"ذكاء اصطناعي" يرفع دقة الفيديو 8 أضعاف    قصة 16 مواجهة جمعت الأهلي والرياض    اتفاق سعودي – قبرصي على الإعفاء المتبادل من التأشيرة    تشافي: مشروع برشلونة وراء قرار بقائي في منصبي وليس المال    "موعدنا الدوحة".. وسم الجماهير لدعم الأخضر أمام أوزبكستان    الذهب ينخفض مع تراجع الطلب واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة    أمير المدينة يستقبل قنصلي قطر والأردن    نائب وزير الموارد البشرية للعمل يلتقي سفير أثيوبيا لدى المملكة    أكثر من 80 مليون ريال جوائز كأس العُلا للهجن    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلتقي مديري عموم فروع الرئاسة في مناطق المملكة    مستشفى ظهران الجنوب يُنفّذ فعالية "التوعية بالقولون العصبي"    الحوثي يقر باستهداف سفن أمريكية وإسرائيلية.. هيئة بريطانية: انفجار قرب سفينة قبالة عدن    «رؤية 2030»: انخفاض بطالة السعوديين إلى 7.7%.. و457 مليار ريال إيرادات حكومية غير نفطية في 2023    بعد مقتل اثنين من موظفيها .. بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة المشارك في المؤتمر السادس للبرلمان العربي    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس مجلس أمناء جمعية قبس للقرآن والسنة    الأمير محمد بن ناصر يرعى حفل تخريج الدفعة 19 من طلبة جامعة جازان    مواقع التواصل تحتفي بمغادرة خادم الحرمين الشريفين المستشفى    كاوست ونيوم تكشفان عن أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم    "الجمعة".. ذروة استخدام الإنترنت بالمملكة    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    هل تشتعل جبهة جنوب لبنان ؟    روسيا: زيارة بلينكن للصين تهدف لتمزيق العلاقات بين موسكو وبكين    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    فهد بن سلطان يتسلّم شهادة اعتماد تبوك مدينة صحيّة    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    أدوات الفكر في القرآن    الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية    الملك يغادر المستشفى بعد استكمال فحوصات روتينية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    الأوبرا قنطرة إبداع    اللهيبي تُطلق ملتقى «نافس وشركاء النجاح»    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    مين السبب في الحب ؟!    مشاهدات مليارية !    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    سوناك وشولتس يتعهّدان دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" (تحديث)    النفع الصوري    حياكة الذهب    حجار التعصب تفرح بسقوط الهلال    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    زراعة 2130 شجرةً في طريق الملك فهد بالخبراء    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    جامعة جازان تحتفي بتخريج 9,597 خريجاً وخريجة    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأمية»..هنا نقطة الضعف العربي.. كيف؟!

اشارت احصاءات دولية حديثة إلى تحسن معدلات مكافحة الأمية في دول الخليج التي احتلت مراكز متقدمة ضمن مجموعة مختارة من الدول العربية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو) إن أحدث البيانات الصادرة عن معهدها للاحصاء تشير الى تحسن ملموس في نسب محو الأمية لدى الكبار على مدى العقد المنصرم. وظهر ذلك خصوصا في البلدان ذات الكثافة السكانية المرتفعة، بما فيها البرازيل والصين ومصر وباكستان.
وتشير احصاءات المعهد إلى أنّ واحداً من أصل خمسة كبار عبر العالم، أي ما يقارب 860 مليون شخص، لا يزالون من الأميين، وثلثاهم من النساء. ويعيش حوالي 70 في المائة من هؤلاء في جنوب الصحراء الافريقية، وجنوب وغرب آسيا، والدول العربية وافريقيا الشمالية. وتشير مصادر منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي إلى معدل لمحو الأمية بنسبة 86 في المائة، والى عدد اجمالي من الأميين يبلغ 185 مليوناً. ويوجد في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي 39 مليوناً من الأميين، أي ما يناهز 11 في المائة من مجموع السكان لدى فئة الكبار.
خريطة توضح بلدان العالم حسب نسبة القادرين على القراءة والكتابة
الأمية العربية
ووفقا لتقديرات المعهد المعروضة على موقعه الانترنتي www.unesco.org/statistics على شكل رسوم تخطيطية، فان نسبة الأمية في الدول العربية وصلت عام 2000، الى معدل 40 في المائة تقريبا، حيث شكلت نسبة الذكور أقل قليلا من 30 في المائة، ونسبة الاناث حوالي 52 في المائة، بينما وصلت النسبتان الاخيرتان في منطقة جنوب الصحراء الافريقية الى 32 في المائة وحوالي 50 في المائة على التوالي. وكل الارقام المستخلصة من الرسوم تقريبية.
وكانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو) قد قدمت تقديرات بداية هذا العام، لأعداد الأميين في العالم العربي، وصلت الى ما بين 60 و70 مليون أمي وأمية، وذلك رغم الجهود التي ظلت تبذل لعقود لمكافحتها. واشارت تقديرات معهد اليونسكو للأمية بين الكبار لمجموعة مختارة من الدول العربية لعام 2000 الى تسجيل نسبة عالية للامية في موريتانيا وصلت الى 60 في المائة في المعدل، بنسبة 50 في المائة للذكور و70 في المائة للإناث. وتلاها المغرب بمعدل 51 في المائة تقريبا (38% للذكور، 64% للاناث)، ثم مصر بمعدل 44 في المائة (32%،56% على التوالي)، ثم السودان 42 في المائة (31% و53%)، والجزائر 33 في المائة(24% و42%)، وتونس 29 في المائة (19% و39%).كما اورد معهد اليونسكو رسوما تخطيطية لمعدلات الأمية في اربع دول خليجية هي السعودية وقطر والكويت والبحرين. ووفق التقديرات فان المعدل في السعودية لعام 2000 وصل الى نحو 24 في المائة (16 في المائة للذكور، و32 في المائة للاناث)، وفي قطر 19 في المائة (18% و20% على التوالي)، والكويت 18 في المائة (16% و20%) واخيرا احتلت البحرين افضل مواقع الدول العربية بمعدل أمية وصل الى 13 في المائة (8%، 18%).
وللاشارة فان وزارة التربية والتعليم السعودية، التي نفذت مع انطلاق العام الدراسي مشروع محو الامية «معا بلا امية»، اعلنت ان الامية انحسرت في المملكة عام 2003 لتصل الى 8.8 في المائة بين الذكور و27.1 في المائة بين الاناث اي بمعدل 17.76 في المائة.
وقال معهد اليونسكو انه وفي حال عدم تسارع الجهود لمحو الأمية بشكل حثيث، فان عدد الأميين لدى الكبار سيبلغ حوالي 800 مليون شخص في العالم بحلول عام 2015، وهي المهلة التي حدَّدها أكثر من 160 بلداً في عام 2000 بهدف خفض نسب الأمية لدى الكبار إلى النصف.وحسب التقديرات الوطنية المرتكزة إلى الإحصاءات الرسمية للسكان، والتي شملت أربعين بلداً، حققت الصين أفضل النتائج مع ارتفاع معدل محو الأمية لدى الكبار (15 عاماً وما فوق) من 78 في المائة في عام 1990 إلى 91 في المائة في عام 2000. كما ارتفع هذا المعدل في مصر من 44 في المائة في عام 1986 إلى 56 في المائة في عام 1996، وسجَّل مزيداً من التحسن منذ ذلك الحين استنادا الى تقارير صدرت أخيراً. وأعلنت البرازيل أيضاً عن تحسن بنسبة ست نقاط مئوية، من 80 في المائة في عام 1991 إلى 86 في المائة في عام 2000، في حين شهدت باكستان ارتفاعاً لمعدل محو الأمية من 39 إلى 42 في المائة بين عام 1994 وعام 1998.كما سجَّلت البلدان الأربعة، والصين بصورة خاصة، تحسناً في نسب محو الأمية لدى النساء. ففي البرازيل، أظهرت البيانات أنّ نسبة محو الأمية لدى النساء باتت تتجاوز بقليل نسبة محو الأمية لدى الرجال. وتلك هي أيضاً حالة بليز وهندوراس والفلبين وجزر السيشل. كذلك شهدت جمهورية افريقيا الوسطى، وهي إحدى الدول الافريقية القليلة التي تعلن رسمياً عن نسبها في مجال محو الأمية لدى الكبار، ارتفاعاً في معدلاتها من 34 في المائة إلى 49 في المائة من عام 1990 إلى عام 2000. لكنها تسجِّل، على غرار مصر وباكستان، تفاوتاً كبيراً يفوق 20 نقطة مئوية في نسب محو الأمية بين الرجال والنساء.
وفي صفوف الشباب، الذين يُعرَّف عنهم هنا بالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، فإنّ نسب محو الأمية غالباً ما تكون أكثر ارتفاعاً بالقياس مع سائر المجموعات السكانية لدى الكبار. ففي إيران على سبيل المثال، يبلغ الفرق في نسب محو الأمية بين الشباب والكبار 20 نقطة مئوية. ونمَت نسبة محو الأمية لدى الشابات على نحو أسرع من النسب لدى الشباب خلال التسعينات في مجمل البلدان تقريباً. تجدر الاشارة الى ان برنامج «عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية (2003 2012) انطلق في فبراير الماضي في محاولة لإعطاء زخم جديد لجهود محو الأمية وبلوغ الهدف المحدَّد لعام 2015.
