تتمتع واحة الأحساء بوجود مقومات سياحية سوف تجعلها محط أنظار السياح من داخل المملكة وخارجها، فثمة مواقع أثرية يمكن أن تتحول إلى مناطق سياحية مهمة لعل أهمها القصور التاريخية في المدينتين الرئيسيتين بالواحة وهما الهفوف والمبرز، وقد خضعت تلك القصور لعديد من الترميمات والإصلاحات لتغدو وجهة للسياح، وهذا ما حدث مؤخرا، وأظن أنها جاهزة لاستقبال زوارها. من جانب آخر ثمة جبل القارة بالقرية التي يحمل اسمها وقد أدخلت عليه هو الآخر الكثير من التحسينات والترميمات والإصلاحات والإضافات التي حولته إلى موقع سياحي مرموق، وأظن أن ثمة خطوات تطويرية تالية سوف تتحقق في هذا الموقع الأثري الجيد، وقد عرف هذا الجبل بدفئه شتاء وبرودته صيفا، والمنشآت التي ستقام حوله سوف تساعد على تحويله إلى نقطة جذب سياحي. وأظن أن استثمار مواقع العيون سياحيا يدخل ضمن اهتمامات هيئة السياحة والتراث الوطني، ولم تستغل هذه المواقع حتى الآن لتحويلها إلى مناطق سياحية، والمعروف أن الواحة تشتهر بعيون عذبة وبعضها ذات مياه كبريتية مثل عين «أم نجم» وأشهر عيونها كما أتذكر عين الخدود وعين الحارة وعين أم سبعة وبقية العيون الجارية التي يمكن استغلالها استغلالا جيدا لتتحول إلى مشروعات استثمارية سياحية. وفي الواحة مواقع أخرى يمكن استثمارها سياحيا وهو أمر لا يغيب عن أذهان المسؤولين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتطوير الأنظمة والحوافز ذات الصلة بالاستثمار السياحي في واحة الأحساء يعد خطوة من أهم الخطوات الكفيلة بتحويل الواحة في مستقبل منظور إلى نقطة جذب سياحي للراغبين في الاستجمام من داخل المملكة وخارجها، وقد نشط زوارها من دول مجلس التعاون الخليجي بعد تنظيم الرحلات الجوية من تلك الدول للأحساء. تحقيق الاستثمار السياحي في هذه الواحة مطلب سوف يتحقق بإذن الله إذا تم اطلاق المعايير والمقاييس التي يمكن للمستثمرين ممارستها لتسهيل أعمالهم بالتنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار والجهات الأخرى ذات العلاقة بالاستثمار المباشر بالمملكة، ولابد من تمكين الهيئة من القيام بأداء أدوارها لاستقطاب الكوادر المؤهلة للقيام بمشروعات سياحية مختلفة بالواحة. ولابد من الإشارة هنا إلى المشروعات السياحية العملاقة التي انتهى بعضها في مدينة العقير السياحية، وبعد استكمال بقية المشروعات فإن هذه المدينة سوف تغدو محطة سياحية مهمة بالواحة، والقطاع الخاص بالمملكة مهيأ لاستثمارات طائلة في هذه المدينة المهمة، فالفرص الاستثمارية متاحة في هذه المدينة السياحية وفي بقية مدن الواحة، وثمة جهود يبذلها هذا القطاع في مجال السياحة تحديدا. عوائد الاستثمارات في مجال السياحة في الواحة ستغدو مرتفعة في ظل اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بكل المرافق السياحية في الواحة، وهذا أمر مشهود وملموس سواء من قبل أهالي الأحساء أو من زوار الواحة من داخل المملكة أو من الدول الخليجية المجاورة للواحة والبعيدة عنها أيضا، والأمل معقود بأن تتحول الواحة إلى منطقة جذب سياحي في مستقبل قريب للغاية. المساعي والجهود المبذولة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومن جانب القطاع الخاص بالواحة تدل دلالة واضحة على الرغبة الأكيدة في استثمار هذه الواحة سياحيا وفقا لتواجد المقومات المطلوبة لتحويل الصناعة السياحية فيها إلى واقع مشهود، فثمة مشروعات متعددة في الأحساء في الجانب السياحي أضحت من المعالم التي يفخر بها كل مواطن، فالمستقبل السياحي في الواحة بدأت ملامحه في الظهور والبروز بما يؤكد صحة التوجهات الحثيثة لتحويل الأحساء إلى واحة سياحية مهمة تخدم السياح من داخل المملكة ومن خارجها أيضا.