في زمنٍ تتكئ فيه بعض الأمم على ماضيها وتتردد كثيرًا أمام استحقاقات التغيير، ظهر سمو الأمير محمد بن سلمان كاستثناء لا يُشبه سواه، قائدًا شابًا تجاوز حدود التكليف ليصير مشروعًا حيًّا للإلهام، لا في وطنه فحسب، بل في محيطه الإقليمي والعالمي... لم يكن حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عنه مجاملة دبلوماسية عابرة، حين قال: "أنا معجب جدًا بالأمير محمد بن سلمان، وهو يقوم بعمل رائع"... بل كان تلخيصًا لرؤية العالم تجاه قائد لا يعرف النوم منذ أن قرر أن يكون لوطنه مستقبل مختلف، ومنذ أن قرر أن السعودية الجديدة هي قضيته. في منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي، لم تكن الأرقام وحدها هي ما شدّت انتباه العالم، بل كان الحضور الطاغي لسمو ولي العهد، بثقته، ووضوحه، وطموحه الذي لم يعد يُقاس بمؤشرات الاقتصاد أو ارتفاع ناطحات السحاب، بل بقدرته على إعادة تعريف هوية السعودية أمام العالم وتفجير طاقاتها الشابة، وقد قالها ترامب بوضوح: "ما رأيته من بنية معمارية في السعودية لم أشاهده من قبل في أي مكان في العالم". هذا الإعجاب لم يأتِ من فراغ؛ ففي أقل من عشر سنوات، استطاع الأمير الملهم أن يُعيد هيكلة الاقتصاد، ويُطلق رؤية طموحة، ويقود إصلاحات غير مسبوقة، ويجعل من الرياض عاصمة للتقنية، ومن السعودية وجهة عالمية للاستثمار والسياحة والطاقة والمستقبل. وما يميّز هذا القائد الملهم ليس فقط صفقاته الاقتصادية أو إصلاحاته الجريئة، بل نظرته الإنسانية العابرة للحدود؛ ففي المنتدى ذاته، أعلن الرئيس ترامب – بعد مشاورات مع ولي العهد – عن رفع العقوبات عن سوريا، مانحًا إياها "فرصة جديدة"؛ ولم تكن تلك الرسالة موجهة لدمشق وحدها، بل كانت إشارة ذكية للعالم، بأن السعودية الجديدة لا تبني أمنها على أنقاض الآخرين، بل تُحاول أن ترسم مسارات للسلام حيث أخفقت القوى الكبرى في رسمها. سمو ولي العهد لا يُشبه القادة التقليديين الذين يُجيدون إدارة المراحل، بل يُشبه أولئك الذين يصنعون مراحل جديدة... يُشبه اللحظة التاريخية التي يتوقف عندها الزمن ليُسجّل، لا فقط الإنجاز، بل الموقف... رجلٌ لا يعيش بين الملفات، بل في قلب الأحداث، لا يتحدث عن الحاضر فحسب، بل يُعيد هندسة المستقبل... ولأن القادة يُقاسون غالبًا بما يزرعونه لا بما يقولونه، فإن سمو ولي العهد قد زرع في قلب كل سعودي مشروعًا للثقة، وفي عقل كل مستثمر خارجي بوابة للأمل، وفي خارطة السياسة الإقليمية مركز ثقل جديدًا يُعيد صياغة المواقف والتحالفات.