تصاعدت وتيرة الاحتجاجات المناهضة لنظام الحكم في السودان، أمس الأربعاء، وشهدت البلاد تظاهرتين كبيرتين، إحداهما مؤيدة، وأخرى جابت شوارع مدينة أم درمان نادت بسقوط النظام، وهتفت بشعار الاحتجاجات «تسقط بس»، فيما اتهم الرئيس عمر البشير جهات خارجية بالتآمر على بلاده والسعي لتركيعها. وأشار في كلمة ألقاها خلال تظاهرة مؤيدة للحكومة لوجود «أجندات خارجية تسعى لتدمير السودان»، موضحًا أن المتظاهرين ضد الحكومة في الأيام الماضية يُدارون من دول معادية للسودان. » رفض التنحي ورفض البشير دعوات له بالتنحي، وقال: إنه مستعد لتسليم السلطة، لكن فقط من خلال الانتخابات. وتأتي تلك التصريحات بعد ثلاثة أسابيع من احتجاجات تطالب برحيله، بينها مظاهرة أمس الأول نظمها الآلاف من مواطني مدينة القضارف - شرق السودان-. وجاء خطاب البشير قبل ساعات من تنظيم مسيرة معارضة إلى الهيئة التشريعية الوطنية في أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، لتقديم مذكرة تطالب باستقالة البشير. واعتبر الرئيس السوداني أنه «لا بديل عن الحوار الوطني والرجوع للانتخابات»، حيث أكد أن مَنْ يريد السلطة فعليه أن يلجأ لصناديق الاقتراع. وشدد البشير على أن السلطات لن تفرط «في حماية الشعب وممتلكاته». » تظاهرات أم درمان وعقب خطاب الرئيس السوداني بحوالي الساعة، أطلقت شرطة مكافحة الشغب السودانية، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين مناهضين للحكومة في مدينة أم درمان. وردد آلاف المتظاهرين هتافات «الحرية والسلام والعدل»، وأغلقوا الطريق الرئيس في أم درمان، لكنهم سرعان ما واجهوا الغاز المسيل للدموع مع تحرك شرطة مكافحة الشغب لتفريقهم. وتحوّلت الاحتجاجات، التي اندلعت أولًا في بلدات وقرى قبل أن تنتقل إلى الخرطوم، إلى تجمعات مناهضة للحكومة وصفها محللون بأنها أكبر تحدٍ يواجهه نظام البشير منذ سنوات. وأفادت السلطات بأنّ 19 شخصًا متظاهرًا على الأقلّ قتلوا، إلا أنّ منظمة العفو الدولية تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 37. » قتل بالرصاص ويواجه البشير حاليًا أطول فترة احتجاجات منذ استيلائه على السلطة عام 1989. وفي خطاب ألقاه في قاعدة عسكرية قرب عطبرة شمال شرقي العاصمة الخرطوم، سخر البشير من دعوة المتظاهرين له بتسليم السلطة إلى الجيش. والبشير قائد عسكري سابق تولى السلطة في انقلاب نظمه «الإخوان المسلمون»، وفاز بانتخابات متعاقبة قال معارضوه إنها لم تكن حرة ولا نزيهة. ويقول شهود: إن قوات الأمن تفض المظاهرات أو تمنع اندلاعها باستخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. » قلق دولي وعبّرت بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج في بيان مشترك، أمس الأول، عن شعورها بالقلق من رد فعل الحكومة السودانية على الاحتجاجات. وقالت الدول في البيان «نشعر بالصدمة من التقارير عن سقوط قتلى ووقوع إصابات بالغة بين مَنْ يمارسون حقهم المشروع في الاحتجاج، وكذلك التقارير عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين». وأضافت: «تدعو دولنا حكومة السودان للإفراج فورًا عن كل الصحفيين وزعماء المعارضة السياسية ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من المحتجين المحتجزين دون اتهامات أو محاكمة».