5 دوائر إقليمية وعالمية تتوج الجهد السعودي للقضاء على الجهل
جهود كبيرة ومباركة فى محو الأمية، تبرز دور المملكة وتحصد نتائجها بعد أربعين عاماً، حيث بدأ الملك عبدالعزيز رحمه الله بمشروعه الكبير في توطين البدو، وبناء الهجر والقرى، وتزويدها بالعلماء والمشايخ والدعاة لتعليم الناس أمور دينهم، وتخليصهم من الجهل والخرافات والأمية، وكان هذا المشروع الحضاري مشروعاً لمحو الأمية أيضاً. واهتمت الدولة - ضمن سياسة التعليم - بمكافحة الأمية وتعليم الكبار (من الرجال والنساء) وأسهمت في ذلك الوزارات والهيئات المهتمة بالتعليم، كما أسهمت وسائل الإعلام في هذا الجهد. وصدر الأمر السامي الكريم في الشهر السادس من عام 1392ه الموافق 1972م بالموافقة على نظام تعليم الكبار والكبيرات ومحو الأمية بالمملكة. وتم تشكيل لجنة عليا من الجهات التعليمية، فوضعت خطة شاملة لمدة عشرين سنة لمواجهة مشكلة الأمية بالمملكة.
للمملكة دور ريادي في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، كما تؤكد تصميمها في السير على هذا النهج الخير انطلاقاً من مبادئ ديننا الحنيف الذي حث على طلب العلم وكرم أهله، ومن إدراكها بأهمية العلم والثقافة ودورهما في رقي الشعوب وتقدم الدول, وتفعيلاً لهذا المبدأ الأصيل والنهج القويم أخذت المملكة ممثلة في وزارة التربية والتعليم ومن خلال إداراتها التعليمية في مختلف المناطق بفتح مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية في المدن والقرى والهجر وتزويدها بكافة الضروريات وتوفير المعلمين المؤهلين بها .
واحتفلت المملكة فى الثامن من سبتمبر الجاري ، بإنجازها الذى قد تمكنت من خلال تجربتها الرائدة بخفض نسبة الأمية في البلاد من 60 بالمائة في عام 1972 م إلى نسبة متدنية بلغت 4 بالمائة في العام الحالي 2012. وبرز الاهتمام بمحو الأمية في المملكة منذ أكثر من نصف قرن حيث كان أول ظهور لنظام يختص بتعليم الكبار ومحو الأمية. وقتها صدر لنظام محو الأمية لائحة راعت التطور الذي يشهده العالم والتوجه نحو تعليم الكبار والتعليم المستمر، لافتة إلى ما سبقه من تمهيد تعليمي تمثل في الكتاتيب، ثم التعليم الأهلي، وصولاً للتعليم النظامي، وما تلا ذلك من استحداث لإدارة مختصة بتعليم الكبار، ما لبثت أن توسعت في نشاطاتها وأعمالها حتى تم تعديل مسماها إلى الأمانة العامة لتعليم الكبار.
وقد حققت المملكة نمواً أفقياً في عدد المدارس التي بلغت 3085 مدرسة تضم 8067 فصلاً، ويدرس فيها حوالى 82797 أمياً وأمية، ويعلمهم 10200 معلم ومعلمة، فيما بلغت مدارس تعليم الكبار ومحو الأمية للبنين قبل سنتين 729 مدرسة تضم 1261 فصلاً، يدرس فيها 12638 أمياً، وبلغت مدارس محو الأمية في قطاع البنات 2358 مدرسة تضم‌ 6806 فصول دراسية، ويدرس فيها 70158 أمية.
5 جوائز
وقد حصلت المملكة على خمس جوائز دولية وإقليمية، هي جائزة محو الأمية الحضاري عام 1996، من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، وجائزة الملك سيجونغ لمحو الأمية في العام نفسه من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، وجائزة توم العالمية لمحو الأمية عام 1998 من المنظمة نفسها، وجائزة محو الأمية الحضارية في العام نفسه من المنظمة ذاتها، والجائزة العلمية لتعليم الكبار عام 1999من المجلس العالمي لتعليم الكبار، وقد استكملت الأمانة المختصة بتعليم الكبار برامج «وزارة بلا أمية» و«الأمن العام بلا أمية»، إضافة إلى الحملات الصيفية والمراكز المسائية لمحو الأمية.
نظام تعليم الكبار ومحو الأمية
صدر نظام تعليم الكبار ومحو الامية بمرسوم ملكي بتاريخ 6/9/ 1392ه 1972م وصدرت لوائحه التنظيمية والتنفيذية التي تنص على أن يسمى هذا النظام بنظام تعليم الكبار ومحو الأمية الذى استهدف محو الأمية بين جميع المواطنين، وشمل على تعريف الأميين بأنهم الذين لا يجيدون القراءة والكتابة وتجاوزوا أعلى حد لسن القبول في المدارس الابتدائية .
