منع الصحف السعودية من الكتابة عن (إنفلونزا الخنازير)

(عناوين) أخذت تعليقا من مسؤول وتوضيحا من مسؤول آخر

بدءا من الأحد 16/8/2009 وحتى إشعار آخر، لن تستطيع الصحف السعودية الكتابة عن مرض (إنفلونزا الخنازير)، لكنها تستطيع متابعة أخباره من خلال بيانات وزارة الصحة وما تبثه وكالة الأنباء السعودية (واس).
وذكر مصدر مسؤول ل (عناوين)، أن وزارة الثقافة والإعلام اتصلت بمسؤولي الصحف السعودية وأخبرتهم بهذا القرار، وطالبتهم بالالتزام فقط بالبيانات التي تصدرها وزارة الصحة، أو بما يرد في وكالة الأنباء السعودية (واس).
(عناوين) اتصلت بأكثر من قيادي في الصحف السعودية، أكدوا لها صحة الخبر، وقالوا: إن عبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام هو مَن أبلغ الصحف بقرار المنع، وأبدوا استغرابهم من القرار. وأضافوا: إنه لا يتناسب مع مكانة السعودية وسمعتها، وإن سياسة تكميم الأفواه غير مقبولة في زمن (النت) ومع وجود رسائل ال (sms)، لكن هؤلاء الصحفيين رفضوا السماح ل (عناوين) بنشر أسمائهم، كما اتصلت (عناوين) بأحد الكتّاب ممن مُنعت كتاباتهم ذات الصلة بمرض إنفلونزا الخنازير للتعليق على قرار المنع، لكنه رفض التعليق.
(عناوين) توجهت إلى عبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام، فأكد صحة الخبر، وقال: إن وزارة الثقافة والإعلام أبلغت رؤساء التحرير شخصيا في الصحف المحلية بالقرار، استجابة للتعليمات الواردة للوزارة من جهات رسمية في الدولة. وفنّد الهزاع القرار بأنه ربما يكون للحدّ من الاجتهادات الصحفية غير المسؤولة، التي قد تتسبّب في هلع الناس أو في نشر معلومات غير صحيحة، لكنه عاد وأكد أن وزارة الثقافة والإعلام ليست المسؤولة بشكل مباشر عن قرار منع الصحف من نشر مواد صحفية عن مرض إنفلونزا الخنازير، ثم استدرك قائلا: إن القرار لا يطلب المنع بشكل مطلق، إنما يطالب الصحف بالالتزام بما يرد في وكالة الأنباء السعودية أو البيانات الصادرة من وزارة الصحة أو أي جهة رسمية.
كما توجهت (عناوين) إلى وزارة الصحة المتهمة من قبل الصحفيين بأنها هي التي أوعزت لوزارة الثقافة والإعلام بمنع الصحف من الكتابة عن المرض، وقد نفى الدكتور خالد مرغلاني المسؤول الإعلامي الأول في (الصحة)، أن تكون الوزارة هي التي تقف وراء قرار منع الكتابة، لكنه أبدى امتعاضه من بعض ما تناولته الصحف السعودية من مقالات وأخبار حول المرض وتداعياته، كون ذلك لم يكن صحيحا أو دقيقا.
(عناوين) سألت مرغلاني عمّا إذا كانت الشفافية التي تعاملت بها وزارة الصحة مع الرأي العام حول مرض إنفلونزا الخنازير، قد أضرت بالوزارة، بمعنى أنها لم تتحمّل ثمن هذه الشفافية؛ فقال: إن هذه التهمة غير صحيحة، وإن (الصحة) ما زالت على منهجها القائم على الشفافية، لكن ربما الاستناد إلى قرار رسمي قديم من السلطات العليا في الدولة يدعو إلى حصر النشر الإعلامي على القنوات الرسمية في حال وجود أمراض وبائية؛ هو ما قد أثار المشكلة الحالية وردود الفعل الغاضبة من الصحف والصحفيين على قرار منع الكتابة عن هذا المرض.
وقال المرغلاني إن وزير الصحة عبد الله الربيعة يقف مع كل ما يخدم الإعلام والرأي العام ويوجّه دائما بالتنسيق مع الصحف بالشكل الذي يتيح لها جميع المعلومات ويتيح لها حرية التناول، مع ضرورة الوعي بأهمية الدقة فيما يُنشر لئلا ينعكس ما هو غير دقيق على المواطنين والمقيمين ويشكّل حالة ذعر غير مبرّرة، ومن هذا المنطلق أظن أن الوزارة قد تتخذ قرارا خلال الأيام القادمة يخدم هذا الجانب بلا ضرر ولا ضرار.