قالت مؤسسة ونادي جريديرون للصحافة ان مراسلة البيت الابيض السابقة هيلين توماس التي قامت بتغطية اخبار كل الرؤساء الامريكيين بدءا من جون كنيدي وحتى باراك اوباما توفيت امس السبت (20 يوليو) عن عمر يناهز 92 عاما. وأضافت مؤسسة جريديرون التي تتخذ من واشنطن مقراً له، في بيان ان هيلين توفيت بعد صراع طويل مع المرض. وعملت هيلين الأمريكية اللبنانية الأصل، لحساب صحيفتي يونايتد برس انترناشونال وهيرست. ولفتت هيلين الانتباه لأنها كسرت العديد من الحواجز المهنية امام الصحفيات خلال فترة عملها في البيت الابيض لنحو 49 عاما. وشبت هيلين في مدينة ديترويت الأمريكية التي وصل إليها والداها حينما كان عمرها أربع سنوات في بدايات القرن الماضي، قادمين من مدينة طرابلس اللبنانية. وامتلك والدها بقالة في مدينة السيارات. وقالت ان والديها لم يكونا يستطيعان القراءة والكتابة. وبصفتها كبيرة المراسلين في البيت الابيض كانت تختتم هيلين العشرات من المؤتمرات الصحفية بعبارة «شكرا سيادة الرئيس». وكانت معروفة بتوجيه اسئلة مباشرة للرؤساء والمتحدثين الصحفيين بطريقة كانت توصف بأنها فظة. وكان اخرون ومن بينهم مراسلون زملاء لها يصفون اسلوبها في اواخر اعوامها بأنه صدامي. واشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان «بايمانها الصلب بأن ديمقراطيتنا تكون أفضل عندما نسأل أسئلة صعبة ونضع قادتنا امام المساءلة». وأشار إلى أنه خلال فترة عمل هيلين الطويلة «لم تقصر ابدا في الابقاء على الرؤساء وأنا منهم في كامل انتباههم وحذرهم». وخلال السنوات العشر الاخيرة في حياتها الصحفية كانت هيلين توماس تكتب مقالات رأي في صحيفة هيرست وهو ما اتاح الفرصة لمعرفة ارائها الشخصية بخلاف الفترة التي كانت تعمل فيها على مراسلة صحيفة يونايتد برس انترناشونال. واعلنت هيلين في يونيو حزيران 2010 توقفها عن الكتابة لهيرست بعد ان صورت في شريط فيديو وهي تدلي بتعليقات حول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ومن بينها انه يجب على اسرائيل «ان تخرج من فلسطين». وذاعت هذه التعليقات على نطاق واسع على الانترنت. وفي وقت لاحق أصدرت توماس بيانا قالت فيه «آسف بشدة للتصريحات التي ادليت بها الاسبوع الماضي فيما يتعلق بالاسرائيليين والفلسطينيين. وهي لا تعبر عن ايماني العميق بأن السلام لن يحل في الشرق الاوسط الا عندما تعترف كل الاطراف بالحاجة الى الاحترام المتبادل والتسامح. عل هذا اليوم يأتي قريبا». ونشأت هيلين وهي ابنة مهاجرين لبنانيين في ديترويت وستدفن في تلك المدينة. ويبدو أن هذه السيدة العنيدة قد أصدرت بيانها بضغوط من أحباء، إذ لم تبد أي غفران لاحتلال اسرائيل لفلسطين وطرد سكانها من أرضهم ومنازلهم وحقولهم. وبعد تصريحاتها هذه لم يحبذ السياسيون دعوتها إلى احتفالات عامة، وقيل ان البيت الأبيض تجاهلها أيضاً. وبدأت هيلين حياتها الصحفية محررة في صحيفة واشنطن ديلي نيوز ثم التحقت بما كانت تعرف آنذاك باسم صحيفة يونايتد برس عام 1943. واصبحت مراسلة بالبيت الابيض عام 1961. والفت وشاركت في تأليف نحو ستة كتب وأحدها بعنوان «اسمع، يا فخامة الرئيس، كل ما توده من رئيسك أن يعلمه ويفعله».