يتوقع مختصّون في الإعلام نهاية وموت الصحف الورقية في المستقبل، وعزّز هذا التوقع فوز الصحيفة الإلكترونية هفنجتون بوست بجائزة بوليتزر للصحافة لعام 2012 بعد أن تخطّت صحفاً عريقة لتنال الجائزة الأهم في الإعلام الأمريكي. الوضع لدينا مختلف؛ فالصحف الإلكترونية ولدت خديجة، وبعضها تتغذّى في معظم أخبارها على أخبار الصحف الورقية؛ وهي حتى في النقل غير أمينة لإهمالها ذكر اسم المحرر الذي اجتهد وانفرد بالخبر في الصحيفة المنقول عنها. ليس هذا العيب الوحيد من عيوبها فغياب الطاقم التحريري من مراجعين تحريريين ولغويين أدى إلى تكاثر الأخطاء فيها. قد يُعذر القائمون على هذه الصحف بسبب نقص التمويل ما أدى إلى اعتمادها على جهودٍ فرديّة لأصحابها، وصعوبة تحوّلها إلى مؤسسات متكاملة بأجهزة إدارية وتحريريّة تتوفر لها رواتب شهرية ومكافآت ثابتة. قليلٌ من التمويل وكثيرٌ من المهنيّة والجرأة في الطرح سيحوّل الصحف الإلكترونية إلى منافس شرس للصحف الورقية، عندما توهّجت صحيفة الوفاق الإلكترونية عام 2005 أصبحت هاجس رؤساء تحرير الصحف، وبعد زمنٍ من توقّفها أو إيقافها انطلقت صحف عديدة منها شاملة ورياضية ومناطقية تتفاوت في الجودة والمهنية. موت الصحف الإلكترونية سيسبق موت الصحف الورقية إن لم تتطوّر في ظل دخول الإعلام القديم العالم الجديد بعد تطوير مواقعه الشبكيّة لنشر الأخبار الطارئة واستقطاب شباب الإعلام الجديد، وأيضاً تسريب الصحفيين ومصادرهم للأخبار العاجلة في حساباتهم في تويتر قبل الصحف. البقاء في المستقبل القريب سيصبح فقط للأسرع والأصدق والأجرأ.