وشمل النظام إعداد خطة شاملة بموجبها العمل للقضاء على الأمية فى مدة أقصاها عشرون عاماً، وخصص أموالا هائلة لتمويل مشروعات محو الأمية وتعليم الكبار، بالإضافة إلى انه نظم برامج ومناهج محو الأمية وفق الأنماط التي تقرها وزارة المعارف، وأشارت اللوائح التنظيمية فى ذلك الوقت إلى استخدام المباني الحكومية الملائمة ويجوز استئجار مبانٍ خاصة لمحو الأمية، وإتاحة اختيار المدرسين لغرض محو الأمية من موظفي الحكومة أو غيرهم على أن يتم منح مكافأة للعاملين فى محو الأمية، وتكون الدراسة بها بالمجان. طبقت خطة في عام 1419 – 1420ه وهي أن تصبح الدراسة في محو الامية ثلاث سنوات بدلاً من أربع تحصل فيها الدارسة على الشهادة الابتدائية . أيضاً افتتحت مدارس متوسطة ضمن مدارس التعليم العام وذلك اعتباراً من عام 1418ه وتكون صباحية وكذلك الثانوية ، وتواصل الدولة اهتمامها بمحو الأمية حيث خصصت مكافأة مقطوعة قدرها ( 1000) ريال لمن تحصل على شهادة الابتدائية من محو الأمية .
جهود المملكة في محو الأمية
اعتمدت المملكة على القيام بفتح مدارس في جميع مناطق المملكة للرجال والنساء على حد سواء، ووضع طاقم تعليمي يشرف على هذه المدارس، بالإضافة إلى صرف المكافأة التشجيعية للمتعلمين في هذه المدارس، مع توفير جميع الامكانيات والطاقات لهذا العمل، وحرصت على نشر الوعي بين الناس عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.
أول مدارس افتتحت كان عددها أربعة عام 1392ه فيها (1400) دارسة وازدادت المدارس عاماً بعد عام حتى أصبحت عام 1424ه (2599) مدرسة وعدد الدارسات (72558) دارسة وفي عام 1422 افتتحت تسعة فصول ثانوية للكبيرات وفي عام 1998م حصلت المملكة على جائزة نوما من منظمة اليونسكو كما حصلت في العام نفسه على جائزة محو الأمية الحضاري الممنوحة من منظمة الأليسكو وهي بمناسبة انخفاض نسبة الأميات والخطة العشرية للقضاء على الأمية تستهدف الاعمار من 10 – 44 وبرنامج مجتمع بلا أمية المطبق هذا العام يستهدف من 10 – 45 وتم الاحتفاء بتخريج أول دفعة من الثانوية العامة لمحو الامية وتعليم الكبيرات عام 1424ه وعددهن 88 دارسة في حفل جميل تخللته مواهب رائعة وأشرفت عليه مشرفات الأقسام في مدينة الرياض وحضرته سمو الاميرة ريم بنت الوليد بن طلال وكانت مشاعر الدارسات وكانت مسيرتهن توحي بالفخر وهن امهات يتخرجن بعضهن في نفس العام مع أولادهن.
الأمية الأبجدية خطر يهدد كيان الأمة وجهود المواجهة مازالت متواضعة
هى معضلة بكل تأكيد ما زالت عصية على الحل الجذرى بالرغم من جهود تبذل من هنا أو هناك لكنها تبدو غير كافية أو على نحو يلبى متطلبات القفز عليها فنسبة الأمية في الوطن العربي هي أعلى النسب على المستوى العالمي وفقا لتأكيدات تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" " الذى رأى أن جهود مقاومتها قياسا لحجم المشكلة لا تزال متواضعة لافتا الى أن عدد الأميين في العالم العربي في تصاعد مستمر فقد بلغ حوالى خمسين مليون نسمة فى العام وقفز الى سبعين مليونا سنة 2005 بينما وقع انخفاض تدريجي في نسبة الأميين حيث بلغت 73% سنة 1970 وهبطت إلى 48% سنة 1990 ثم إلى 35% سنة 2005 في الفئة العمرية التي هي فوق سن الخامسة عشرة.
ويوضح التقرير أن النسبة الحالية للأمية في العالم العربي تمثل ضعف نسبة المتوسط العالمي المسجل في هذا المجال،حيث تنتشر أكبر نسبة للأمية في العالم العربي- حسب التقرير- بين الإناث قياسا بالذكور حيث يمثلن أكثر من 46% مقابل أكثر من 25% للرجال.
