حضور المملكة العربية السعودية ضمن أقوى عشرين اقتصادا في العالم يؤكد الدور المحوري والمهم الذي تلعبه هذه الدولة المحبة للسلام على المستوى العالمي، ولو تحدثنا عن النفط كسلعة أساسية تتحكم في الكون صعوداً وهبوطاً وتطوراً نلاحظ أن المملكة كمنتج أول لهذه السلعة، بل إنها تتبادل الدور الأول مع روسيا بين الحين والآخر، لم تستغل هذا المصدر لمصالحها الشخصية بل عندما تتعرض إحدى الدول المنتجة لظروف، سواء عقوبات أو كوارث وغيرها، تقوم السعودية بتعويض النقص من باب حفظ التوازن لأسعار هذه السلعة المهمة التي يؤدي ارتفاعها الجنوني إلى كوارث تحل بالاقتصاد العالمي وانكماش لا يعلم مداه إلا الله، ولذلك جاءت مكانة هذه الدولة على المستوى الدولي مهمة جداً بما تحمله من توازن وحكمة وبعد نظر اقتصادي لا يفكر في الأنا بقدر ما يفكر في تجنيب المجتمع الدولي أي مشاكل اقتصادية أو كوارث تعيق تقدمه وتطوره. مشاركة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مترئساً وفد السعودية في قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين، تؤكد هذا التوجه والتقدير الكبير الذي يحمله المجتمع الدولي للمملكة ولشخص هذا الشاب الذي حمل على عاتقه التحديث والتطوير ونقل مجتمعه ومنطقته إلى أفضل مكانة علمية وتقنية، خلاف الإصلاحات الاقتصادية وتحسين التشريعات والبيئة الاستثمارية داخلياً، مما حدا بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي إلى الإشادة بهذه الإصلاحات. تحتل المملكة المرتبة السابعة عشرة بين اقتصادات مجموعة العشرين، وهي من الدول المؤسسة للمجموعة، وأسهم الدور الكبير للمملكة في زيادة قوتها وتأثيرها على الاقتصادات الإقليمية والعالمية، كما أن المملكة ثالث دول العشرين في الاحتياطات الأجنبية. تستقبل الرياض قمة مجموعة العشرين المقبلة في 2020 مما يؤكد الأهمية الكبيرة والمكانة التي تحظي بها السعودية على مستوى دول العالم وما تمثله من حضور هام على المستويين الاقتصادي والسياسي، فالمملكة تعتبر الحائط الأول لمكافحة الإرهاب في المنطقة، ولسنا بحاجة للحديث عن الإرهاب الإيراني وأذرعه التي عاثت في الدول العربية فساداً وقتلاً وما تمثله ميليشياتها من فساد، وعلى رأسها الحوثي في اليمن الذي اختطف الأمن والسلام من هذا البلد الشقيق وروع الآمنين ونشر الرعب، وكاد يستولي على البلد بأكمله لولا فضل الله ثم تدخل المملكة والدول الصديقة من خلال عاصفة الحزم التي ولله الحمد على وشك أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح. اختيار المملكة ضمن دول قمة مجموعة العشرين لم يأت اعتباطاً، ولكن بسبب ما كسبته من تقدير واحترام الشعوب والدول قاطبة ودورها المحوري والمهم في التوازن العالمي.