أوضحت المستشارة الأسرية نورة الكناني أن الأسرة تعتبر منظمة اجتماعية، تنشأ بارتباط زوجين مؤسسين لأول لبنة ونواة في المجتمع، ويتطلب هذا التأسيس التزامات ومنها: تكاليف الزواج بداية بالمهر الذي سنه الشرع على الزوج كحق لزوجته، ولم يُحدد بمبلغ معين، فقد يكون كثيراً وقد يكون قليلاً بحسب ما تراضى عليه الزوجان وولي الزوجة، أو ما حددته قبيلة أو منطقة أو طائفة ما. وقالت الكناني: «من المؤسف أن يُحدد هذا المهر بمبالغة أو بتفريط فيُظلم كلا الزوجين، فلو كان المبلغ زهيداً لهُضم حق الفتاة، ولو كان باهظاً ومبالغاً فيه لأرهق الشاب وأثقل كاهله». وأضافت: «يعتبر هذا الأمر سببا من أسباب الخلاف والمشكلات للمقبلين على الزواج، فرضته عادات وتقاليد بالية متماشية مع مظاهر البذخ والإسراف في حفلات الزواج وتعزيزاً ومجاراةً لمشاهير السوشال ميديا واضطراباً في الشخصية المتمثل في عقدة النقص والشعور بالدونية والأقل شأنا، وهذا ما يدفع بكثير من الأسر لتعويض هذا النقص بسلوكيات التفاخر والتظاهر في إقامة حفلات تتجاوز ميزانية كلا الطرفين، مما ينعكس سلباً على سعادتهما واستقرارهما مستقبلاً». » حلول وسلوك وأضافت الكناني: «إن ظاهرة المبالغة في تكاليف الزواج هي قضية مجتمع بأسره، تحتاج لتكاتف المجتمع في وضع حلول للحد منها، وكثيراً ما نسمع ونقرأ عن أهمية توعية المقبلين على الزواج بادخار المال ووضع ميزانية محددة، مما شكل صورة ذهنية للشباب بأن الزواج شبح سيقتل مستقبله ويجعله رهينة للتقشف والعوز والفقر». وأردفت قائلة: «اقترنت بداية التفكير بالميزانية وتقنين الصرف وادخار المال ببداية تفكير الشاب بالزواج، إن نشأة ادخار المال تبدأ بزرع عادة وسلوكيات للطفل ليعتاد عليها ويرى ثمرتها بحصالة الادخار».