العام 2012 يطوي بعض أيامه، وركام الأزمات في الحياة الثقافية والاجتماعية لا يختل بل يزداد رسوخا والصراعات الخفية تطل أحيانا لتعكر صفو الواقع. ورغم أنني نسيت مَنْ من المثقفين والكتاب قد رحل لكثرتهم إلا أنني أتذكر أننا مازلنا نشهد ملامح حيرة تحتل الوجوه جراء بعض ما يحدث في الواقع، ونرقب عن كثب كيف تتكون الأفكار، وتبنى الرؤى، واعتقد اننا نستشف أيضا كيف سيكون الآتي وبقدر ما حلمنا حملنا أماني ودعوات ان تكون هناك ثوابت في ثقافتنا العربية لا نختلف عليها، وان لا تكون الأزمات التي شهدناها سوى افتعال مثقفين من اجل أن لا تتنمط الحياة الثقافية ولعل ابرز مثال لها الدعوة لمقاطعة معرض من اهم وابرز معارض الكتب العربية وهو معرض الرياض الدولي للكتاب. حلمنا ان العام 2012 ربما سيفتح صفحة جديدة في كتاب التاريخ والحياة ولكن ما شاهدناه ولمسناه من مواقف وصراعات اكد ان كلماتنا ما زالت في الهامش بعيدة عن المتن وأسئلة كثيرة ما زالت دون إجابة وإيقاع العصر أسرع من النبض، والكتابة أضحت كمينا ومأزقا للكاتب حلمنا ان العام 2012 ربما سيفتح صفحة جديدة في كتاب التاريخ والحياة ولكن ما شاهدناه ولمسناه من مواقف وصراعات اكدت ان كلماتنا ما زالت بعيدة عن المتن وأسئلة كثيرة ما زالت دون إجابة وإيقاع العصر أسرع من النبض، والكتابة أضحت كمينا ومأزقا للكاتب أكثر من قبل وننتظر بعد أيام قليلة معرض الرياض للكتاب كيف سيتشكل وماذا سيحمل من أفكار وطموحات نود تحققها (كما طرحها وزير الثقافة ونائبه ووكيل الوزارة) وكيف ستكون خطواتنا المقبلة؟ وأسئلة أخرى كثيرة نتمنى أن نجيب عليها ولكن دون عجلة فنحن ما زلنا نرقب ساحة تضرب احيانا في اتجاهات متضادة ومصائر مستقبل تتشكل وإبداعا يتحسس موقعه.. صحيح أن أبوابنا مشرعة لاستقبال القادم ولكننا لا نملك قدرة أفلاطون في صنع اليوتوبيا التي لا تتحقق إلا في الأحلام، ولا نعترف بالرقص كفلسفة في النظر إلى الحياة كزوربا، ولا نملك عصا موسى لنشق بها في هذا البحر المتلاطم من الأفكار طريقا للنجاة، وليس لدينا اليد الطولي لنجمع الثقافة على التحقق الذي هو في النهاية مطمحنا جميعا. ولكن هناك حد أدنى من الرؤية نملكه ونستطيع صياغته، وحد أعلى من الأمل يدفعنا إلى المحاولة في أن يكون لنا هدف ثقافي طموح نستطيع من خلاله أن نحقق او نضيف شيئا ما إلى الساحة او على الاقل نعيد بعض التوازن وتلك مهمة صعبة. ولعل معرض الكتاب وفعالياته تكون المنطلق فالحدث كبير وهام مهما كانت الرؤى حوله. لقد نقبت عن حدث ثقافي عربي ملفت لا يكون الصراع او الخلاف او الاتهام طرفا فيه، وغضضت الطرف عن ارتفاع أسعار الكتاب وأزمة النشر، واتجهت ببصري بحثا عن ملمح في الساحة لكن لم اجد الا القليل فهل تكون البداية والمنطلق من معرض الكتاب؟