ليست لي أية اهتمامات رياضية ولا أتلقى التعازي حين هزيمة ناد ولا أسهر أذرف الدمع منتحباً على أية هزيمة رياضية لأي ناد. بمعنى أنني ليست من المصابين بحمى التحزب الرياضي (ولا أية حمى حزبية أخرى والحمد لله)، لكنني اهتم بمنتخب كرة القدم لأنه هوية وطنية وليس حيازة خاصة لمجموعة أو شلة أو اختراعا لجذب الأضواء والتباهي أو الصراعات. بالضبط لأنه يمثل الوطن مواطناً وجغرافيا وتاريخاً وفن العلاقات. ولأنني لست صحفياً رياضياً ولا كاتباً رياضياً يفترض أن أترك الخبز لخبازه، لزميلنا محمد البكر مثلاً، نظراً لثقافته الرياضية الواسعة وله صولات وجولات في الميادين الرياضية وقبائلها وجهاتها وطموحاتها وأهوائها، وتناسلاتها. وهو لم يقصر إذ أجاد وأفاد.. إذن ما هي «الطفرة» التي اضطرتني لكتابة موضوع رياضي.. الجواب هو أن المستوى المتردي الذي بلغه المنتخب جعل كل شيء بحقه مباحا، وأصبح يتدخل بشأنه الذين يعلمون والذين لا يعلمون والمتخصصون ودهماء العامة. وفيما يخص الرياضة ومفاقهها فإنني اعترف أنني من الدهماء. وكتبت هذه المقالة كي يعرف المتنفذون بشئون الرياضة ومنافسات «الفيفا» وموديلاتها ومآلاتها وقوانينها، وما يلف لفيفها، أن المنتخب بلغ من السوء إلى الدرجة التي أصبحت بها أكتب بشأنه. ويحق لي ولأي مواطن أن يخوض في ذلك بعد أن تحول «المنتخب» إلى «منتحب» ومذارف للدموع والأسى. ولأنني لست متخصصاً فإنني سأقدم وصفة عامة وتشخيصاً «شعبياً» لحالة المنتخب.. أولاً المشكلة ليست في فرانك ريكارد سواء بقي أو ذهب أو «لهط» عشرات الملايين من «المقسوم» أو عزف عنها، فهذه حال المنتخب قبل فتى «الأراضي المنخفضة» وستكون الحال نفسها بعده إن لم يقوض الله لهذا المنتخب رجلاً يضعه على الطريق الصحيح. ثانياً: تبدو علة المنتخب الأولى «سوء تغذية تدريبية» وعلل اخرى فكرية ثقافية، أهمها أن يستوعب اللاعبون «فلسفياً» كونهم ممثلين لوطن في منافسات دولية، فحينما تشع أنوار الهوية الوطنية في أذهان اللاعبين بما يليق بها، فإن عبقرياتهم ستمد بطاقات معنوية مذهلة، وسوف «يبدعون» وسيعيدون المنتخب إلى تألقاته. بمعنى أن أي مخيخ فارغ وملبد بظلمات الجهل، فإنه من العسير عليه أن يبدع بأي شأن، سواء الكرة أو الإدارة أو مؤانسة الخلان والرفاق أو حتى الجلوس والحديث إلى النفس المتوحشة المتوحدة أو المتألمة. * وتر تقف بين امتداد البيد وسيف البحر.. باليمين قوارب يلتهمها سراب الماء وباليسار قوافل تغوص في رمال الربع.. وفي العلو أقمار تنأى.. وتلوح للمسافات وبيدها المخضبة بعطر الخزامى وقبضة من رياح الشمال.. [email protected]