مؤامرة الاغتيال التي تم الكشف عنها واستهدفت السفير عادل الجبير في واشنطن، والمتهم فيها إيرانيون يرتبطون بشكل ما بالنظام في طهران، ستكون لها انعكاسات سلبية على العلاقات الإيرانية السعودية بصورة خاصة والعربية بصورة عامة، ناهيك عن التداعيات الخطيرة لهذه العملية على المستوى الإسلامي العام. فالمملكة التي فتحت أبوابها وفتحت عقلها لحوار الحضارات وحوار الأديان، تدرك تماماً أن هذا المخطط هدفه إقفال أبواب الحوار، بالدرجة الأولى، واستتباع ذلك بإيجاد مشكلات ثانوية بين أبناء الدين الواحد، بعد أن خطا علماء المذاهب خطوات إيجابية لتكريس المشترك وإبعاد المختلف عليه. تخلط طهران بين الدين والسياسة، وتجد لدى البعض استجابة لدعواتها، وهنا مكمن الخطر، حيث تعتبر بعض الفئات عن دراية أو عن عدمها أن ما تسعى إليه إيران هو حمايتها من المحيط، دون أن تدرك أن المواطنة الحقة هي التي تؤمِّن لها الحماية بدون النظر إلى الطائفة التي تنتمي إليها. مخطط الاغتيال هدفه سياسي بالدرجة الأولى، هذا ما يجب أن يدركه الجميع، وإلا لما ساندت إيران أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية في حربهما حول إقليم ناجورنو قره باخ.