أمير الرياض يؤدي صلاة عيد الأضحى مع جموع المصلين    حالة الطقس المتوقعة اليوم في مكة والمشاعر المقدسة    صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام والمسجد النبوي    القيادة تهنئ رئيس جمهورية جنوب أفريقيا بمناسبة إعادة انتخابه لمدة رئاسية جديدة    الكشافة تواصل جهودها بإرشاد الحجاج التائهين في مشعر عرفات    سمو أمير منطقة الباحة يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    "كشافة الزلفي" تواصل تقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام    عروض مسرحية وفلكلور شعبي في احتفالات الشرقية بعيد الأضحى    عبدالعزيز بن سعود يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرفع التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة عيد الأضحى    الرئيس الشيشاني يغادر جدة بعد أدائه مناسك الحج    الذكاء الاصطناعي يتحكم بالقرارات الشرائية لحوالي 80 %    واجهات جدة البحرية ومرافقها العامة جاهزة لعيد الأضحى المبارك    هل يستحوذ «السيادي السعودي» على 15 % من مطار هيثرو؟    وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في قمة (السّلام في أوكرانيا) بمدينة لوتسيرن السويسرية    الأهلي وصفقات الصيف    الصين تنشئ صناديق مؤشرات للاستثمار في الأسهم السعودية    الذكاء الاصطناعي يسهم في تصعيد الحجاج إلى عرفات    بياض الحجيج يكسو جبل الرحمة    الأجهزة اللوحية والبصمات تلاحق غير النظاميين    «الدرون» العين الثاقبة في المناطق الوعرة    القبض على بلوغر إماراتية بعد تصويرها مقطعا في مكان محظور    «الكانفاس» نجمة الموضة النسائية    اكتشاف النهر المفقود في القطب الجنوبي منذ 34 مليون سنة    توصية متكررة بتحديث متصفح «غوغل»    15 خطيباً اعتلوا منبر عرفة.. أكثرهم «آل الشيخ» وآخرهم «المعيقلي»    «الهلال الأحمر» ل «عكاظ»: إسعافات «طويق» و«طمية» تخترق الصعاب    جماعات الإسلام السياسي وحلم إفساد الحج    أبرز أمراض العيد وكيف يمكن الوقاية منها    5 مخاطر للأشعة فوق البنفسجية    ابتكار علاج جيني يؤخر الشيخوخة    في هذه الحالة.. ممنوع شرب القهوة    إيطاليا تفوز بشق الأنفس على ألبانيا في يورو 2024    الملك وولي العهد يتلقيان تهنئة قادة الدول الإسلامية بعيد الأضحى    أمير منطقة نجران يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الأمير فيصل بن سلمان يهنئ القيادة الرشيدة بعيد الأضحى المبارك    عبدالعزيز بن سعود يتفقد قوات الأمن الخاصة المشاركة ضمن قوات أمن الحج    تصعيد أكثر من 42 مليون سلعة تموينية لضيوف الرحمن في مشعري عرفة ومزدلفة    "البيئة" تفسح أكثر من (2,1) مليون رأس من الماشية منذ بداية "ذو القعدة"    المتحدث الأمني ل"الوطن": المملكة مدرسة في إدارة الحشود    ضبط (12950) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أمير منطقة الحدود الشمالية يهنئ القيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الوقوف بعرفة.. يوم المباهاة    نيمار يُعلق على طموحات الهلال في كأس العالم للأندية    وزير الخارجية يستعرض العلاقات التاريخية مع رئيس المجلس الأوروبي    بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي    العيد في غزة حزين وبلا أضاحي    رئيس مصر يزور المتحف الدولي للسيرة النبوية    «الرياض» ترصد حركة بيع الأضاحي.. والأسعار مستقرة    وزير الخارجية يترأس وفد المملكة بقمة السلام في أوكرانيا    "الصحة" تُحذر الحجاج من أخطار التعرض لأشعة الشمس    وزير الإعلام يتفقد مقار منظومة الإعلام بالمشاعر المقدسة    انضمام مسؤول استخباراتي سابق إلى مجلس إدارة شركة Open AI    السعودية تتسلم علم استضافة أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025    2000 إعلامي من 150 دولة يتنافسون في الأداء    120 مليون نازح في العالم    فيلم "نورة" من مهرجان "كان" إلى صالات السينما السعودية في رابع العيد    صحفيو مكة يشيدون بمضامين ملتقى إعلام الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو: أسرار الهروب الكبير ل "مرسي" من السجن
نشر في عناوين يوم 30 - 01 - 2013

في الوقت الذي انتظرا فيه المواطن البسيط عبد الناصر أبو الفتوح أن ينصفه د محمد مرسي بعد أن شارك في فتح باب العنبر عليه ليلة 29 يناير ليخرج هو ورفاقه من جماعة الإخوان المسلمين من سجن وادي النطرون 2 ، وعلي رأسهم د عصام العريان ورجب البنا في ليلة 28يناير .

