تدشين المرحلة الجديدة من مشروع النقل العام بالحافلات بمحافظة جدة    اليوم الثالث من المؤتمر العائم للامتياز التجاري… ورش عمل معمقة واستمرار تفاعل الزوار في المعرض التعريفي    وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالبيان الصادر من سلطنة عُمان بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن بهدف حماية الملاحة والتجارة الدولية    تعرف على تشكيل النصر المتوقع لمواجهة الاتحاد    نائب وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نائب وزير الخارجية الأمريكي    ضبط مقيم "إندونيسي" نشر إعلانات حج وهمية    100 ألف ريال غرامة نقل الزوار لمكة دون تصريح    إبداعات السينما السعودية ترسو في المكسيك    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم الملتصق الصومالي "رحمة ورملا" إلى الرياض    الحوثيون استسلموا    أميركا ضحية حروبها التجارية    الاقتصاد السعودي وتعزيز الثبات    "العميد" يجحفل النصر بهدف عوار    ليس حُلْمَاً.. بل واقعٌ يتحقَّق    الريادة الخضراء    ألم الفقد    استخدام الأطفال المصاعد بمفردهم.. خطر    بين السلاح والضمير السعودي    وأخرى توثّق تاريخ الطب الشعبي في القصيم    مذكرة تفاهم لتفعيل قطاع التأمين الثقافي    "التراث" تشارك في "أسبوع الحرف بلندن 2025"    الرُّؤى والمتشهُّون    انخفاض معدل المواليد في اليابان    الرياض تتنفس صحة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى الأحد المقبل    نجاح فصل التوءم المصري.. والتوءم الصومالي يصل الرياض    نائب أمير الرياض يطّلع على أنشطة «بصمة تفاؤل»    أحمد الديين الشيوعي الأخير    الأميرة دعاء نموذج لتفعيل اليوم العالمي للأسرة    الجوازات تسخّر إمكاناتها لضيوف الرحمن في بنغلاديش    الخط السعودي في مدرجات الذهب.. حين يتجلّى الحرف هويةً ويهتف دعمًا    همسة إلى لجنة الاستقطاب    إمارة الشرقية تنفّذ سلسلة ورش عمل لقياداتها    تطوير قطاع الرعاية الجلدية وتوفير أنظمة دعم للمرضى    أسبوع القلعة مطرز بالذهب    تصعيد عسكري خطير بين الهند وباكستان بعد ضربات جوية متبادلة    تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة في روسيا    حصيلة قتلى غزة في ارتفاع وسط أولوية الاحتلال للرهائن    الهلال الأحمر بنجران يكشف إحصائيات شهر ابريل 2025    الموافقة على استحداث عدد من البرامج الاكاديمية الجديدة بالجامعة    الشيخ بندر المطيري يشكر القيادة بمناسبة ترقيته للمرتبة الخامسة عشرة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة الدائمة للحج والعمرة    الخريف يجتمع بقادة شركة إيرباص    جراحة معقدة في "مستشفيات المانع" بالخبر تنقذ يد طفل من عجز دائم    أمير الجوف يواصل زياراته لمراكز محافظة صوير ويزور مركزي طلعة عمار وزلوم ويلتقي الأهالي    "زين السعودية" تحقق نمو في صافي أرباحها بنسبة 39.5% للربع الأول من العام 2025م    مؤتمر للأبحاث الصيدلانية والابتكار    الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    المرأة السعودية تشارك في خدمة المستفيدين من مبادرة طريق مكة    "صحي مكة" يقيم معرضاً توعويًا لخدمة الحجاج والمعتمرين    في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. سان جيرمان يأمل بضم آرسنال لضحاياه الإنجليز    هل الموسيقى رؤية بالقلب وسماع بالعين ؟    أزمة منتصف العمر    مسيرات "الدعم السريع" تصل بورتسودان وكسلا.. حرب السودان.. تطورات متلاحقة وتصعيد مقلق    ولي العهد موجهًا "الجهات المعنية" خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء: العمل بأعلى درجات الكفاءة والتميز لخدمة ضيوف الرحمن    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أولاد «محمد مرسي» وراء جريمة سيناء!
نشر في أنباؤكم يوم 10 - 08 - 2012

لن أمل من القول إن تحالف الشياطين الممثل في أنظمة الخارج وأركان ما يسمى ب «الدولة العميقة» في مصر، لن يستسلم بسهولة إزاء تولي رئيس مدني سدة حكم أكبر دولة في الشرق الأوسط، وبدء «قلب» المنطقة السير في طريق الديمقراطية.
