انطلقت أمس آليات وقافلات الدفعة الأولى من النازحين السوريين من عرسال باتجاه الأراضي السورية بعدما استكمل الأمن اللبناني إجراءات التحقق من أوراقهم الثبوتية، في وقت صعد فيه نظام الاسد وميليشياته وحليفه الروسي من الغارات الجوية على الجنوب السوري، ناشرين «الموت» في درعا؛ ليسقط إثره 46 مدنيا معظمهم من الأطفال، فيما استنكرت المعارضة صمت واشنطن عن المجازر، التي ترتكب بحق السوريين. وشجب كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري في مؤتمر صحافي الخميس بالرياض، ما وصفه بالصمت الأمريكي إزاء هجوم لقوات النظام في جنوب غرب سوريا، حيث اتفقت واشنطن مع الأردنوروسيا على أنها منطقة «خفض للتصعيد» العام الماضي. مكان وزمان إلى ذلك، من المتوقع أن تعلن روسيا وامريكا مكان وزمان القمة المنتظرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف الى تحسين العلاقات المتدهورة بين البلدين، ومناقشة الوضع في سوريا. وقال مستشار الكرملين يوري اوشاكوف: بعد المحادثات التي أجراها مستشار الأمن الامريكي جون بولتون في موسكو مع بوتين، من المفترض أن تعلن روسيا والولايات المتحدة مكان وزمان القمة «في الوقت نفسه»، مشيرا إلى أنها ستعقد في بلد ثالث. وفي تضارب لواقع ما يحدث على الأرض السورية، قال الرئيس الروسي، الخميس: إن موسكو سحبت 1140 عسكرياً و13 طائرة حربية من هناك في الأيام الماضية. وأضاف بوتين، في حفل أقيم لخريجي الكلية العسكرية في الكرملين: كما تعلمون بدأنا سحب قواتنا خلال زيارتي لقاعدة حميميم.. الانسحاب مستمر الآن. غارات الموت يأتي هذا في وقت صعّد فيه النظام والطيران الروسي من استهداف مناطق المعارضة بمحافظة درعا بغارات جوية مكثفة راح ضحيتها 46 مدنيا من بينهم أطفال، في مجزرة جديدة تضاف للسجل الدموي للأسد وحلفائه. وتواصل قوات النظام تدعمها روسيا، عمليات استهداف ريف درعا، موسعة رقعة القصف باتجاه الحدود الأردنية. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن النظام وميليشياته الإيرانية، من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على بلدتي المليحة الشرقية والمليحة الغربية، وسط اشتباكات عنيفة في محيطهما في محاولة من الفصائل لاستعادة السيطرة عليها، كما تدور معارك طاحنة بين الطرفين على محاور في بلدة الحراك. انزعاج أممي من جهتها، أفادت شبكة «شام» المناوئة للنظام، بأن غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري صدت محاولات تقدم لقوات الأسد وميليشيات إيرانية ولبنانية وأخرى عراقية باتجاه قاعدة الدفاع الجوي غربي مدينة درعا. في المقابل، أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا عن انزعاجه إزاء هجوم نظام الأسد وروسيا على درعا، محذرا من تكرار سيناريو الغوطة الشرقية وحلب. وقال للصحفيين: هناك الآن ونحن نتحدث يجري هجوم أرضي وقصف وكذلك تبادل لإطلاق النار من كلا الجانبين، مضيفا: نحن في مجلس الأمن هذا لا يمكن أن نسمح بأن يكون هذا إعادة لسيناريو الغوطة الشرقية أو حلب، حيث فقدنا العديد من الأرواح، ويبدو أننا متجهون نحو هذا السيناريو في الجنوب. عودة نازحين في غضون ذلك، كانت «اليوم» حاضرة لعملية عودة عدد من النازحين السوريين عبر وادي حميد باتجاه جرد عرسال وصولا الى معبر الزمراني. وقالت مصادر للصحيفة: انه بحسب اللوائح فإن 380 سوريا سيعودون الى بلداتهم في قرى القلمون وذلك بواسطة سياراتهم الخاصة. فيما لفت عدد آخر من النازحين إلى عدم تمكنهم من تسجيل أسمائهم، وقالوا: لو سمحت لنا السلطات اللبنانية بالعودة دون تسجيل لخرجنا مع الدفعة التي انطلقت اليوم (أمس). ومن المقرر أن يعتصم عدد من النازحين السوريين اليوم الجمعة للمطالبة بالعودة السريعة والآمنة إلى بلدهم. من جهته، أكد رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، أن عودة السوريين اليوم (أمس) إلى بلادهم طوعيّة وليست قسريّة. يشار الى أن حوالي ألف نازح سوري من شبعا وجوارها، عادوا قبل حوالي الشهرين إلى بلداتهم في السفح الشرقي لجبل الشيخ في مرتفعات الجولان عبر حافلات ستجتاز سبعة كيلو مترات تفصل بين شبعا والبلدات السورية. وكانت شبعا قد شهدت تدفق المئات من النازحين السوريين خلال المعارك ضد الجماعات الإرهابية، التي تمركزت في بيت جن ومزرعة بيت جن ومحيطها ضمن المثلث اللبناني السوري الفلسطيني المحاذي للجولان.