وأصدر الدكتور محمد مرسي قرار بالعفو عن رفاقه من الجماعة ”الشاطر والقيادي الإخواني يوسف ندي والشيخ وجدي غنيم” وجميع من كان في القضية الشهيرة” التنظيم الدولي للجماعة، وتجاهل عبد الناصر ابوالفتوح الذي ظل مطاردا وحيدا يبحث عن قرار ليعيش آمن مطمئن يمارس حياته بشكل طبيعي ، بعد سبعة عشر عاما قضاها في غياهيب السجون والمعتقلات .

ونشرت شبكة الإعلام العربي "محيط" قصته الإنسانية والتي يرويها بنفسه السجين السياسي عبد الناصر أبوالفتوح والذي حكم عليه بالمؤبد في قضية “طلائع الفتح ج2″، كيف عاش وعذب وشرد طوال هذه السنوات حتي جاء يوم الخروج الكبير قبل “جمعة الغضب ” ، واهتم كل تيار بأتباعه وطالبوا بالإفراج عنهم ، ولان عبد الناصر ليس له من ينادي باسمه ويعلن موقفة ظل في طي الكتمان ، حتي قرر أن يتحدث ويروي قصة السنين ويوم الخروج الكبير بالحوار التالى :

نريد ان نتعرف عليك ؟
أنا عبد الناصر أبو الفتوح ،اتهمت بالانتماء لتيار الجهادي ، قضية 95 جنايات عسكرية، المعروفة إعلاميا ً ” قضية طلائع الفتح الجزء(5) “حكم علي فيها بالمؤبد،وكنت ممن ساهم في خروج الدكتور محمد مرسي من السجن هو 18من الإخوان أبرزهم الدكتور عصام العريان وكان ذلك من سجن “وادي النطرون2″، يوم الخميس السابق ليوم جمعة الغضب 28يناير 2011 ، حيث حضروا قبلها إلي السجن بيوم واحد .

ما هي قصتك مع السجون والمعتقلات ؟
قصتي التي أريد أن أنقلها للرأي العام، صدر ضدى حكم بالمؤبد بتهمة إحياء تنظيم الجهاد عام 1994، وكانت كل التهم الموجهة لي ظلم،وقضيت في السجن حوالي 17 عام ، وخرجت مع المجموعة التي خرجت من سجن وادي النطرون يوم 30/ يناير ،بطريقة الخروج المنظمة للمعتقلين .

ماذا تقصد بطريقة الخروج المنظمة ، وهل هو هروب أم إفراج ؟
أنا أستخدم لفظ خروج منظم، لأن الهروب يعني الخروج من الداخل للخارج ، بينما الذي حدث العكس ، لقد تم فتح السجن من الخارج للداخل بعد انسحاب الأمن ، يعني تم فتح السجن او السجون بطريقة منظمة ، وهم أي (الأمن)من يسمحون لك بالخروج، وهذا ما حدث حتي مع الجنائي الذي خرج قبلنا بساعات .

قلت أن الأمن انسحب، فمن إذا فتح الأبواب؟
قوة السجن ذاته هي السبب في فتح الأبواب، وترك المفاتيح للجنائي في مكان معين ، تم تسريبه لهم ، فخرج منهم واحدا مسيرا(أي القائم علي توجيه زملائه من المسجونين ) ليفتح للباقي ،أما نحن فلم يحدث معنا هذا ، فالسياسي هم أخر من خرج من سجن وادي النطرون 2، وجدنا الأبواب مفتوحة بالشكل المعتاد عليه عند وجودهم .