مصر الأعلى
وتشير احصائيات رسمية الى أن أكثر البلدان العربية أمية هي مصر فيبلغ أعداد الأميين فيها سبعة عشر مليون أمي، يليها السودان ثم الجزائر فالمغرب واليمن ويمثل مجموع الأميين في هذه البلدان حوالى 78% فى الوطن العربي، بينما تتصدر الإمارات العربية المتحدة تليها قطر فالبحرين فالكويت الدول العربية الأقل أمية وبين هؤلاء وهؤلاء تحتفظ الأردن وتونس وليبيا وسوريا بنسبة معقولة هي 13% مع الإشارة إلى أن هذه المعطيات تعتبر نسبية نظرا لاختلال موازين الكثافة السكانية بين هذه الدول عدا عن فشل السياسات التعليمية وضعف البنية التربوية التحتية وتشير الدراسات كذلك إلى عوامل مفروضة جعلت العراق يتقهقر في مجال مكافحة الأمية بسبب سنوات الحصار والغزو لتبلغ نسبة الأميين فيه 61% وكذلك الحال في فلسطين التي سجلت سابقا معدلات مشجعة في نشر التعليم كما وكيفا غير أن أعمال الاحتلال التي تقتل البشر ولا تكاد تبقي حجرا على حجر جعلت هذا المنجز مهددا بنسب تتراجع سنة بعد أخرى.
عقبة رئيسية
وحسب تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم فإن الأمية تشكل عقبة رئيسية في العالم العربي حيث يوجد نحو ثلث عدد البالغين "أي حوالي 60 مليوناً" لا يستطيعون القراءة والكتابة، وثلثا هؤلاء هم من النساء كما يوجد نحو تسعة ملايين طفل في سن التعليم الابتدائي لا يلتحقون بالمدرسة، كما أن زهاء 45 في المائة من السكان لا يلتحقون بالمدارس الثانوية. وتؤشر هذه الأرقام الى الحالة التي يعيشها التعليم، ويدفع نحو مزيد من الفقر في المجتمع، ومزيد من عدم المساواة ومزيد من عدم الاستقرار.
ويرسم التقرير صورة عن الوضع المعرفي في الدول العربية قاطبة، وذلك حين يكشف عن وجود حالة مستشرية من الأمية المعرفية والرقمية في عالمنا العربي حيث لا يزال حوالي ثلث السكان الكبار عاجزين عن القراءة والكتابة.
تعليم أساسي
ويوضح التقرير أن نسبة كبيرة من جيل الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 25 عاماً، تتجاوز 40% في سبعة بلدان عربية، لم يتجاوزوا عتبة التعليم الأساسي وأن الأنظمة التعليمية في أغلب الدول العربية تخلفت، بشكل عام، عن توطين رأس مال بشري معرفي متماسك متجانس ويتمتع بكفاءات عالية، لتكوين مجتمع معرفة أو للمشاركة بكفاءة في اقتصاد المعرفة.
ويذكر التقرير أن نصيب المواطن العربى من إصدارات الكتب يمثل 4%، و5% من نصيب المواطن الإنكليزي والإسباني على التوالي، ويترافق العزوف عن القراءة مع ارتفاع معدل الأمية، وهبوط القوة الشرائية للمواطن، وضحالة النظم التربوية، وغياب خطط التنمية الثقافية.
وينوه التقرير الى ما حققته المرأة العربية من نجاحات ومكاسب مهمة داخل المشهد الاجتماعي العربي مقارنة مع أوضاعها في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، إلا أن هذه المكتسبات لا تكافئ دورها الفعلي والمطلوب، ولا تخفي صور الخلل القائمة في المجالات المرتبطة بمجتمع المعرفة والتي تتمثل، في المقام الأول، في نسبة الأمية العالية وسط الفتيات والنساء، إضافة إلى النسب المنخفضة لالتحاق المرأة بمراحل التعليم المختلفة، وبخاصة التعليم العالي، مقارنة مع حضور الرجال في مراحل التعليم المختلفة.
اتجاه واحد
وفى رأي يحيى عبد الوهاب الصايدي - منسق برامج محو الأمية وتعليم الكبار في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" فإن جهود مكافحة الأمية في المنطقة العربية كلها صبت على اتجاه واحد وهو القراءة والكتابة دون اهتمام لباقي مجالات تعليم الكبار، والجانب الآخر فى المسألة يتمثل فى أن هناك تباينا شديدا في المنطقة العربية في هيكليات الإدارات أو الأجهزة المسؤولة عن محو الأمية في المنطقة العربية، فهى فى بعض البلدان عبارة عن قسم ملحق في احدى الوزارات بينما وصلت فى بلدان أخرى إلى مستوى الوزارة وهو ما يؤشر الى نوع من الفجوة يشكل بالضرورة معضلة في طريقة التعامل واتخاذ القرارات.
الى جانب ذلك هناك تباين فيما يتعلق بتحديد الفئة العمرية الحقيقية للذين يعانون من الأمية فبعض البلدان العربية تعتمد 15 سنة إلى 45 وبعضها يعتمد 15 سنة فما فوق وبعضها عشر سنوات إلى 35 وبعضها عشر سنوات إلى 45 سنة ما يعطى مؤشرات معينة قد تؤثر سلبا على أسلوب المعالجة على نحو يتراوح من دولة عربية الى أخرى.
