على نحو عام، يعد الامتنان من متطلبات الإنجاز؛ فالتركيز على ما نملكه بدلاً من التفكير في الأمور التي نحن بحاجة إليها، يحصن العقل من تلك الرغبات المزمنة التي تجعلنا نشعر بالفراغ. ووفقا لتقرير مجلة "فوربس" لهذا الشهر، تقترح إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة (العلوم النفسية- Psychological Science) بأن صفة الامتنان تساعدنا في مثل هذه الحالة، لكونها تحسن قدرتنا على صناعة القرار، عن طريق تعزيز ودعم صفة الصبر لدينا. وقد اختبر الباحثون هذه النظرية، بإخضاع المشاركين في الدراسة لاختبار التحكم بالنفس فيما يتعلق بالأمور المالية، بعد تكييفهم في وقت مسبق، للشعور بواحدة من الأحاسيس ال3 التالية: الامتنان، أو السعادة، أو الحيادية. وذلك من خلال جعل كل واحد منهم، يكتب تجربته الخاصة مع هذه المشاعر. وكان الاختبار المالي أساسياً؛ إذ تم تخيير المشاركين، في حال أدوا عملاً ما، بين تلقي 54 دولار بمجرد الانتهاء من إنجازه، أو 80 دولار بعد 3 أيام. وكانت ردة الفعل النمطية لهذه الاختبارات، تظهر أن معظم الأشخاص كانوا يميلون إلى الحصول على مبالغ قليلة مقدماً، بدلاً من الانتظار للحصول على المزيد. كما كانت ردة فعل معظم المشاركين الذين تكيفوا مسبقاً للشعور بالسعادة أو عدم الشعور بشيء، متوقعة؛ فقد رغبوا بالحصول على النقود في الحال. أما المشاركون الذين تكيفوا للشعور بالامتنان، فقد كانوا أكثر قدرة على ضبط النفس، وفضلوا الانتظار لفترة أطول مقابل الحصول على مبلغ أكبر من المال. ويقول يي لي، مشارك في الدراسة، وأستاذ مساعد في كلية ريفرسايد للعلوم الإدارية في جامعة كاليفورنيا: "إن تحفيز هذه العاطفة لتعزيز التحكم بالنفس، والوصول من خلالها إلى طريقة أفضل للتقليل من العجلة، والتمرن على تعزيز صفة الامتنان، يتيح فرصاً عديدة للحد من بعض الأمراض الاجتماعية مثل: الاندفاع المفرط نحو الشراء والاستهلاك، والسمنة المفرطة، والتدخين." وترى المدربة التنفيذية جوليان وايس، أن هذه الدراسة تدعم ما تجده حقيقياً من خلال تجاربها. وتضيف: "لاحظت خلال ممارستي للتدريب أنه بمجرد تركيز المرء على الأمور المفيدة في الحياة، بدلاً من التفكير بما ينقصه فقط، سيحسن من مهارات صنع القرار لديه على نحو ملموس." كما يمكننا أن نكيف أنفسنا لتنمية هذه المهارة، مثل المشاركين في الدراسة تماماً، لنتمكن من تعديل منظورنا. وتقول وايس: "تصفية القرارات من خلال منظور يركز على الامتنان، ليس مهماً لصنع قرارات أفضل تتعلق بالوظيفة وحسب، بل في نواحٍ عدة من حياتنا أيضاً. فالناس يتمتعون بالصبر بشكل أكبر، وتقل فرصة اندفاعهم لقبول عرض العمل الأول، أو الجري وراء الإغراءات، عندما يعتمد منظورهم على الامتنان.