متي أنسحب الأمن من السجون ؟
سمعنا أنه في يوم 25 يناير “عيد الشرطة” وستخرج مظاهرة ضد الشرطة فسمعنا الخبر كأي مواطن عادي ونحن في السجن ،فوجدنا الأحداث تتطور بشكل سريع ، وأخذوا تدابير أمنية بالسجون فأغلقوها لمدة 3 أيام منذ 25إلي يوم28 ، ومنعوا التعيين (طعام السجن الميري ) واللقاءات المعتادة بين المساجين (الفسح والتريض )،وفوجئنا بعدد من الإخوان المعروفين علي مستوى مصر يدخلون علينا السجن ، وتم تفريغ عنبر 3 ليمكثون فيه ، وكنت المسير السياسي (أي المسئول عن جميع الأخوة السياسيين مع الإدارة ) وقتها،في سجن وادي النطرون 2 ، وكان وقت العصر ، وبلغ عددهم حوالي 13،وخلال هذه الأيام الثلاثة لم يقدم لنا تعيين، وليلة 30 سمعنا ضرب نار وقنابل مسيلة للدموع في العنابر بشكل مخيف لغاية .

وكيف تابعتم الأخبار في الخارج خلال الأيام الثلاثة؟
تابعنا الأخبار وما يحدث من خلال شاشة التليفزيون، وشاويش (السجان ) السجن الذي كان يطل علينا من الوقت للآخر.

هل كان محظورا علي الضباط والعسكر أن ينقلوا لكم اخبار الثورة ؟
نعم ، وجهت إليهم تعليمات بإلتزام التواجد خارج السجن وعدم التحدث مع المساجين، لكن كان أحدهم يمر علينا ليتابعنا إن وجدت مشاكل، إلا أننا لم نكن نعاني من مشاكل وكان لدينا طعام خزين بالثلاجة يكفينا.

وهل أثر عليكم عدم تقديم التعيين “الطعام” اليومي؟
نعم، فكنا عندما يتأخر علينا الخبز نسأل عن السبب فلا يجيب أحد، وكانوا يطلقون علينا قنابل الغاز بشكل مستمر رغم اننا لا نقوم بأعمال شغب .

ولماذا اطلقوا عليكم القنابل المسيلة للدموع، هل كنتم تعدون للهروب؟
لا ، لقد سمعنا أنهم يريدون الانسحاب بهدوء ولا يضرهم قانونا هذا الانسحاب ، بحيث تنتهي كمية الذخيرة الموجودة معهم وبذلك يبدوا الأمر وكأنهم قاومونا ، ويكون هناك مبرر قوي بعد ذلك لخروج المساجين ، وأنا لم أكن أصدق تلك الأحاديث، فقد مرت أحداث مثل ذلك سابقا ولم يخرج احد من السجون، بل ولم يفكر أحد منا في الخروج في عصر مبارك نهائيا، وما حدث كان اتفاق ودي بين إدارة السجن وبين السياسي، بحيث أنه عندما تنتهي الذخيرة فجرا، يبدأ المساجين في الخروج.

وما معني الاتفاق الودي؟
أي أن ما سيحدث لن يضرنا ولن يتم إطلاق نيران علينا وأنه بمجرد انتهاء الذخيرة سينسحبون نهائيا ، وبالفعل وقت الفجر بدأ صوت الرصاص يهدأ ، ولا يوجد عساكر في السجن، وسمعنا وجود أقدام من خارج السجن، وصوت دربكة من ناحية الجنينة الخلفية للعنبر الذي اقطن فيه .

صف لنا سجن وادي النطرون 2؟
السجن مكون من 7 عنابر،جميعهم في إطار واحد متجاورين،أول ثلاث عنابر هم لسياسي، ومن الرابع وحتى السابع لمسجونين جنائيين وهذه العنابر تضم مابين ألفي شخص وأكثر ، أما تصنيف العنابر السياسي فهي : الأول “مبادرة” أي من وافق علي مبادرة الجهاد، وكان عددهم حوالي 23 سجينا كنت انا منهم ، وعنبر “2″ كان حوالي 140 سجينا، جميعهم من عناصر بدو سيناء ومن لم يوافق علي المبادرات ويقال عليه عنبر التكفير ، وعنبر 3 كان للإخوان، وكان فارغا به واحد فقط جاء قبل 25 يناير بأسبوع، ثم أتى فيه ال 18 من الإخوان الذين ضموا الدكتور محمد مرسي.

