لا يختلف اثنان على أهمية الدور التاريخي لكل من المملكة ومصر، ومنذ القدم، بل منذ الايام الاولى للفتح الاسلامي لمصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وتكليفه للقائد العربي المسلم عمرو بن العاص ليضم مصر لدولة الخلافة، ومع وصول المئات من ابناء جزيرة العرب أيامها من ضمن افراد جيش الخلافة اليها، وبعد الفتح استقر المئات منهم في مصر ليتزوجوا ويتصاهروا ومن هنا نجد انتشار القبائل العربية وتجذر ملايين المصريين من هذه القبائل.. ومن هنا ايضا بدأت العلاقة التاريخية بين مصر والمملكة.. علاقات أخوة. ولما للمملكة في نفوس المصريين من حب وتقدير كبيرين لكونها تضم في ارضها بيت الله والحرمين الشريفين.. ومع تنامي العلاقات السعودية المصرية التي وضع اساسها المتين كل من المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وجلالة الملك فاروق رحمه الله. وقد بدأت من لحظتها بيننا وبين مصر الحبيبة علاقات ود متميزة ومتنامية نظرا للمكانة التي تربط الاشقاء في البلدين قبل القيادتين.. وهكذا يوما بعد يوم تتنامى العلاقة في كل عهد من عهود قادة المملكة ومصر. فباتت وعلى مر الايام العلاقة بين الوطنين علاقة قوية متماسكة تتأصل خبرة في كافة المجالات وعلى الاخص في المواقف السياسية والتفاعلات مع الاحداث سواء أكانت على الصعيد الاقليمي او العربي او العالمي. فالدولتان قطبا الرحى كما يشير الى ذلك خبراء السياسة. عملا على توازن القوى في المنطقة فلا ضرر ولا ضرار وكلاهما سعى الى عدم تغيير مواقفهما. فكان الحياد سيد مختلف المواقف وبهذا الهدف وغيره شهدنا تطورا كبيرا بين العلاقات بين البلدين.. فحضورهما السياسي الفاعل والمؤثر في مختلف الاحداث التي حدثت في المنطقة خلال العقود الاربعة الماضية. حضور حكيم شكل ثقلا كبيرا امام التحديات. وحتى الحروب والمواجهات ضد اعداء الخليج والمملكة وحتى المنطقة.. وهكذا اتسمت العلاقات بين المملكة ومصر العروبة.. ارض الكنانة بالقوة والاستمرارية. واليوم الخميس حيث تبدأ زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة تتجه انظار العالم اليها، وهي تتطلع بتفاؤل الى ما سوف تحمله هذه الزيارة من نتائج راح البعض من المتابعين وقراء السياسة يؤكدون على (اهميتها في بناء العلاقات الاستراتجية والشراكة الكاملة في علاقات البلدين باعتبارهما سيكونان رمانة الميزان ومظلات الحماية لانقاذ وتصحيح الوضع العربي، ومنع بركان الانفجار والانهيار لعواصم عربية ضربها الخلل والفوضى) كما جاء في مقال الكاتب "اشرف العشري" في الاهرام. أو كما قال الدكتور بهجت قرني في ذات الصحيفة: إذا تمكنت المنطقة العربية شعوبا وحكومات من الخروج من المحنة والمتاهة الحاليتين سيكون هذا عن طريق البناء الفعال للعلاقات المصرية، الخليجية وفي قلبها العلاقات السعودية والمصرية.. وهكذا نجد ان الجميع يتطلعون الى زيارة الملك سلمان اليوم. وهم يدعون الله ان تحقق هذه الزيارة الآمال والتطلعات فيما يخدم الشعبين السعودي والمصري والأمة العربية جمعاء. دعاء من القلوب يردده الجميع صباح مساء.. تغريدة: حوار الامير محمد بن سلمان لموقع بلومبيرغ. هو حديث الساعة. تصدر الصفحات الاولى للصحف المحلية والعربية والعالمية. لما تضمنه من معلومات تستشرف المستقبل. للمملكة.. وفقه الله.