«شمة».. صاعدة إماراتية كتبت شهادة وفاتها قبل أن تولد

مسكينة هي الفنانة الإماراتية والواعدة شمة حمدان، التي حرمت من وجود شخص يقترب منها، ويهمس في أذنيها، ناصحا إياها بأن "الغرور مقبرة المبدعين"، كما أنها حُرمت من قراءة التاريخ الفني جيداً، حتى تدرك أن هناك فنانين كبارا، توقع لهم الكثيرون أنهم سيكونون علامة في عالم الفن، بيد أن استسلموا لوساوس الشيطان، وماتوا فنيا.. والسبب التكبر على الناس، والاعتقاد أنهم فوق البشر. "شمة" حتى هذه اللحظة، بدون رصيد فني حقيقي، ليس في ملفها سوى أغنيتين متواضعتين، ومشاركة يتيمة في برنامج "عرب أيدول"، ورغم ذلك تجاوزت كل الحدود والأعراف في طريق الغرور والتكبر على عباد الله، حيث بدأت بالصحافيين، الذين رفضت مقابلتهم أو مصافحتهم، بحجة أنها مشغولة بفنها، ولا تريد من أحد أن يزعجها.. كان الله في عونها. يبدو أن "شمة"استعجلت كتابة شهادة وفاتها فنياً، قبل أن تخطو الخطوة الأولى في عالم الفن، ويبدو أيضا أن أحداً ما أوهمها أنها بلغت قمة هرم المجد، وأن المحافظة على هذه القمة تستوجب عليها أن تمشي بطريقة معينة، وتتحدث مع خلق الله بالقطارة، وتبتسم بزاوية حادة، وتتجاهل الإعلاميين، وهذا ما طبقته الشابة الإماراتية، عندما عينت مديراً لأعمالها، وعندما فرضت على نفسها سياجا لا يقترب منه أحد، وكلفت أمها بمراقبة هذا السياج على مدار اليوم. في لحظة ما، أحببت أن أشد على يد "شمة"، وأن أحفزها على مواصلة مشوار الفن، فطلبت من الأم أن أقابل ابنتها، لإجراء حوار معها، توقعت أن أسمع عبارات الشكر والعرفان لصحيفة "اليوم"، على هذه المبادرة، إلا أنني اندهشت من رد الأم عندما قالت لي أن"شمة" مشغولة، ولا تريد مقابلة الصحافيين، اعتقدت للحظات أنني أطلب مقابلة فنان العرب محمد عبده، ولكن لا أتذكر أن محمد عبده رد صحافياً، أو نهر إعلامياً، في هذه اللحظات، عقدت مقارنة بين "شمة" ومواطنتها نجمة الخليج الأولى "أحلام"، التي يحق لها أن يكون حولها 100 مدير أعمال، وألف بودي جارد، ولكنها لم تفعل، لأنها فنانة حقيقية، عنوانها البساطة، وديدنها التواضع، كما يحق لها أن تكون مغرورة، وترفض مقابلة الصحافيين، ولكنها أيضا لم تفعل، لأنها أدركت في وقت مبكر أن الصحافيين هم من سيأخذون بيدها إلى عالم الشهرة والمجد.. وسألت نفسي من تكون "شمة" وماذا قدمت للفن وللناس، لتبدأ هذه البداية المغرورة؟.
لن أجادل في خامة صوت الواعدة"شمة" ولن أقلل من إحساسها العالي أثناء الغناء، فهي تملك مشروع فنانة إماراتية جديدة، ولكن أوقن بأنها لا تملك الاستمرار، ولا تملك حب الناس لها، لأنها لا تعرف معنى التواضع وفائدته، ولا تدرك قيمة البساطة في التعامل مع الإعلام، وفضلت أن تكون مغرورة ومتكبرة تجلس في برج عاجي، لا يصل إليها أحد مهما كان.. ولعلني أهمس في أذنيها أن سقوطها وشيك جداً، هذا إذا افترضنا جدلاً أنها صعدت إلى أعلى..