هل كان يضم السجن أحد من الفلسطينيين أو جنسيات أخري ؟
لا، ولا حماس او حزب الله ولا أي مما يقال الآن ، فلم يكن في سجن وادي النطرون بفرعيه 1 أو 2 أحد من تلك العناصر.

هل كان وادي النطرون قريبا من الطريق الصحراوي بحيث يسهل الخروج منه ؟
نعم ، قريب جدا جدا من الصحراء .

صف لنا مشهد الخروج ؟
بعد انتهاء الذخيرة حوالي الساعة السادسة صباحا ،انسحب الجميع بالفعل وتأكدنا أنهم لم يكونوا يضحكون علينا،فلم يكن هناك شاويش أو مأمور سجن أو أي أحد منهم من أمن السجن .

أين كنتم وقتها؟
كنا في الغرفة وباب العنبر مفتوح والباب الخارجي فقط مغلق، فهم أربعة أبواب باب زنزانة وباب عنبر وباب سلك خارجي وباب رئيسي، وكان بابين مفتوحين لنا باب الزنزانة والعنبر، فخرجنا نحو باب السلك ونادينا، فوجدنا أناس يسرقون السجن.

وكان يتواجد بجانب السجن البدو والعرب الذين يقطنون في هذا المكان ففوجئت بهم داخل السجن بل وأمام العنابر وساعدونا علي الخروج،هؤلاء لم نراهم من قبل وساعدونا في الخروج عندما عرفوا أننا عالقون بالداخل، وبدأوا التكسير من الخارج كما ذكرت .

وما مصلحة البدو في خروجكم؟
عنبر المخدرات 40% منه عرب، فكان من بينهم أقارب لهم يساعدوهم علي الخروج، وكان أيضا منهم من أراد الدخول لسرقة السجن فمخازن السجن بها طعامنا وهكذا .

هل كان هناك أسلحة في السجن؟
لم يكن في السجن مكان خاص بالسلاح ولكن لتسليم السلاح لكن الجندي يتسلم سلاحة الميري من الوحدة الخاصة به ويسلمها لها في نهاية الخدمة ، وفي نفس مكان الاستلام تقريبا ً، فلم أري أحدا حاملا سلاح ميري في ذلك الوقت ، وعلي فكرة سجن الفيوم فتح قبل سحن النطرون وأيضا سجن دمنهور قبلنا بيوم، وكان هناك خروج شبه منظم للجنائي.

هل تمكنتم من أخذ جميع متعلقاتكم الشخصية ؟
لم نتمكن من أخذ جميع متعلقاتنا الشخصية ، وأخذنا فقط ما كنا نهتم به، مثل الكتب التي كنا نقرئها أو ندرس فيها.

وكيف ساعدت د محمد مرسي في الخروج؟
عندما تمكنت من الخروج من أحد الفتحات التي كسرت بالحائط بعنبرنا ، وخرجت كان الإخوان في عنبر3، وكان معهم الدكتور محمد مرسي ورجب البنا وهو رجل محترم وعزيز علينا جدا، وعصام العريان وغيرهم ،وكان الباب مغلقا.

ولكبر سنهم وثقل أجسامهم لم يستطيعوا الصعود لأعلي العنبر والقفز منه وذلك بعد ان أحضرت لهم سلم المطافيء الكبير وصعدت به ، وكان العنبر طوله حوالي مترين، فحاولت أنا فتح جزء من الباب من ناحية اليمين ، وساعدتهم وكانوا آخر من خرج من السجن.

لماذا ساعدتهم ولم تنجو بنفسك؟
هم إخواني وأنا أعرف الإخوان منذ زمن طويل، وجميع من كان بالعنبر منهم، خاصة د . أمير بسام وإبراهيم حجاج عضو مجلس الشعب عن دائرة السادات أصدقائي ويعلم الإخوان جيدا كيف ساعدهم عبد الناصر أبو الفتوح في السجن، فمدت يدي لمساعدتهم.

وأين ذهبت بعد ذلك ؟
واحدا من الإخوان كنت أعرفه أوصلني لأقرب مكان أركب منه، لأذهب لبيتي ، وكان لكل واحد من هؤلاء الإخوان الذين ذكرتهم سيارة تنتظره بالخارج لنقلهم لمنازلهم بالمحافظات المختلفة .

