لا لغة جسد.. وتساءلت عن البرامج التي تُعنى بهذه المهارة الجوهرية التي لم تعد ترفًا، بل صارت ضرورة.
فن الخطابة (...)
البحث عن الكمال يشبه مطاردة السراب؛ فلا يوجد عمل كامل، ولا بداية مثالية.. فالكمال لم يكن يومًا شرطًا للانطلاق، ولا شرطًا للنجاح؛ بل إن هاجس الكمال هو أحد أشرس أعداء الإنجاز، وأكثر أسباب الفشل انتشارًا، وإنْ تنكّر بلباس الحذر أو غلّف نفسه بمبررات (...)
في كل موسم حج، تعود الأسطوانة المشروخة ذاتها: "دعوا الناس يحجّوا دون قيود!" في دعوة صريحة للفوضى في إدارة أعظم شعيرة دينية.. هؤلاء لا يعارضون "التصريح"، بل يعارضون التنظيم، إذ يرون في كل نظام خصمًا يهدد ما اعتادوه من فوضى، وهذه الفئة، لا في الحج ولا (...)
شئنا أم أبينا، تسيطر وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهيرها اليوم على معظم جوانب حياتنا؛ إنهم معك، ومع أولادك، وحديث جيرانك، وربما في صميم تخصصك وعملك؛ ليس بفضل مواهبهم أو إنجازاتهم، بل ربما بفضل قدرتهم على صياغة قصص مثيرة، حتى لو كانت بعض تلك القصص (...)
في المجالس، في بيئة العمل، وحتى بين الأقارب، دائمًا ما نصادف ذلك الشخص الذي تُوجَّه له الانتقادات، وتُملى عليه النصائح، ويُمارَس عليه التوجيه والاستعلاء، وكأن حياته مشاعة للجميع؛ ولا تكتمل إلا بموافقتهم وآرائهم؛ دون أي اعتراض منه، بل على العكس فهو (...)
لأكثر من عقدين، أنفقنا المليارات على حملات تحسين السمعة في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة، في محاولة لصدّ الهجمات الإعلامية المتكررة، ومواجهة الصورة النمطية التي تشكّلت ثم تغوّلت بعد أحداث 11 سبتمبر، وفيما كانت المملكة تبذل جهودًا مضنية لتصحيح (...)
في زمنٍ تتكئ فيه بعض الأمم على ماضيها وتتردد كثيرًا أمام استحقاقات التغيير، ظهر سمو الأمير محمد بن سلمان كاستثناء لا يُشبه سواه، قائدًا شابًا تجاوز حدود التكليف ليصير مشروعًا حيًّا للإلهام، لا في وطنه فحسب، بل في محيطه الإقليمي والعالمي... لم يكن (...)
بينما تتجه أنظار العالم نحو الرياض، حيث تحطّ الوفود السياسية، وتُطرح مبادرات الأمن والاقتصاد، وتُصاغ الاتفاقات الكبرى، يشعر كل سعودي أن وطنه لم يعد مجرد حضور جغرافي، بل محور تأثير، ومركز قرار، وصوت رشيد وسط عالم مضطرب.
من أول زيارة خارجية لرئيس (...)
قبل أن يدخل الهاتف الذكي حياتنا وربما أبعد، كنا نضطر لحفظ عشرات أرقام الهواتف.. كان ذلك سباقًا في مجال التباهي بالذاكرة القوية وربما مقياسًا للمحبة ومكانة الشخص لديك؛ أما اليوم، فإن مجرد محاولة حفظ رقم هاتف تبدو وكأنها مضيعة للوقت ومجهود لا مبرر له، (...)
البيوت ليست جدرانًا وأسقفًا وأثاثًا، بل أرواحٌ تتعانق خلف الأبواب، وأيادٍ تتشابك رغم تقلبات الأيام؛ لكن يظل «صبرُ الأم» هو الركيزة الأهم في كل بيت، والثابت الذي لا يتغير، والقصة التي لا تروى، والتضحية التي لا تحكى ضمن بطولات العائلة.
تتأمل قصص (...)
يُروى عن الممثل الأميركي كيفن سبيسي قوله: "إذا أردت أن يعمل أحدهم لصالحك دون أن يشعر، فلا تطلب مساعدته، بل اطلب نصيحته"؛ من منطلق أن الناس -بطبيعتهم- يحبون أن يظهروا حكمتهم، ويتباهون بتجاربهم، فيمنحونك خططًا جاهزة وهم يظنون أنهم فقط يُدلون برأي (...)
لم تعد السياحة مجرد رحلة عابرة للترفيه أو الاستكشاف، بل أصبحت تجربة متكاملة تُرسم في الذاكرة قبل أن تتم؛ حيث لا يذهب الناس إلى الأماكن السياحية عشوائيًا، بل لأنهم رأوا صورًا ألهمتهم، أو سمعوا قصصًا جعلتهم يتوقون إلى أن يكونوا جزءًا منها، فالسائح حين (...)
