تعرض مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول، لهجوم جديد في وقت مبكر من صباح الاثنين 26 سبتمبر، بحسب ما أكد مسؤول أمريكي ومصدر عسكري بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، دون أن يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن سقوط ضحايا. وقال المسؤول الأمريكي إن الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليلة الماضية، امتد حتى الرابعة صباحاً، بينما رجح الميجور جيسون واغونر، من قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن بأفغانستان "إيساف"، التابعة للناتو، أن يكون الهجوم "حادثاً فردياً"، وليس هجمات متعددة. ووصف المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الوضع في المبنى الذي استهدفه الهجوم، بأنه به بعض الفوضى، مشيراً إلى أن ذلك المبنى الواقع ضمن مجمع السفارة الأمريكية في كابول، عادةً ما يستخدمه مسؤولو الحكومة الأمريكية في العاصمة الأفغانية. ومن المعروف أن مجمع السفارة الأمريكية يستخدمه موظفو السفارة، ومسؤولون أمريكيون آخرون، سواء في العمل أو الإقامة، كما يستخدم في قيادة بعض العمليات الاستخباراتية. وبينما ذكرت تقارير سابقة أن الهجوم استهدف مقراً تابعاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في كابول، وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، امتنعت متحدثة باسم CIA عن التعليق على الهجوم. وشهدت أفغانستان سلسلة هجمات متزايدة على مدار الأيام القليلة الماضية، حيث شن مسلحون موالون لحركة طالبان هجوماً واسعاً، قبل أقل من أسبوعين، استهدف مركز قيادة "الناتو"، ومبنى السفارة الأمريكية، وعدد من مقار الأجهزة الأمنية والهيئات التابعة للحكومة الأفغانية. وقبل أقل من أسبوع، شن مهاجمان انتحاريان هجوماً على منزل الرئيس الأفغاني السابق، برهان الدين رباني، الذي كان يرأس مجلس السلام الأفغاني، ويُعد الركيزة الأساسية لجهود السلام في أفغانستان، الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتله. وتخوض قوات التحالف الدولي، التي تشارك فيها 49 دولة مختلفة، معارك طاحنة مع مليشيات طالبان منذ قرابة عشرة أعوام، دون أن تبدي الحركة بوادر هزيمة أو تراجع، علماً بأن الحركة جعلت من أغسطس الماضي، أكثر الشهور دموية على القوات الدولية منذ الغزو في أكتوبر عام 2001.