ما هو أخر مشهد شاهدت فيه دكتور محمد مرسي وعصام العريان ؟
لم أشاهدهم وهم يخرجون من السجن ويركبون السيارات،فقط بعد مساعدتهم انتبهت لنفسي ، فقد كان لدي ذهول مما يحدث بالبلد،لم يخطر علي بالي أبد أن أخرج من السجن مطلقا في عهد مبارك.

سمعنا أنه كانت هناك سيارة تابعة للجيش تتصيد للجنائيين، بعد خروجهم، فهل هذا صحيح؟
هذا الكلام خطاء ، الجنائي كان في مأساة، هم يريدون الخروج بأي طريقة كانت ، حيث كان معظمهم أحكام ،والطريقة كانت منظمة من جهة الأمن لكي يبثوا الرعب في قلوب الناس في البيوت ويظهرون السجناء في التليفزيون كأنهم جحافل بربر قادمة للناس في منازلهم لتأكل الأخضر واليابس .

مع وجود البلطجية في الشوارع ليتم المشهد الذي أداره حبيب العادلي وهو يعلم أسمائهم وأماكنهم وعلي حسب تصورهم ، يتم السيطرة عليهم بعد ذلك فهم يعلمون خريطة البلطجة في مصر وأماكنهم بشكل جيد جدا، ولكن الأمر فلت منهم .

أما السجين الجنائي فهو مكسور الجناح ، نحن أمام مسجون منذ 15 عام وأكثر ، سيخرج تائها غير مذكرا للأماكن، ماذا سيفعل وعندما نزلوا مجموعات بزيهم الأزرق يبحثون عن مخرج لهم، خافت الناس منهم وأخافهم أكثر إعلام مبارك المشوش.

هل كان الناس يضربونهم أو يقبضون عليهم؟
لا، لقد شاهدت أهالي يعطونهم أموالا ليسافروا لبيوتهم، ومنهم من كان يعطيه الهاتف ليطمئن علي أهله، ولم يتسببوا في حوادث الطرق كما أشيع، ولكن تكدس الناس وقتها هو ما سبب تلك الحوادث المأسوية التي مات فيها الكثير منهم ، ومنهم من مات في الصحراء ومنهم من سلم نفسه خوفا من الموت في الصحراء كانت مأساة حقيقية .

هل تعرضتم لمثل ما تعرض له الجنائي ؟ وهل شاهدتك قوات الجيش؟
قوات الجيش عندما علموا أني سياسي تركوني، ولكني لم أتعرض لما تعرضوا له ولم يوقفني أحد علي الرغم من كوني بملابسي البيضاء وبلحيتي.

كيف تعامل معك الناس بعد خروجك؟
كانوا سعداء ومبسوطين ، لأنهم يعلمون أني تعرضت للظلم وخاصة أن ما حدث كشف حقيقة أمن الدولة، وكيف كان يفتري علينا.

بعد خروجك، ألم تحاول الإنتقام منهم ؟
لا، فقط أقول حسبي الله ، ماذا سنفعل لهم؟ عنف يعين نحن لم نرتكب عنف في السابق ولم نرتكبه في اللاحق .

ألم تحاول توفق وضعك معهم ؟
اتصلت أول ما خرجت بضباط عين شمس “السلام” لتوفيق وضعي فقالوا لنا أنهم يعلمون الظلم الذي تعرضنا له وسيتركوننا بشرط عدم الاشتراك في أعمال عنف .

فالتهم التي تعرضت لها لاتستحق هذا الحكم الكبير ، فأي قانوني يعلم بها يتعجب ، لفقت لي ثلاث تهم، الأولي “اتفاق جنائي” وهذه الماده تم إلغائها من دستور 2011 مادة 48. والثانية “الانتماء لجماعة أسست علي خلاف القانون “، والثالثة “حيازة أسلحة بيضاء” سكاكين مطبخ .

صف لنا المرحلة التي عشتها منذ القبض عليك وحتي الثورة؟
أنا ظُلمت كثيرا، وأخذت من أهلي وبيتي ظلما وقهرا، ووضعت في ظلمات السجن ، وكل هذا وأنا لا أعلم حتي الآن لماذا تم القبض علي؟ !

وماذا عن فترة ما بعد الثورة وحتي الآن؟
شعرت أن الله تعالي نصرنا وان الناس قد علمت حقيقة أمن الدولة ، وأن القضايا كلها كانت ملفقة وهذا أعتبره “رد اعتبار معنوي ” لنا.