قرأت ليحيى بن أكثم (ت 280ه) قوله: "ليس يستقيم كتمان شيء إلا بإذاعة غيره، وإلا وقع الناس عليه"، وهي عبارة تختصر ببراعة أحد أكثر ممارسات توجيه الرأي العام دقة واحترافاً، وهو ما نُطلق عليه اليوم "فن التشتيت الإعلامي"، حيث لا يمكن إخفاء حدث أو قضية بشكل (...)
كل عام وأنتم بخير.. جاء العيد، وحلّ «بعد العيد» الذي كنا نؤجّل إليه كل شيء!
كل وعد مؤجَّل، وكل مشروع مؤجّل، وكل تغيير مؤجّل، ينتظر الآن دوره في طابور طويل اتفقنا أنه «بعد العيد»... ونحن نعلم يقينًا أنه ليس إلا مهربًا آخر نلجأ إليه كلما ضاق بنا الوقت (...)
الأسبوع الماضي، قال معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري إن "مشاريع الرؤية هي أهم أذرعتنا الإعلامية"، ولم يكن ذلك إلا تلخيصًا دقيقًا لجوهر الإعلام ووقوده الحقيقي الذي يجعله مؤثرًا وفاعلًا.. فالإعلام، مهما كانت أدواته وقدراته، لا يمكن أن يعمل في (...)
لا شك أن تحديد بداية الدوام في رمضان عند العاشرة صباحًا يحتاج إلى إعادة نظر، خاصة مع ظاهرة الغياب وتراجع مستوى الأداء والإنتاجية في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة، حتى أصبح الغياب والتأخير القاعدة في هذا الشهر الفضيل، لا الاستثناء الذي يمكن التغاضي (...)
اجتمع شرف المكان والزمان في المؤتمر الدولي: "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في هذا الشهر الفضيل جوار البيت الحرام، وزاد هذا الشرف شرف الغاية النبيلة والسامية التي جاءت في كلمة معالي أمين عام الرابطة، الشيخ محمد (...)
في زمن إدمان التواصل، باتت المنصات ساحةً لإظهار التدين وإعلانه على حساب أن يكون سلوكًا خالصًا لوجه الله، كما باتت مسرحًا لاستعراض الكرم بدلًا من مواراته وحفظه كقيمة متجذرة في النفوس، وهنا تكمن "المراءاة"، ذلك التهديد الخفي الذي ينخر في الأعمال (...)
طبيعة الحياة تقوم على التواصل والعلاقات، بعضها يضيء لنا الطريق ويكون السند والرفيق، وبعضها الآخر يثقل أرواحنا ويبعث الكآبة في أعماق قلوبنا.. شغله الشاغل إطفاء كل بارقة أمل، وزرع الظنون الشريرة والتوقعات السوداوية والسيناريوهات المخيفة.. يتخفى خلف (...)
الأسبوع الماضي أكد وزير الاقتصاد والتخطيط، فيصل الإبراهيم، أن التحول نحو القطاعات الاقتصادية "الأكثر تعقيدًا" بات أولوية ملحّة، مشيرًا إلى أن التوجه نحو المنتجات التي تعتمد على المعرفة والمهارة هو أساس النمو الاقتصادي؛ وهو ما يعكس واقع التحول (...)
لطالما روّجت الدعاية الإسرائيلية لمفهوم السلام، لكنها في الواقع تحاول عبثًا تجميل سياسات إرهابية ممنهجة لا تعترف بهذا المصطلح المناقض لعقيدتها المحتلة والمسكونة برعب الزوال، والبحر الذي يريد أن يلتهمها.
هذه السياسات يقودها بنيامين نتنياهو، الذي (...)
لم تعد المعجزة اليوم في كسر قوانين الطبيعة أو التحليق في السماء أو المشي على الماء، بل في أن تحافظ على إنسانيتك وسط هذا الكم الهائل من إغراءات الزيف والخداع التي تحاصرنا من كل حدب وصوب.. فأعظم تحدٍّ اليوم هو أن تبقى إنسانًا، لا يلومك أحد على تمسكك (...)
يبدو أن الطلاب قد فرضوا علينا أمرًا واقعًا، حيث لم يعودوا يعترفون فعليًا بدوام يوم الخميس، مما يستوجب دراسة الظاهرة وجدوى استمرار الأسبوع الدراسي بخمسة أيام، وإمكانية تقليص الأيام الدراسية إلى أربعة أيام!
هذه فكرة للنقاش، لا سيما في ظل طول العام (...)
صعود رجل أعمال إلى أعلى منصب سياسي في العالم يمثل ظاهرة لافتة، زاد أن تحالف ترمب مع رجل الأعمال الآخر إيلون ماسك ليشكّل نموذجاً جديداً يعكس تغيراً في معايير القيادة والاختيار، وأن الأيديولوجيات أو الخلفيات السياسية التقليدية لم تعد المحرك الأساسي، (...)
تعرف أنها ستأتي... تلك اللحظة التي يغادر فيها صغارك؟
تلك اللحظة التي تراهم فيها خارج قرارك؟
تلك اللحظة التي يخبرونك فيها بمغامراتهم بعد تمامها؟
تلك اللحظة التي يرون فيها أن من البر ألا تعلم؟
تتذكر تلك اللحظة التي كنت فيها لهم كل شيء... وكانوا كل (...)