لست أتتبع أخبار الرياضة، وذلك من أكبر عيوبي، وليس عيباً في بني الكرة الأنجاب، المتوجين في عالم تدور أيامه أشد مما تفعل الكرة في مرمى فريق «عليمية». ولكن الفضول يقودني أحياناً إلى عالم السطوع هذا. تفرج: رياضة السلام والمحبة و«الروح الرياضية» تتحول إلى ميادين تقريعات و«تنابز بالألقاب»، وإقصاء وخرط قتاد وأحياناً دمويات، وبالتالي انهيار تام لكل روح رياضية. الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ليس أنظف من أي اتحاد سياسي، ولا أقل سوءاً، ولا أقصر باعاً. في الانتخابات الأخيرة، هجر الفيفا ما سطر في دستوره من مثل تأخذ بألباب القلوب، وتفرغ للأداء السياسي أكثر مما كانت تفعل الطغم الحزبية في أنظمة تتبجح بأنها «ديمقراطية» بادت بسبب الغياب التام القسري للديمقراطية. سبق أن صوت السويسريون ضد رفع الأذان في مساجد المسلمين هناك، على الرغم من سجلهم التاريخي النظيف المتسامح في القرن العشرين، وهم اليوم يتزمتون للاحتفاظ بتاج الفيفا لفتاهم بلاتر الذي لا ينفك يتأبه في المحافل الكروية. وكانت، الأنظمة البائدة، تغدق أطنانا من الكلام الرنان، وتسرف في الفساد والخداع. المعركة بين «المعلم» السويسري جوزيف بلاتر، والقطري ابن همام على تاج الفيفا، انتهت كما تنتهي أي انتخابات «ديمقراطية» في بلد الحزب الواحد. وكان التكتيك السياسي واضحاً، فقد طعنت لجنة في نزاهة ابن همام قبل أيام من الانتخابات. لماذا ليس قبل سنة، أو قبل ستة أشهر.؟. والتوقيت كان يهدف إلى تكبيل ابن همام، حتى لو كان ابن همام بريئاً، فلن يكون لديه من الوقت لإثبات براءته قبل أن يقضى الأمر، وتطير طيور الديمقراطية السويسرية بأرزاقها. وإن لم يكن ابن همام بريئاً فلماذا صمت أشاوس الفيفا الأنجاب طول هذا الوقت على القيح وصبروا على رائحة «المعاطن».! ومن نتائج الديمقراطية أن خطف بلاتر التاج، بينما يلاحق ابن همام بسياط الألسن. ولاحظنا أن السويسريين بدأوا «يتزمتون» مع بداية هذه الألفية الثالثة، وفي هذه الأيام، ولا أعلم لماذا؟، فقد سبق أن صوت السويسريون ضد رفع الأذان في مساجد المسلمين هناك، على الرغم من سجلهم التاريخي النظيف المتسامح في القرن العشرين، وهم اليوم يتزمتون للاحتفاظ بتاج الفيفا لفتاهم بلاتر الذي لا ينفك يتأبه في المحافل الكروية. ولم يبق للديمقراطية إلا أن تتوج بلاتر رئيساً للفيفا طوال العمر. وتر هل رأيت..؟ كيف يغدق العالم الحقوقي المبجل أطناناً من الرصاص في أزقة مقديشو.. ويضن بكسرة خبز تتوسلها الثكلى الغرثى الجائعة. وخير «مجاهد» بين أن يطعم طفل أو يوفر ثمن رصاصة.. فتلبسته شهية الدم.! [email protected]