بعد أن قامت الثورة ، بماذا تطالب؟
قامت الثورة بقدر الله وإرادته ، وليس بإرادة شخص بعينه او جماعات او تيارات محددة ، وكان أملي ان ينقضي ليل مبارك ، فانتظرنا العفو عنا وتعويض عن حياة السجن .

وانتظرنا من المجلس العسكري أن يطبق العفو عنا وعن جميع أخواننا في السجون والمعتقلات ، وأخذنا وعودا لم تحقق حتي الان ، فتأكدنا أن المجلس العسكري يتبع نظام مبارك ، وانتظرنا قيام الانتخابات البرلمانية لتحل المشكلة ولم تحل ثم انتظرنا الرئاسة فكانوا يعطوننا تعطينا الأمل في الإصلاح.

وعند قيام انتخابات مجلس الشعب ووقفنا فيها نساند الإخوان وحاولت الاتصال بهم مرارا لتطبيق العفو علي الذين اعتقلوا باعتبار أنهم في الأساس من هدم عرش حسني مبارك .

ولكن أيضا الوعود راحت هباءً، إلي أن انحل مجلس الشعب وجاءت انتخابات الرئاسة لنقف بشراسة ضد الفلول ، حتى فاز الدكتور محمد مرسي وانتظرت أن يتم العفو علينا ولكن رغم الوعود برفع الظلم عمن خارج أو داخل السجون ، وتم العفو عن حوالي 16 مسجون سياسي من العقرب ،ولم تشملنا وجدنا ان الوعود تبخرت ولم يحدث شيء، وحاولت ان أسأل الإخوان فلم يفيدوني في شيء.

أنا لا أمُن علي الدكتور مرسي أني ساعدته في الخروج من السجن ولا أطالبه بالعفو مقابل المساعدة، بل أطالبه ان يدفع عنا الظلم.

وكيف يدفع عنك الظلم ؟
أن ينظر إلينا بعين الاعتبار لإعطائنا حقوقنا بأن يصدر قرارات العفو بحق السياسيين وإسقاط التهم والأحكام العسكرية والحصول علي التعويضات المادية والمعنوية.

بمن اتصلت من الاخوان ؟
دكتور عصام العريان ، والسفير رفاعة الطهطاوي ، ودكتور سيف عبد الفتاح وغيرهم ولم يردوا علي.

لماذا لم تحاول الاتصال بمن كان معك من قيادات الاخوان؟
حاولت ، ولكن دوما أحصل علي وعود بإنهاء المشكلة وتنفيذ العفو، ولكن يبقي الوضع كما هو عليه، وحتى الآن لا يوجد جديد، وآخر تلك الوعود العفو عن حوالي 12 معتقل سياسي في عيد الأضحى ، ولم يخرج أحد.

هل تشعر أن د محمد مرسي يتعامل بنفس طريقة نظام مبارك مع مجموعاتكم؟
تعامل الأمن مع التيارات الإسلامية ومع المعتقلين واحدا لم يتغير حتي الآن.

كيف وقد تركوك تتحرك بحرية رغم موقفك القانوني؟
أنا لا يوجد عندي موقف قانوني ، ولا أهاب السجن مرة ثانية إن مظلوم ، لم أحمل سلاحا يوما ما ،ولم أرتكب أي عنف قبل أو بعد الاعتقال، ولكننا كنا نريد الدعوة الإسلامية بالحسنى، وكنا نجمع أموالا لمساعدة أسر المعتقلين ايام زكي بدر وعبد الحليم موسى، والنتيجة أني حكم علي بالمؤبد.

كم قضيت من مدة حكمك؟ وهل للمؤبد عدد سنين محدد؟
قضيت 16 عام وشهرين، وليس للمؤبد عدد سنين محدد في مصر وهي بلد بلا قانون ، فمن الممكن أن يكون المؤبد 10 سنوات أو 20 أو يمتد مدي الحياة، بدليل أن عبود الزمر استمر حوالي 30 عاما في المؤبد، وأعلم أنه يوجد الآن شخصا معتقلا في سجن العقرب منذ عام 88 ، كان محكوم عليه بالمؤبد 25 عام ، ولكنه مازال مسجونا حتي الآن، بل ولم يخرج حتي من قضى نصف المدة شيئ غريب .

ألم يتصل بك أحد من الاخوان ممن ساعدتهم؟
الاخوان الآن مشغولون بالحكم واللعبة السياسية والمناصب الجديدة “الله يعينهم “.