ويشير الصايدى الى اشكالية أخرى يراها أساسية تتجلى فى أن نمط تعليم الكبار في المنطقة العربية ونمط محو الأمية مازال يتجه بشكل تام إلى الوسائل التقليدية المتمثلة فى المعلم والسبورة وغيرهما دون أن تسعى الدول العربية الى الاستفادة من التقنيات الجديدة كالتعليم عن بعد أو الفيديو أو حتى القنوات التعليمية.
ويطرح الصايدي إشكالية نقص التمويل باعتبارها سببا رئيسيا فى عدم قدرة مدارس التعليم الابتدائى والأساسى فى أغلب الدول العربية عن استيعاب كل من هم فى سن الالتحاق بالدراسة موضحا أن عدد غير الملتحقين في التعليم في جيبوتي 64% وفي جزر القمر 45% وفي السودان 54% وفي موريتانيا 32% وفي اليمن وعمان 28% وهو مايشكل ما يشبه الرسوب الدائم للأمية فى المنطقة العربية وهو ما يستوجب السعى حثيثا لسد منابع هذه المشكلة من خلال رؤية جديدة لمسألة هيكلة التعليم ككل وليس فقط مشكلة الأمية من رياض الأطفال وحتى التعليم العالي.
أكثر المناطق تخلفاً
وحسبما يرى الدكتور محمد الدقس أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية فان العالم العربى هو من أكثر مناطق العالم تخلفا فى العالم على صعيد الأمية فالإحصاءات تشير الى أن 38.8% من الفئة العمرية 15 فما فوق هم أميون في العالم العربي في حين أنها تبلغ في الدول النامية 20.6 وفي الدول المتقدمة 1.1 وبالمحصلة النهائية هي 20.6% في العالم وهو ما يعنى أن العالم العربي يحتل المرتبة الأولى في مسألة الأمية معتبرا أن ارتفاع معدلات الفقر في بعض الدول العربية يمثل السبب الرئيس وراء ارتفاع الأمية بالإضافة الى أن القائمين على التعليم في مجال محو الأمية ليست لديهم القدرة الكافية على جذب المستهدفين أي الدارسين من خلال ابتكار طرق جديدة الى جانب غياب التنسيق والتكامل بين المؤسسات العاملة في القطاع العام المختص. وينتقد الدكتور الدقس الافتقار الى استراتيجية شاملة ومتكاملة لمحو الأمية فى العالم العربي وإن كانت هناك اجتهادات من هذه الدولة أو تلك واذا كانت النتائج تشير الى امكانية انخفاض معدلاتها بنسبة 1% سنويا فذلك يعنى – كما يقول- انه إذا كان لدينا نسبة أمية تبلغ 38.5% فسوف يتطلب الأمر 38 سنة للانتهاء منها لافتا الى أن الأمية لا تقتصر على عدم القدرة على معرفة القراءة والكتابة، وإنما هناك الأمية الوظيفية وهو ما يجعل وضعيتها فى الوطن العربي أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة مشيرا فى هذا السياق الى عدم الاهتمام بتعليم الفتاة والمرأة وأيضاً بالنسبة للقرى فالقرويون يشكلون ثلثين الأميين بينما الثلث الآخر في الحضر كما أن النساء يمثلن ثلثي الأميين فى حين يشكل الذكور الثلث وهو ما يعني أن الخطط التنموية المتعاقبة في الأقطار العربية ما زالت عاجزة عن استيعاب مثل هذه القضية وعدم القدرة على معالجتها بشكل فعال وكبير وتصف فريدة النقاش الناشطة الاجتماعية ورئيسة تحرير صحيفة الأهالي انتشار الأمية فى الوطن العربى بأنها ظاهرة مخجلة وتعزوها الى ضعف ميزانيات التعليم من جهة وتشوهات التنمية من جهة أخرى حيث تتجه التنمية في الاقتصاديات العربية إلى الاستهلاك أكثر من الإنتاج، والأمة العربية بصفة عامة تصدر أقل كثيرا جدا مما تستورد وتستهلك أكثر كثيرا جدا مما تنتج.
اقتصاد مشوه
وتضيف :إن هذه الظاهرة لها قاعدة في الاقتصاد الذي هو الاقتصاد المشوه والريعي والذي أدى إلى انتشار وتفاقم هذه الظاهرة في الوطن العربي وضعف ميزانيات التعليم مقارنة بميزانيات التسليح أو ميزانيات الإنفاق حتى على الإعلام، فنحن نجد أن القنوات تتوالد يوميا بينما ميزانيات التعليم ميزانيات هزيلة للغاية وإذا نظرنا إلى الدول التي نهضت في جنوب شرق آسيا فسوف نجد أنها خصصت ميزانيات هي أضعاف أضعاف الميزانيات التي خصصها العرب للتعليم.