القلب يؤثر حتماً على الأطراف، وبالتالي فالمطلوب وقف «الدماء» عن القلب لمنع ضخها إلى باقي الجسد. الخطر يزداد عند التحالف أن يكون هذا الرئيس ينتمي ل «الإخوان المسلمين». الجماعة التي تمتد أذرعها وفروعها إلى 95 دولة في المعمورة.
هل تريد معرفة الجاني في الجريمة الوحشية في «رفح» آخر حدود مصر الشرقية. الإجابة: أنظر إلى إسرائيل وتجربة تركيا ورجال و «عسس» الدولة العميقة بمصر.
مؤكد أنك ستسألني: ما الذي يجمع الشامي على المغربي، و «نتنياهو» على «أردوغان»، وجهات الخارج على «فلول» الداخل.
سأجيبك دون حاجة لتكرار أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة. لكن أقطع ذراعي إذا لم يكن لإسرائيل يد في الجريمة. يقولون إذا أردت معرفة الجاني، عليك بالبحث عن المستفيد. ومن صاحب مصلحة هنا سوى اثنين قد يكون لا ثالث لهما: «الكيان الصهيوني» و «كيان الدولة العميقة» في مصر.
كلامي لا يعني أن هناك تنسيقاً بين الجانبين في الجريمة، لكنه احتمال غير مستبعد. «لقاء المصالح» قد يجمع الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن تلاقيا. وهذان الطرفان ليسا شتيتين على كل حال. فكثيراً ما تحالفا لحصد المكاسب على حساب المصريين والفلسطينيين. ما حدث على وجه اليقين أن هناك طرفاً خطط للجريمة بعناية وطرفاً قصّر وتخاذل و «صهين». ليس مهماً هنا جنسية المنفذ ومن أين جاء. المهم من حرّض. ومن جعل الأرض مهيأة لحمام الدم.
ليس جديداً الإشارة إلى أن إسرائيل كانت الأكثر حزناً على خلع «كنزها الإستراتيجي» من حكم مصر. أما وقد أتى رئيس فكّ الحصار عن غزة -التي شارك «مبارك» في خنقها وتآمر مع أحبابه في «جيش الدفاع» الإسرائيلي على أهلها- فإن الرئيس الجديد هنا تخطى الخط الأحمر. المطلوب استمرار حصار القطاع المقاوم وأن تقف «القاهرة» بعد الثورة على الأقل محايدة بين القاتل والضحية.
يبدو أن «نتيناهو» يعلم رد الفعل المتوقع ممن يؤيدونه سواء بقصد أو بجهل بين المصريين المتضررين من خلع «مبارك» ويعدون بأفكارهم وفسادهم امتداداً ل «الدولة العميقة». بمجرد الإعلان عن الجريمة الخسيسة حتى خرج هؤلاء خاصة في الإعلام بحملة هجوم جديدة ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي. حملوه مسؤولية ما حدث.
تسألهم إزاي؟ يجيبون: «طبعاً لأنه فتح المعابر للفلسطينيين الخونة اللي لا دين ولا ملة.. وكمان لأنه أفرج عن المعتقلين الإسلاميين الإرهابيين». كلامهم متوقع رغم افتقاده لأي منطق، ولا يصدر إلا عن عقول فارغة. هم نتاج عصر مبارك الذي جرّف الشخصية المصرية طوال 3 عقود.. مريدون لنائبه «عمر سليمان» الذي كان يقول إنه على حدود مصر 500 ألف إرهابي هم رجال غزة و «حماس». معجبون بوزير خارجيته «أحمد أبوالغيط» القط الأليف أمام تجاوزات الإسرائيليين بحق أبناء شعبه، والأسد الجسور أمام أهلنا في غزة الذي هددهم علناً: «اللي هيعدي الحدود هنكسر رجله».
تحاول أن توضح لهم الصورة: دعم الفلسطينيين المحاصرين قبل أن يكون واجباً قومياً، فإنه واجب ديني وإنساني تجاه بشر تمنع عنهم إسرائيل مقومات الحياة.. ثم إن فتح المعابر ليس قراراً فردياً من الرئيس، بل لا بد أن يكون استشار أجهزة المخابرات والأمن القومي.. وبخصوص الإفراج عن معتقلين إسلاميين فالجميع يعلم أن جهاز أمن الدولة في عهد المخلوع كان يلفق لهم القضايا، ثم هل يعقل أن يخرج هؤلاء من السجن قبل أيام قلائل ويتنسمون لأول مرة نسيم الحرية بعد عقود من المطاردة والهجرة هائمين على وجوههم في بلاد بعيدة ثم اعتقالهم وصدور أحكام عليهم بالإعدام والمؤبد.. هل يعقل أن يخرج هؤلاء وقد أصبحوا كهولاً وشيوخاً وبعضهم تخطى السبعين ليخططوا فوراً لجريمة سيناء».