كيف تعيش أنت واسرتك؟
الحمد لله أعيش علي قدر إمكاناتي وأعمل في المعمار صباحا ، وليلا أعمل بتحفيظ القرآن، وهذا هو حالي منذ أن خرجت.

كم من الأطفال عندك؟
أربعة، كبيرهم أحمد في ثانوية العامة ، ومحمد أولى ابتدائي ، وسارة اربعة سنوات ، وأخيرا عمر سنة ونصف.

هل أقدم أحد علي الإبلاغ عنك؟
لا ، فنحن لسنا مطاردين ، والجيران يعلمون أني خرجت من السجن ، ويتعاملون معنا بكل ود، بل وكان بعضهم يبكي لعدم استطاعته مساعدتنا ، فيدعوا لك ، فأهلي وجيراني يعلمون الظلم الذي تعرضت له، ويكفيني الفرحة التي أراها في عيون الناس بخروجي، يكفيني فرحة أمي وأهلي وأخوتي .

كيف يمكن ان تعوضكم الدولة؟
نحن لا نطالب بالمستحيل، وأولها إسقاط الأحكام العسكرية ، وأن نأخذ العفو ونعيش كأي شخص، ونحصل علي تعويضاتنا، فأنا كنت أعمل قبل الاعتقال محاسبا في احدي الشركات إلي جانب تحفيظ القرآن.

وزملائي الآن في مناصب مرموقة، فقط نريد تعويضنا بوظائف شبيهة بما كنا عليه قبل الاعتقال، فنحن لم نكن عاطلين أو ممولين من الخارج، بل كنا مواطنين شرفاء من الدرجة الأولي.

هل تعرضت للتعذيب في السجن ؟
الكل تعرض للتعذيب ، وأنا واحد منهم والتعذيب الذي تعرضنا كان علي أقصى درجة من العلم والمعرفة والدراية ، فبخصوص التعذيب حدِّث ولا حرج.

خلال اعتقالك ، كم عام لم ترى أسرتك؟
اعتقلت في يوم 24 ديسمبر عام 1994، ولم ارى أسرتي إلا في عام 2002،وكان ابني أحمد وقتها عنده 6 سنوات.

من شهود التعذيب ؟
كان معي عمرو عبد المنعم ، وأحمد الفولي ، ومحمد وديع وجمال شهري ومن القيادات ، جمال شعيب وأنور عكاشة ، والأسواني، ونبيل المغربي، وعبود الزمر ، طارق الزمر، ناجح ابراهيم، وغيرهم من الإخوان.

هل تقابلت مع الدكتور محمد مرسي في سجن المزرعة ؟
لا لم أراه في المزرعة، قابلت ماجد الزمر وعصام العريان وحسن البرنس، حلمي الجزار ، محمد السروجي ، محمود عزت، وكثير من القيادات.

وما انطباعك عنهم؟
أشخاص محترمون ومتدينون علي المستوى الشخصي ولكن علي المستوى السياسي نختلف معهم في بعض الأمور .

هل شاركت في العمل السياسي في الأونة الأخيرة؟
كنت أحاول لكن ليس لدي وقت.

هل يمكن لمن خرج من السجون أن يعودوا للعنف بسبب ضيق العيش؟
المعتقلين الخارجين من السجن يعيشون حياة مأسوية ،ومع ذلك لن يعودوا للعنف ، ولكن البعض يطالب العودة للسجون بشكل ودي ، فلو كان مسموح أن نطالب بالعودة لحياة السجن لكان أفضل لنا .

لماذا تقول هذا؟
لأننا في مرحلة “حرجة” وصعبة إذ أن الظلم الآن طبقات، فكل يوم هناك تعذيب ولكن بشكل أخر .

هل فكرت في تسليم نفسك؟
لا ، ولن أسلم نفسي، لم أفعل شيء “غلط” ولي حق لدي الدولة 16 عام وشهرين.

كيف ترى مستقبل الاخوان؟
لو ظل الإخوان علي نفس الوتيرة سيخسرون كثيرا، وانتخابات مجلس الشعب القادمة ستوضح لهم كيف أقصوا التيارات الإسلامية المخالفة لآرائهم وأفكارهم، ولم يقفوا معهم مثل ما وقفنا معهم في الانتخابات السابقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.