العالم العربي ضل طريقه في حل مشكلة الجهل والغرب حل الشفرة وتطوّر
يظل الشرق شرقا والغرب غربا طالما كانت هذه الفجوة قائمة في تباين الرؤى المنهجية للتعامل مع المشاكل والأزمات، وما نجاح الغرب في التغلب على قضية الجهل في وقت أخفقت فيه الدول العربية عن التوصل إلى تلك الشفرة، إلا واحدة من تلك الأمثلة والنماذج الواقعية، مما يفرض على العالم العربي أن يتوقف لحظة لإعادة النظر في السياسة التي يتبعها والطريق الذي يسير فيه من أجل تحديد المسارات واللحاق بقطار التقدم الذي انطلق على مسار التنمية بالدول المتقدمة.. (اليوم) استطلعت آراء عدد من الدبلوماسيين والخبراء في إستراتيجيات التنمية البشرية العرب للوقوف على رؤيتهم وقراءتهم للمشهد والمخرج الصحيح منه.
استقالة الدولة من وظيفتها
في البداية يؤكد السفير الدكتور قيس العزاوي مندوب العراق لدى الجامعة العربية أن الحديث عن نجاح الغرب في علاج مشكلة الجهل والتغلب عليها بينما فشلت الدول العربية في ذلك، يجعلنا نتوقف عند تناول قضية الجهل باعتبارها مشكلة إنسانية من الدرجة الأولى، موضحا أن حقبة الستينيات شهدت اهتماما ملحوظا من الدول العربية بقضية التعليم وصدرت قوانين تفرض إلزامية التعليم الابتدائي بهدف القضاء على الأمية، وعلى ذات المسار سارت الدول الغربية وجرى العمل به في أوروبا حيث تلاحق الدولة هناك من لا يسجل أبناءه بالمدارس، ويتعرض للعقوبات كالحرمان من إعانة السكن، والضمانات الصحية، وبالتالي يتم إجبار أولياء الأمور على إلحاق أولادهم بالمدارس.
قال السفير العزاوي: إن العقود السابقة كانت تشهد اهتماما بإلزامية التعليم في المنطقة العربية، وكانت الدولة تأخذ على عاتقها مسئولية التعليم الإلزامي للنشء، وكان جل هذا الاهتمام خلا حقبة الستينيات والسبعينيات لكنه تراجع بعد ذلك وخلال الحقبة الأخيرة على وجه التحديد، لدرجة أننا رأينا نسبة الأمية ترتفع بين النساء في دولة كالمغرب إلى ما يقارب نسبة 70 بالمئة من تعداد السكان، وكذلك الحال في ارتفاع هذه النسبة في دول مثل مصر والعراق، والذي يرجع إلى استقالة الدولة من وظيفتها الإجتماعية، وتراجع دور مؤسسات التربية والتعليم عن القيام بدورها المنوط بها، الأمر الذي فتح الباب لانتشار آفات مجتمعية كالدجل والشعوذة والسحر، بل ظهر هناك من يحاول التسويق لذلك عبر الفضائيات التي تملأ الفضاء العربي، وهو ما لم تألفه حقبة الستينيات والسبعينيات من قبل حيث كان هناك حرص من صانع القرار السياسي على وضع الإستراتيجيات الرامية إلى زيادة التوعية بين الناس بينما في الفترة الأخيرة تزايدت المخططات الرامية إلى عملية التجهيل ضمن أجندات خارجية تحاول استهداف عقول الأمة العربية والإسلامية لتدميرها، وأن تلك المحاولات لم تنقطع منذ ضرب مشروع محمد علي الكبير حينما كان يهدف إلى إقامة مشروعه النهضوي في العالم العربي، إلا أن الدول الكبرى أجهضت هذا الحلم الكبير، في حين ظلت تبقى على الأنظمة الشمولية والديكتاتوريات بما يتوافق مع مصالحها بغض النظر عن توافقها مع الديموقراطية من عدمه، لأن المهم عندها أن تظل مثل هذه المجتمعات على تخلفها دون أن تساير ركب التنمية والتقدم أو التطور.
جهل أم تجهيل
من جانبه أكد السفير محمود راشد مدير إدارة مرصد المجتمع المدنى والاتحادات المهنية بالأمانة العامة للجامعة العربية، أن نجاح الغرب في التغلب على مشكلة الجهل يرجع إلى مصداقيتهم مع أنفسهم عندما اعتبروها مشكلة قومية، يتوقف على إيجاد الحلول لها في مستقبلهم ومن ثم فكانت قضية مصيرية بالنسبة لهم، ومن ثم اهتموا بها وخصصوا لها الموارد المالية والموازنات وإن كان الأهم من الجوانب المادية قيامهم بوضع هذه القضية على أجندة الاهتمامات وتوفير الجهد والوقت اللازم من منطلق أن حل هذه المشكلة هو مفتاح التقدم والتطور، وكان الاهتمام بالعملية التعليمية فعلا وليس مجرد قول كما هو حالنا في عالمنا العربي نملأ الأوراق بالقرارات التي تستنزف الوقت والجهد ولكنها في النهاية تكون مجرد حبر على ورق وربما لا تساوي في الغالب الحبر الذي كتبت به.