لكن لا أحد يسمع أو يحاول أن يفهم، أو يخرج نفسه من الدائرة «الا إنسانية» التي وضعهم فيها «المخلوع» وجعلتهم يدينون الضحية ويتعاطفون مع القاتل. ولأن أصحاب العجول -وليس العقول- في راحة، فقد وصلت زميلة صحافية ضمن هذا الفريق إلى درجة غير مسبوقة من الانحطاط العقلي والأخلاقي والإنساني، وتكتب على «فيس بوك» : «يا رب أشوف أولاد مرسي سايحين في دمهم زي اللي ماتوا في رفح». تسألها ما ذنب الرئيس وأولاده في تقصير أجهزة أمنية ومخابراتية تدين بالولاء ل «الدولة العميقة» وتعادي الثورة ومحمد مرسي، فترد عليك: «أكيد بتدافع عنه عشان وعدك بوظيفة أو منصب». هذا تفكيرهم.. أي موقف يستند على العقل والأخلاق لا بد أن يكون بمقابل. هكذا رباهم نظام «مبارك».
مؤكد أن هناك من سيسأل بعد هذا: هل يعقل أن تشارك أو تتواطأ أجهزة «الدولة المصرية العميقة» في قتل جنود مصريين أبرياء.. ثم ما دخل تركيا في موضوع كهذا كما ذكرت في مقدمة المقال؟
بخصوص الشق الأول فإن الشواهد تقول إنه يمكن جداً أن يتعمد أو «يغض النظر» المسؤولون المستفيدون من نظام مبارك، والمعارضون للثورة التي خلعته وأتت ب «مرسي» مكانه، عن جريمة خسيسة كهذه.. وإلا من الذي يدفع ثمن الفوضى الأمنية ونشر البلطجية وتقاعس الشرطة عن العمل سوى مصريين غلابة؟!
أما عن تركيا فمن يقرأ عما فعله أركان «الدولة العميقة» هناك من إثارة النعرات العرقية التي أودت بحياة مئات الألوف، وعمليات الاغتيالات، ومنهجة تعذيب المعتقلين، وضرب الأطياف السياسية ببعضها، واستخدام الحركات الدينية في مواجهة التيارات السياسية، سيدرك أن ما يدور بمصر لا يختلف كثيراً عما حدث في بلاد الأناضول، وسيلمح أن «مرسي» يحاول أن يجرب أسلوب «أردوغان» في احتواء «الدولة العميقة»، وهو ما وضح مؤخراً في اختيار شخصيات تنتمي لأركان هذه الدولة في الحكومة الجديدة. فالرجل لو دخل في مواجهة مباشرة معهم فالخاسر ستكون التجربة الديمقراطية الوليدة وقبلها مصر. إن أسهل ما يمكن أن يفعله العسكر هو القيام بانقلاب مثلما حدث في تركيا أعوام 1960 و1971 و1980 و1997 فضلاً عن الصيغة الانقلابية المعدلة التي اتخذت شكلاً قانونياً دستورياً عام 2007 (قارن هذه الصيغة بالإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره عسكر مصر لينتزعوا لأنفسهم صلاحيات تجعلهم فوق رئيس الدولة).
من أول يوم وصل فيه «مرسي» إلى القصر الرئاسي حاصروه باعتصامات ومظاهرات فئوية، وزيادة أزمات المرور، وتعطيل خطوط السكة الحديد، ودفع البلطجية للهجوم على المستشفيات، وبالتالي إضراب الأطباء عن العمل، ثم قطع التيار الكهربائي، وإخراج المارد الطائفي، وأخيراً فتح جبهة جديدة أمامه بالجريمة الأخيرة في سيناء.
رغم كل هذا لا مفر من التفاؤل. التاريخ لا يعود أبداً للخلف، والدولة المدنية الديمقراطية ستنتصر حتماً على الدولة البوليسية البيروقراطية. ولكم في «التجربة التركية» عبرة يا أولي الألباب
*نقلاً عن صحيفة "العرب" القطرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.