عزا محللون ومستثمرون تراجع أسعار العقار في بعض مناطق المملكة إلى نحو 25 بالمائة وارتفاع مؤشر الأسهم الذي يواصل مكاسبه بعد أن كسر حاجز 7500 إلى دخول سيولة جديدة وجيدة للسوق المالية قادمة من الأسواق العقارية التي شهدت بدورها ركودا اضطر بعض المستثمرين لتحويل رؤوس أموالهم إلى الأسهم. وأكد رئيس لجنة التثمين والمزادات بغرفة جدة عبدالله الأحمري أنه مع بداية الربع الأول من العام الجاري شهد السوق العقاري في المملكة وتحديدا في جدة موجة من تصحيح الأسعار حيث تجاوز الهبوط 25 بالمائة في أغلب مخططات شمال جدة. وقال الأحمري إن هذا الهبوط كان متوقعا بعد ارتفاع الأسعار بشكل غير طبيعي وليس منطقيا، حيث أصبح كثير من المواطنين غير قادرين على الشراء ما أصاب العقارات بالركود الجزئي تلاها ركود في أغلب المخططات أدت إلى تراجع الأسعار. وأضاف بأن المشاريع الحكومية المعلنة ومشاريع وزارة الإسكان كان لها أيضا دور في تراجع أسعار العقارات وأدخل كثير من المتعاملين في السوق بحالة انتظار لتلك المشاريع مما تسبب بزيادة في المعروض، وتدن في الطلب أدخل السوق العقاري الحالة الحالية. في المقابل بدأت بعض البنوك حث مستثمريها السابقين وملاك المحافظ الاستثمارية بالعودة للتداول بسوق الأسهم بعد أن أوقف كثير من المتعاملين محافظهم الاستثمارية في أعقاب انهيار السوق في العام 2006 ومع عودة ذاكرة الأسهم للارتفاع بات الكثير من المستثمرين يفكرون بالعودة مجددا مع أخذ الحيطة والحذر واستخلاص العبر، في حين عاد بالفعل مستثمرون سابقون لسوق الأسهم. واتخذت البنوك الاتصال المباشر أو عبر الرسائل الإلكترونية أو رسائل الجوال لتقديم خدمات المحافظ الاستثمارية وتجديدها لعملائها السابقين تمهيدا لدخولهم في التداول بسوق الأسهم. وقد نصح خبراء أسهم المستثمرين الذين ينوون دخول سوق الأسهم في الوقت الحالي أخذ الحيطة في التعامل وعدم الانسياق وراء الشائعات والنصائح الموجهة لأغراض انتهازية هدفها التوجه إلى أسهم معينة لرفع قيمتها ومن ثم يتبين أنها نصائح مغرضة. ودعا الخبراء إلى الابتعاد عن أسهم المضاربة في الشركات ذات الأصل الضعيف والتفكير في الاستثمار على المدى البعيد، وأوضحوا أن المستثمر الحقيقي لابد أن يعي السوق بشكل كامل ومعرفة حجمه والشركات الموجودة فيه، وأن يحرص من خلال جمع المعلومات ودراسة السوق قبل أن يقرر الدخول وشراء أسهم في إحدى الشركات. ومن جهته، أكد المحلل وخبير الأسهم الأستاذ الدكتور ياسين الجفري أن السوق يمر بحالة من الإيجابية تدفعه إلى مزيد من المكاسب، مضيفا "بالنظر إلى القوائم المالية للشركات المدرجة في سوق الأسهم فإنها تدل على أن السوق لن يتجه نزولا، ولكن مع ذلك ندعو المتعاملين إلى الحذر في اختيار الشركات، وأن يكون الاطلاع ومتابعة الشركات التي يرغبون في دخولها كاملة لديهم والبعد عن الإشاعات والتوصيات ذات الأهداف المضللة".