وأوضح أن هناك تباينا في المعنى بين الجهل والتجهيل قائلا: إن الجهل يعني عدم الحصول على قدر من التعليم أو المعرفة، بينما التجهيل لا يعني بالضرورة عدم الحصول على التعليم أو المعرفة بل يأتي من خلال الوقوع تحت تأثير بعض المحاولات الرامية إلى التسويق والترويج لأفكار وأشياء وأمور تعزز المفاهيم الخاطئة لتلويث الوعي بنشر مفاهيم مغلوطة لا تصب أبدا في صالح المجتمع وهو ما تقوم به العديد من وسائل الإعلام المعادية.
أشار السفير راشد الى أنه على الرغم من وجود طفرة في الإمكانيات التقنية والعلمية خلال عصرنا الحالي إلا أننا نجد أن الاهتمام بالتعليم في فترة الستينيات كان أكثر بكثير بسبب الاهتمام الحقيقي الذي كانت توليه القيادة السياسية في ذلك الوقت والإعلاء من الروح القومية واعتبار أن التعليم هو سلاح التفوق ومشروع نهضة الأمة وقد أفرزت هذه الحقبة رموزا تركت بصمتها في كثير من الميادين وحققت شهرة عالمية في حقول المعرفة وما العالم المصري الدكتور أحمد زويل والعالم في مجال ابحاث الفضاء الدكتور فاروق الباز وغيرهما إلا نتاج الحقبة الناصرية في مصر خلال فترة الستينيات والمد القومي لفكرة الوحدة العربية، ولكن مع وفاة الزعيم العربي جمال عبدالناصر تجمد هذا المشروع الكبير لنهضة الأمة عبر مسار الاهتمام بالتعليم الإلزامي وتوفيره لكل فرد مجانا وغاب الهدف عن النظام اللاحق له وشهد مجتمع كمصر مرحلة من الانفتاح الاقتصادي وثراء بعض الفئات بشكل مفاجئ وبالتالي اختفت الطبقات المتوسطة التي كانت تشكلت الأساس لإفراز أجيال متعلمة ومثقفة.
أولويات الإرادة
من جانبه أكد الدكتور رفعت الفاعوري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية على وجود عدة متغيرات أدت إلى هذه الفجوة بين الغرب والعالم العربي في التعامل مع مشكلة الجهل، وإنه في الوقت الذي استطاع فيه الغرب إيجاد الحلول الناجحة للتغلب عليها، وقفت الدول العربية عاجزة على أن تقضي على هذه الآفة ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب ويأتي في مقدمتها أن مقدرات هذه الدول تم توجيهها في اتجاه أولويات أخرى كالتسليح، حماية الطبقة الحاكمة، ومنظومة الفساد، وبالتالي لم يكن هناك أجندة حقيقية لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة بشكل أمثل يأخذ في الحسبان تنمية الموارد البشرية، حيث لم تعكس السياسات المختلفة ما يكشف عن وجود اهتمام حقيقي بتنمية تلك الموارد البشرية، وعليه فإن تراجعها في سلم الأولويات أدى إلى زيادة نسبة الأمية في ثلث الدول العربية تقريبا والتي ارتفعت فيها ما بين 30 أو 40 إلى 50 بالمائة من تعداد السكان في هذه الدول العربية .
الأواني المستطرقة
من جانبه قال الدكتور بسمان الفيصل مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية للاستراتيجية والجودة، إن السبب الحقيقي لعدم قدرة العالم العربي على تحقيق ذات النجاح الذي حققه الغرب في التغلب على مشكلة الجهل يرجع إلى ما يشوب نظام التعليم بالعالم العربي من عوار وقصور تبرز ملامحها في عدم استقلاليته عن باقي النظم الأخرى في منظومة المجتمع ككل مثل القضاء ، الدفاع، الأمن، وغير ذلك حيث جميعها تعمل كنظم تتفاعل مع بعضها البعض ولا يمكن الفصل بينها، موضحا أن تأثير التفاعلية بين هذه النظم يشبه نظرية الأواني المستطرقة، فلا يمكن اعتبار أن أحد الأنظمة لها الأفضلية من دون الآخر وإنما تتداخل بتأثيراتها، وعليه فإنه عند الحديث عن وجود فشل في التعليم فإن ذلك يعني أن هناك فشلا في مجموعة النظم المختلفة التي تشكل المنظومة المجتمعية ككل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.