الضفة الغربية.. غليان يؤسس لانتفاضة ثالثة

رام الله تتهم إسرائيل بجر المنطقة لدوامة عنف والاحتلال يمنع الفلسطينيين من دخول القدس المحتلة

تتصاعد حالة الغليان في المناطق الفلسطينية المحتلة بوتيرة غير مسبوقة منذ سنوات، وبات التنقل بين المدن أمراً يحتاج إلى احتياطات وتدابير، نظراً لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين ثأراً من عمليات المقاومة المتلاحقة في نابلس والقدس المحتلة، وسط تباين في خيارات الفلسطينيين. وتشير التنبؤات الى ان موجة الغليان الحالية ستتطور إلى انتفاضة ثالثة، واندلعت مواجهات في حي رأس العامود صباح امس، واتهمت الرئاسة الفلسطينية حكومة اسرائيل بانها تحاول جر المنطقة الى دوامة عنف، مشيرة الى انها تقوم بذلك "للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية"، وقالت إن "الجانب الإسرائيلي هو صاحب المصلحة في جر الأمور نحو دائرة العنف للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية"، واتخذت اسرائيل اجراءات استثنائية حيث منعت الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، التي بدت مدينة اشباح مع المحلات التجارية المغلقة والشوارع المقفرة، الا من بعض السياح ومئات من رجال الشرطة الاسرائيليين الذين يحرسون ابوابها، وزعم نتانياهو ان اسرائيل "تخوض معركة حتى الموت ضد الارهاب الفلسطيني"، آمرا باتخاذ اجراءات شديدة، تشمل خصوصا تسريع وتيرة هدم منازل الارهابيين"، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستنفار بعد ورود إنذارين بعمليتين في الخليل وأخرى طعن بالقدس المحتلة، وشنت مقاتلات حربية اسرائيلية فجر امس غارة على موقع "بدر" التابع لكتائب القسام جنوب مدينة غزة، وشددت قوات الاحتلال قبضتها على بلدة القدس القديمة والمسجد الأقصى لليوم التاسع، وفرضت طوقا أمنيا مكثفا على مداخل البلدة القديمة وأزقتها وفي محيط المسجد، ومنعت كافة المصلين من أهل الداخل الفلسطيني والرجال المقدسيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين سنة وكافة النساء من دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
كما قتل فتى فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما برصاص الجيش الإسرائيلي أمس. وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية ان الفتى عبدالرحمن شادي عبدالله قتل برصاصة في الصدر أطلقها الجيش الإسرائيلي عند مخيم عايدة القريب من مدينة بيت لحم.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان مواجهات وقعت عند ذلك المخيم بين مجموعة من الفتية والجيش الإسرائيلي.
طعن إسرائيلي
وقام ملثّمون مجهولون، في ساعات الفجر الأولى من يوم امس الاثنين، بطعن أحد المستوطنين في مدينة إيلات المحتلة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وأفادت مصادر عبرية بأن ملثّمين مجهوليْن طعنا أحد المستوطنين في أحد شوارع مدينة إيلات، ولاذا بالفرار.
وذكر موقع "حدشوت لايف" العبري أن شاهد عيان أفاد بأن أحد الملثمين قال "الله أكبر" ثم طعن المستوطن وهرب.
مواجهات متفرقة
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد وفجر امس الاثنين أصيب عشرات الفلسطينيين بجراح وحالات اختناق في مواجهات متفرقة مع الاحتلال بالضفة الغربية.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية فجر امس استشهاد الشاب حذيفة عثمان علي سليمان (18 عاما) متأثراً بجراحه الحرجة التي أصيب بها، الليلة الماضية، خلال المواجهات التي اندلعت على أطراف مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
من جهتها، أفادت جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني في إحصائية أن عدد جرحى المواجهات التي دارت في الضفة الغربية والقدس المحتلة حتى منتصف الليلة قبل الماضية بلغ 395 إصابة، خلال ال24 ساعة الماضية.
مواجهات ليلية
وشهدت أحياء مدينة القدس وقراها المجاورة مواجهات ليلية عنيفة استمرت عدة ساعات تخللها رشق قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما أصيب عشرات الشبان بجراح متفاوتة.
ووصفت جراح أحد الشبان بالخطيرة بعد إصابته في حي الثوري ببلدة سلوان، وقامت قوات الاحتلال باعتقاله رغم إصابته ونقلته إلى مستشفى "هداسا عين كارم". وشهدت حارة السعدية وبلدة شعفاط شمال شرق القدس مواجهات مماثلة اصيب خلالها العشرات من الشبان بالرصاص وبالغاز المدمع، كما أصيب 4 شبان من الطور ووادي الجوز بالأعيرة المطاطية، وتم نقلهم لتلقي العلاج.
وفي مخيم قلنديا شمال القدس، انطلقت مسيرة حاشدة ضمت مختلف الفصائل متجهة نحو حاجز قلنديا المقام جنوب المخيم، حيث جرت مواجهات عنيفة تخللها إطلاق كثيف للرصاص الحي، ألقى خلالها الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة والأكواع المتفجرة على الجنود.
وأفاد مصدر في الهلال الأحمر أن قوات الاحتلال استهدفت بالرصاص الحي سيارتي إسعاف خلال المواجهات الدائرة في محيط الحاجز، مما أدى إلى تحطيم الزجاج الأمامي لإحدى السيارات، وإصابة الهيكل الخارجي للسيارة الثانية، دون وقوع إصابات في الطواقم الطبية.
ودفعت قوات الاحتلال خلال المواجهات بتعزيزات عسكرية في محيط مستوطنة بيت ايل لقمع المظاهرات التي اشتدت حدتها خلال الساعات الأخيرة.
وفي سلواد اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في المنطقة الغربية من البلدة، أقدم خلالها الاحتلال على إطلاق الرصاص الحي، وأطلق القنابل الغازية على المنازل، ثم ما لبثت أن عادت المنطقة إلى طبيعتها بعد انسحاب الجنود إلى الموقع العسكري في مستوطنة "عوفرا" قرب البلدة.
إجراءات أمنية
وواصلت سلطات الاحتلال فرض إجراءات أمنية مشددة، حيث أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان عن "عدة إجراءات أمنية لتعزيز الأمن في محيط القدس، منها نشر ثلاثمائة من حرس الحدود، بالإضافة إلى إرسال قوات خاصة من الشرطة إلى القدس لتنفيذ عمليات اعتقال". وأضاف إنه "يحظر على من لا يحمل بطاقات هوية إسرائيلية دخول البلدة القديمة، كما تم تغيير أوامر إطلاق النار، ما يعني إتاحة إطلاق النار على مقدسيين في حال تشكيلهم خطرا على الإسرائيليين".
غارات
وشنت طائرات حربية إسرائيلية غارة امس الاثنين على موقع تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الغارة استهدفت موقع تدريب "بدر" التابع لكتائب القسام بصاروخين ما أدى إلى وقوع أضرار مادية من دون وقوع إصابات بشرية.